لقاءات كنسية – أمنية في بكركي.. والراعي: أشد العقوبات بالمجرمين
المواجهات مستمرة جنوبا.. والـ1701 بين ميقاتي وفرونتسكا

فرضت عملية اغتيال منسق القوات اللبنانية في منطقة جبيل باسكال سليمان، نفسها، عنوانا اولا على الساحة المحلية، وصبّت زيتا على نار الخلافات السياسية الداخلية، مع مسارعة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حتى قبل معرفة مصير سليمان، الى اتهام القوات والكتائب بتأجيج الفتنة، علما ان ايا من الطرفين لم يكن وجه اصابع الاتهام الى الحزب، جازما ايضا ان الجريمة “جنائية”.. في المقابل، رأت القوات ان نواحيها تدل حتى اشعار آخر، على انها سياسية بامتياز.

في بكركي: في ظل هذه الاجواء، ومع دعوة معراب الاجهزةَ الى تحقيقٍ جدي والى تقديم رواية مقنعة حول ما حصل مع الشهيد سليمان، احتضنت بكركي اليوم لقاءات كنسية – قواتية – امنية – عسكرية، كان ملف سليمان الحاضر الابرز فيها. فقد استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قائد الجيش العماد جوزيف عون. وكان الراعي التقى عضوي تكتل “الجمهورية القوية” النائبين زياد حواط وملحم رياشي لمتابعة قضيّة قتل باسكال سليمان معه. وتوجه الراعي بالتعزية الى عائلة سليمان، وأشار في بيان صدر عن مكتب الإعلام في الكرسي البطريركي في بكركي “بألم كبير تلقيت ككل اللبنانيين المخلصين مأساة خطف واغتيال العزيز بسكال سليمان منسّق حزب القوات اللبنانية في قضاء جبيل، في غضون أقل من 24 ساعة (بعد ظهر الأحد الى بعد ظهر الإثنين الفائتين)”. اضاف “كنا نأمل جميعًا ان يكون حيًّا، وهذا ما قيل في البداية. ولكن الحقيقة المرة كانت غير ذلك. فعمدتُ الى الصلاة لراحة نفسه وعزاء عائلته الجريحة بسيف الألم، ورفاقه في حزب القوات اللبنانية وعلى رأسهم الدكتور سمير جعجع رئيس الحزب. في هذا الظرف الدقيق والمتوتر سياسيًا وأمنيًا واجتماعيًا ندعو الى التروي وضبط النفس، طالبين من القضاء والقوى الأمنية القيام بالواجب اللازم وإنزال أشد العقوبات بالمجرمين، ونطلب من وسائل الإعلام مشكورة عدم إطلاق تفسيرات مغلوطة وتأجيج نار الفتنة”.  وختم”ان زوجته المفجوعة أعطت اللبنانيين امثولة عظيمة بردة فعلها: “نحن أبناء القيامة، أبناء الرجاء”. ولم تتلفظ بعبارة ثأر او قتل. حمى الله لبنان وشعبه من الأشرار”.

لكشف الخيوط: امنيا ايضا، ترأس وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي في مكتبه بعد ظهر اليوم اجتماعا استثنائيا لمجلس الامن المركزي بحضور قادة من الاجهزة الامنية والعسكرية ومسؤولين واداريين وقضائيين. وأكّد مولوي بعد الاجتماع “أنّ جريمة قتل باسكال سليمان ارتكبها سوريون”، موضحًا أنّ “التحقيقات بوشرت منذ اللحظات الأولى وكل الأجهزة الأمنية والعسكرية تنسّق بين بعضها”، مشيرًا إلى أنّ “السيارة المُستخدمة في العمليّة سُرقت من الرابية قبل أيّام”. وشدد على أنّ “البلد لا يحتمل مشاكل أكثر مما هو يواجهها، ولا يحتمل فتن”، داعيًا إلى “التعقل والاتكال على على الأجهزة الأمنية والقضاء”، موضحًا “أننا لن نقبل إلّا بكشف خيوط الجريمة كاملة وإصدار القرار العادل بحق المرتكبين”. وذكر مولوي أنّ “خلفيات الحادثة وغايتها يكشفها التحقيق، وعلى اللبنانيين التحلي بالصبر، والتحقيقات تجري بطريقة شفافة واحترافية”، مؤكدًا أنّ خيوط الجريمة ستكشف طالما أن المرتكبين تم إيقافهم، و”دعونا لا نقارن جريمة باسكال سليمان بغيرها”. وأوضح أنّ “الوجود السوري غير مقبول ولا يتحمله لبنان، ونرى أن هناك الكثير من الجرائم يرتكبها سوريون”، وقال: “أكّدنا للقوى الامنية ضرورة التشدد بتطبيق القوانين اللبنانية على النازحين السوريين”، كاشفًا عن أنّ “نسبة الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية بلغت 35% تقريباً”. وردًا على كلام لوزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين حول المسلحين في المخيمات، أوضح “أنني لا أعلم إذا قام بعدّهم، ولدى القوى الأمنية جميع المعلومات في ما خص المخيمات”. وأوضح مولوي، أنّ “موضوع إحالة قضيّة باسكال سليمان على المجلس العدلي يقرّره مجلس الوزراء وفقًا للأصول، والقوى الأمنيّة تقوم بواجباتها رغم الصعوبات”.

معلومات: في جديد المعلومات والمعطيات في جريمة خطف وقتل سليمان، قالت معلومات صحافية ان “التحقيقات مع قتلة  سليمان مستمرة لمعرفة ما إذا كانت جريمة الخطف والقتل سياسية أم بدافع السرقة”. وكشفت المعلومات ان “ثلاثة من المشاركين في عملية خطف وقتل باسكال سليمان، يحملون بطاقات لبنانية مزورة، كما أن السيارة التي استخدموها مسروقة”.
كما ان الأربعة المتورطين الموقوفين لدى مخابرات الجيش في القضية، هم من الجنسية السورية وأبرزهم بلال د.، ولديهم سوابق في سرقة السيارات”. ولفتت الى ان “الخاطفين حاولوا اعتراض سيارتين قبل سيارة باسكال سليمان لسرقتها، لكنهم فشلوا وعندما اعترضوا باسكال قاومهم فضربوه ووضعوه في صندوق سيارته، وتوجه ثلاثة منهم الى بلدة حاويك في سوريا، حيث وصل ميتا. أما الرابع محمد خ. فبقي في الفندق في القلمون حيث تم توقيفه”. وأشارت الى ان “هناك مشتبهين بهما أساسيان يتمّ البحث عنهما، أحدهما أحمد ن. الذي يترأس عصابة لسرقة وتهريب سيارات الى سوريا”.

الجثة والدفن: من جهة ثانية، اعلنت قيادة الجيش: تسلّم جثة المواطن سليمان من السلطات السورية ، مضيفة “ستُنقل إلى المستشفى العسكري المركزي للكشف عليها استكمالًا للتحقيقات على أن تسلَّم إلى ذويه بعد ذلك”.  كما تسلمت مخابرات الجيش سيارة سليمان. وسيشارك اطباء من مصلحة الاطباء في حزب القوات اللبنانية بعملية التشريح بعد اخذ اذن من النيابة العامة… الى ذلك، تقبلت عائلة سليمان التعازي في صالون رعية مار جرجس جبيل اليوم. وافيد ان مراسم دفن سليمان ستكون الجمعة عند الساعة 3 من بعد الظهر في كنيسة مار جرجس – جبيل، وسيترأسها الراعي.

3 اسباب: في المتابعة السياسية، أكدت الدائرة الإعلاميّة في حزب “القوات اللبنانية” أنّ التحقيق في جريمة قتل الشهيد سليمان يجب أن يكون واضحاً وشفافاً وعلنيّاً وصريحاً ودقيقاً بوقائعه وحيثيّاته، وحتى صدور نتائج هذا التحقيق نعتبر أنّ باسكال سليمان تعرّض لعملية اغتيال سياسيّة. وقالت في بيان “في كافة الأحوال، ما يجب التشديد والتأكيد والتركيز وتسليط الضوء عليه هو أنّ ما أدى إلى عملية الاغتيال هذه بغض النظر عن خلفياتها عوامل جوهرية وأساسية: – العامل الأول يتمثّل بوجود “الحزب” بالشكل الموجود فيه بحجة ما يسمى مقاومة أو حجج أخرى، وهذا الوجود غير الشرعي للحزب أدى إلى تعطيل دور الدولة وفعالية هذا الدور، الأمر الذي أفسح في المجال أمام عصابات السلاح والفلتان المسلّح. فالمشكلة الأساس إذًا تكمن في جزيرة “الحزب” المولِّدة للفوضى، وما لم يعالَج وضع هذه الجزيرة، فعبثًا السعي إلى ضبط جزر الفلتان. فهذه العصابات موجودة ولكنها تتغذى من عامل تغييب الدولة. – العامل الثاني يتمثّل بالحدود السائبة التي حولها “الحزب” إلى خطّ استراتيجي بين طهران وبيروت تحت عنوان وحدة الساحات فألغى الحدود، وما لم تُقفل المعابر غير الشرعية وتُضبط المعابر الشرعية فستبقى هذه الحدود معبرًا للجريمة السياسيّة والجنائيّة وتهريب المخدرات والممنوعات، وبالتالي مَن يُبقي الحدود سائبة و”فلتانة” هو المسؤول عن الجرائم التي ترتكب إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر. – العامل الثالث يتمثّل في “خصي” إدارات الدولة القضائية والأمنية والعسكرية وغيرها من خلال منعها من العمل في مناطق معينة، أو في قضايا معينة، أو في أي أمر يتعلق بأي شخص ينتمي إلى محور الممانعة. واكدت الدائرة الإعلامية بأنّها تنتظر انتهاء التحقيق وبأسرع وقت لتبني على الشيء مقتضاه، ولكنها في الوقت نفسه تدعو اللبنانيين إلى مواصلة النضال سعيًا إلى إنهاء مسبِّبات الاغتيال والجرائم على أنواعها، الأمر الذي يستحيل تحقيقه إلا من خلال العبور إلى الدولة الفعلية التي تبسط فيها وحدها سيادتها على كل أراضيها، والتي لها وحدها حصرية السلاح، وليس محرَّمًا عليها لا الدخول إلى أي منطقة تريد، ولا التحقيق في أيّ أمر تريده”.

على الحدود: على خط امني آخر، وعلى الحدود الجنوبية تحديدا، تعرضت بلدة يارون قبل ظهر اليوم لقصف مدفعي اسرائيلي متقطع ومصدره مرابض الجيش الاسرائيلي المنصوبة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. كما استهدف قصف مدفعي اسرائيلي اطراف بلدة دبل. وطال قصف مدفعي ايضا عين الزرقا أفي طراف طيرحرفا. وسجل قصف اسرائيلي على سهل مرجعيون.

حزب الله: في المقابل، اعلن حزب الله انه “استهداف ثكنة زبدين في مزارع شبعا بالأسلحة الصاروخية وحقق فيها إصابات مباشرة”. واعلن “اننا أسقطنا جنودًا للعدو بين قتيل وجريح ودمرنا ميركافا بعد تنفيذ هجوم ناري على ثكنة دوفيف”. واستهدف “تحركا لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام بقذائف المدفعية”.

الـ1701: ليس بعيدا، إجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع المنسقة الخاصة للأمين العام للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا في السراي اليوم. وقد اطلعت فرونتسكا رئيس الحكومة على نتائج زيارتها نيويورك واجتماعها مع اعضاء مجلس الامن في ما يتعلق بالقرار 1701 ودعم الجيش… اقتصاديا، إجتمع رئيس الحكومة مع المدير الإقليمي لدائرة الشرق الاوسط للبنك الدولي جان كريستوف كاريه، في حضور مستشاري رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس وسمير ضاهر. وجرى عرض للمشاريع التي يقوم بها البنك في لبنان.

Share.
Exit mobile version