ايران الصبورة!
”تتدارك موائد اسرائيل وتصلّي خلف القدس”

 

كتبت ساريا الجرّاح في ديموقراطيا نيوز

أثبت الامين العام لحزب الله ورغم توحّل أقدامه أنه اقوى درجة من الدولة الإيرانية من ناحية صدّ هجمات العدو الاسرائيلي، وان كان هذا الرد “سيناريو تمثيلي” يجاري الطرفين بأهداف متوازنة. لكن الحزب استطاع ان يوحّد الساحات ويبرّد قلوب بيئته الحاضنة! بخلاف ما تفعله ايران اليوم، فالضربة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق كانت “حجّة متينة” للنيل من إسرائيل ولو بتصريح بعيد عن “سنرد في المكان والزمان المناسبين”. مشكلة الطرف الأضعف في الصراع العالمي الحالي (الصين وروسيا وإيران) هي أن هذه الحرب تتجه نحو الدمار الشامل، ومن يذهب إلى الحد الأقصى من التصعيد أولا من بين هؤلاء الثلاثة، هو من يحصل على الحظ الأوفر للاحتراق في هذه الحرب (وحرق العالم كله معه في الحالة الروسية). لكن الثابت ان روسيا اليوم بعد فوز فلاديمير بوتين تضاعفت قدرتها على ضبط النفس والحصانة لمواجهة الاستفزازات بأضعاف ما نتوقع، والصين بعد وصول الديمقراطيون إلى السلطة الأميريكية خففت الخطر عن نفسها بنقل الجبهة إلى الجانب الروسي مباشرة!.
أمّا ايران فقد كانت الأقل حظاً بتدخلها في حرب غزّة والتي فرضت ردود مخيبة للآمال بدءا من تدنيس المساجد وصولاً إلى الرد الدمشقي، كلّ هذا “لضرب سمعة المقاومة” لا سيّما ايران.

يؤكد رئيس لقاء سيدة الجبل الوزير السابق فارس سعيد ل “ديمقراطيا نيوز” أن استهداف السفارة الإيرانية في دمشق هو نقطة تحوّل في مسار الحرب الدائرة منذ ٧ تشرين حتى اليوم، لكنه لا يعتقد ان الحزب ومن خلفه ايران سيستخدمان الجنوب اللبناني للرد على إسرائيل نسبة إلى عدة اسباب بدايتها، برهان الحزب انه أضعف مما كان متوقعاً، ولم يتوقف سعيّد هنا بل نسب السببية إلى التفاوت العسكري والإلكتروني من ناحية تحديد الأهداف وتحقيقها لصالح إسرائيل ليس إلا. وأكد ان الحرب في الجنوب هي لاستهداف حزب الله وكلفتها ضئيلة.

وعن رد الحزب على العدو من الجنوب يقول” لن يقتصر الرد على الحزب فقط بل على لبنان اجمع، كما سيؤدي إلى حالة استنفار واعتراض شعبي ضد المقاومة”.
“اللبنانيون ضد الحرب” هذا ما أكدّه سعيد موقناً ان الحزب يدرك هذا الكلام تماماً بخلاف ما كانت الأمور السياسية في العام ٢٠٠٦ والتي يحاولون اسنتساخها لكنها “ليست واقعية”.

أخيراوليس آخراً يؤكد ان ايران ليس بصدد توسيع الحزب على الجبهة الجنوبية حيث أحرجت من قبل إسرائيل بالضربة التي وجهتها لها الأخيرة على السفارة، بل تتجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل منذ تاريخ السابع من تشرين.

لم يتوان سعيد عن ترجمة الدور الإيراني فقد وجّه رسالة واضحة قائلا “ايران غسلت يديها بخطاب الخامنئي في ١٠ تشرين، بدليل عدم توسيع وتوحيد الساحات في المعركة لمبدأ واحد لا ثاني له، العرب يموتون وهي تفاوض الولايات المتحدة الاميريكية إذًا لن يكون الرد قاسٍ مهما حصل!”..

ومن داخل المحور تشير مصادر دبلوماسية إلى أن الرد الإيراني سيكون مدروساً عسكريًا وسياسيًا في الآن نفسه، ويعود ذلك إلى عظمة الضربة التي تلقتها طهران بخسارتها عناصر من الحرس الثوري مشيرة إلى ان التوعد بالرد السريع ما هو إلا بادرة رد استخباراتية بامتياز وذات بعد سياسي بشأن مصالحها مع دولة إسرائيل”.

المثير للشفقة ان عملية طوفان الأقصى وما تلاها كشفت ان الصبر الاستراتيجي الايراني هدفه حماية أذرع ايران في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة وليس لدعم القضايا العربية والاسلامية، فلو كانت على “طريق القدس” لما تداركت موائد الاسرائيلين وصلّت خلف فلسطين المحتلة!..

Share.
Exit mobile version