الفتنة تقرع الأبواب بقلم وفاء فواز رءيس التحرير
غموض يشوب باسكال
وأجراس الفتنة تُقرع كعادتها
وفاء فوّاز
جنبلاط في عين التينة موجهاً رسالة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري حول دخول لبنان دائرة الخطر الأكبر، وتأتي هذه الزيارة عقب يوم الأحد الذي لم يكن كسائر توقيته المريح بل غلبه الهرج والمرج بعد ان أقدم أربعة أشخاص يستقلون سيارة بيضاء اللون, بقوة السلاح, على خطف منسق قضاء جبيل في حزب “القوات اللبنانية “باسكال سليمان عند مفترق يربط بلدة لحفد بطريق ميفوق وحاقل, لدعودته من واجب عزاء.
ومع انتشار خبر اختفاء سليمان، سادت أجواء من التوتر والغضب ووجهت دعوات للتجمع امام مركز عمشيت التابع لحزب القوات اللبنانية، كما دعت الأحزاب في قضاء جبيل مناصريها إلى التواجد في المراكز التابعة لها لمتابعة القضية.
البلد يغنى عن التوتر الذي من الممكن ان يتطور ويقرع ابواب الفتنة النائمة في الوقت عينه الذي لم تنطفئ فيه ويلات الجنوب ولم تكتف نيران العدو الصهيوني من إشعال ما تبقى من لبنان…
سيناريوهات عملية الاختطاف:
– تكرار سيناريو إلياس الحصروني، حيث سيطر الغليان منطقة جبيل خشية من أن يمرن حزب الله هو من يقف خلف هذه العملية لننتقل مباشرة من حرب جنوبية إلى فتنة طائفية مصيرها تكرار سيناريو الياس الحصروني. لكن اللافت اليوم ان الحزب بغنى عن الدخول بمثل هذه الدهاليز والدليل تمكّن مديرية المخابرات بعد متابعة أمنية من توقيف عدد من السوريين المشاركين في عملية الخطف، بالإضافة إلى تحديد مكان المخطوف ودوافع العملية.
– خلاف شخصي دفين، بعد المعلومات الأمنيّة التي صدرت، اثبتت أن المخطوف باسكال سليمان لم يصب بأذى وأن الأجهزة الأمنية تعمل على الوصول إلى مكان احتجازه. والذي يدل ان الاسباب الخفية وراء العملية لها تداعيات عائلية وليست سياسية نسبة إلى أن المذكور على انفصال هو وزوجته وذهب لتقديم واجب العزاء بأحد أقاربها وعلى اثر هذه الخلفية يبقى السبب متعلّق بين هذين السيناريوهين وان عادت الأمور إلى مجرياتها والتي تثبت ان سليمان بصحة جيدة وهو بأمان.
لك يكن خطف منسّق القوات اللبنانيّة في جبيل باسكال سليمان تفصيلاً بسيطاً. بانتظار معرفة مصيره، ووضوح الصورة، لا بدّ من بعض التحليل.
لكنّ السؤال هنا لو كان السيناريو الاول مرجّح إذا لماذا يُقدم حزب الله على خطف مسؤول “قوّاتي” في لحظة يحتاج فيها الى الحدّ الأدنى من التضامن الداخلي؟ في الختام الوضع لن يمر مرور الكرام فالساعات اللقادمة دقيقة جداً فكل ما نتمناه هو إبقاء الفتن نائمة وخاصة في هذه الاوقات العصيبة داعين الله ان يحمي لبناننا من احقاد دفينة تخرج في ساعة استنفار وتجول مواقع التواصل الاجتماعي، كفانا هلع في بلد ننام على مصيبة ونصحو على اخرى بانتظار قرار رسمي من القوات اللبنانية حول ما يحصل…
للوهلة الاولى اتضح ان حادثة فردية شكّلت احتجاجات وقطع طرقات لا تعد ولا تحصى فكيف لو اراد احدهم إشعال الفتنة الكبيرة من تحت رماد اغتيال رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع مباشرة! كيف سيكون السيناريو القادم!!