خاص infinty

بين نيسان ونيسان، الفتنة تزور لبنان ذاكرة لحرب اهلية بباسكال جديد!بقلم وفاء فواز رئيسة التحرير

بين نيسان ونيسان، الفتنة تزور لبنان
ذاكرة لحرب اهلية بباسكال جديد!

وفاء فوّاز

تسعا وأربعون عاما ويوم بين ذكرى بوسطة عين الرمانة وتشييع باسكال سليمان وكأن التاريخ يعيد نفسه، فلم نتعلم بعد من حادثة حرق فيها أمراء الحرب بأيديهم ،و لمصالحهم فقط لبناننا الجميل وحولوه لرماد بحجة حماية الطائفة وما زال هؤلاء قادرين بخطاب واحد على تأجيج الفتنة وخلق الشغب وحرق الشوارع باستعمال الحجة نفسها .
اللافت أن الحرب آنذاك لم تكن “بنت لحظتها” بل اجتمع العديد من الأطراف على افتعالها ورسم خرائطها خطوة تلو الأخرى، فالسلاح لم يظهر فجأة! والمرحلة لم تنحصر في عين الرمانة بل سبقتها تواريخ اخرى أشعلت نيران الشكوك في المؤامرات حين اشتبك الجيش اللبناني والمنظمات الفلسطينية في مخيمات بيروت عام ١٩٧٣ والتي انتهت بتكريس السلاح داخل المخيمات بغطاء داخلي وخارجي متفق عليه.
أيها اللبنانيون عشية هذه الذكرى التي لم ينطفئ وهج تأثيرها أتى حادث مقتل المسؤول في حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان والذي نشر الأدرينالين في دماء مناصريه وارتفعت بهم الحال إلى ردود افعال لم تكن منضبطة وأخرى تحلّت بضبط النفس حتّى اشعار آخر. ربما الحادثة لم تكن سياسية حتى وربما كانت وربما نشهد حوادث اخرى مفتعلة من جميع الطوائف ينفذها طابور خامس فتعيدنا إلى الحرب في ظل الجيش اللبناني المتهالك الذي لا يتجاوز معاش عناصره ال ١٠٠ دولار..
الفتنة تطرق ابواب المجني والمجني عليه، فالكلام الذي قيل وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي او حتّى بكلمات متلفزة بين طرفين بارزين في البلد يشير إلى تصرّف غير مسؤول واستخدام “حكي طالع نازل” يعاكس فرضية وعيهم واستدراكهم لإدارة بلاد وعباد! فما أفرغته النفوس أثناء الحادثة أقسى وأخطر بكثير من ما تحمله القلوب…
الجريمة التي مرّت ليست “دوراً مسرحياً” ولا “بلياتشو” متنقّل وعابر، بل هي كارثة أعادت إحياء رماد الحرب الأهلية بعدما أحرقت جثّتها ورُميت في أروقة “الوطنية”. ألم يدرك السياسيون حتى اللحظة خطورة انزلاق لبنان في وحول سوداء كلّفته دماءاً ليخرج منها!؟ “إذا بيعرفوا مصيبة، واذا ما بيعرفوا المصيبة اكبر”…
لا رئيس، ولا دولة، ولا هيبة، ولا انضباط وقوى مسلّحة “على عينك يا تاجر” وقوى تقتضي بالفتن وأخرى منتشرة بين التشبيح والسرقة ومنهم من يجتنب بلده متمسّكاً بدعوة في المسجد وأخرى في الكنيسة على أوتار الخلوة بخلاص لبنان الأبدي. نصف القضاء في ادراج السياسيين ينصاع لأوامرهم ولا يأبهون بوجوده وعلى الضفة الأخرى حربٌ يصارعها الجنوبيون بحكم وحدة المسار لن نعرف نهايتها في القريب العاجل…وأما المستفيد فهو عدو واحد يهدد بالاجتياح والهجوم في حال التصعيد.
بين ١٢ نيسان و ١٣ نيسان ذكريات فتحت جروح اللبنانيين للمرة العاشرة، وأثارت العديد من الاسئلة: لماذا الان؟ ما علاقة النزوح؟ هل الحزب متفرغ لمثل هكذا عملية؟ زيارة الرئيس القبرصي مشبوهة! هل تريد إسرائيل ان تقوض حزب الله من خلال تقييد نزوح بيءته الحاضنة في حال الحرب ! هل فعلا ضقنا ذرعا من الوجود السوري الذي يكرسه العالم بأكمله ربما لابتلاع هوية لبنان او ان المسيحيون يخشون على وجودهم فقرروا ان يرحلوهم بالقوة ؟؟؟كل هذا الاسئلة ستجيب عنها الايام القادمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce