الراعي: لا تعتقدوا بأنّكم أقوياء بأسلحتكم بل أنتم أضعف الضعفاء!



إنّها المرّة الثانية بعد القيامة التي يستعمل فيها الربّ يسوع عبارة “السلام لكم” (يو 20: 19 و 27)، ولا نجدها في أي مكان آخر في الإنجيل. “السلام لكم” لا يعني بعد قيامته مجرّد تحيّة إجتماعيّة، بل يعني: “أنا معكم” مخلّصكم وفاديكم ورفيق دربكم. لهذا السبب أراد أن يكون الأحد الأوّل بعد قيامته عيد رحمته. تسمّي الكنيسة هذا الأحد “الأحد الجديد”، لأنّ معه إبتدأ زمن جديد، هو “زمن” الإنسان الجديد”، إنسان الرحمة و”زمن الثقافة الجديدة” ثقافة السلام. هذا الجديد كشفه الربّ يسوع برؤياه ليوحنّا الرسول: “ها أنا جاعل كلَّ شيء جديدًا” (رؤيا 21: 5). ويضيف: “نعم! إنّي آتٍ على عجل”. فتهتف الكنيسة: “تعال أيّها الربّ يسوع” (رؤيا 22: 20)”.

واستكمل: “فمهلًا، يا أيّها الذين فقدتم صورة الله فيكم بالخطايا والشرور، فالله أحبّكم وجعلكم أصحاب عقل للحقيقة، وإرادة للخير، وقلب للحبّ، وحريّة لإختيار كلّ عمل صالح وجميل. عودوا إلى الجمال الإلهيّ فيكم! تجدّدوا فيه!
مهلًا، يا أمراء الحروب المتعطّشون للدماء وتظلّون إليها متعطّشين! من سلّطكم على الأرواح البشريّة وأنتم تتعدّون على سلطة الخالق، معطي الحياة ومستردّها.
فلا تعتقدوا بأنّكم أقوياء بأسلحتكم، بل أنتم أضعف الضعفاء! ما يقوّيكم هو قلبكم إذا كانت فيه محبّة ورحمة! ما يقوّيكم هو عقلكم إذا كان ينوّركم فتفكّروا بمن تقتلون وبأملاك من تدمّرون، وبمنازل من تهدمون! ما يقوّيكم هو إرادتكم إذا أمسكت يدكم عن استعمال كلّ هذه الأسلحة التي تظنّون أنّكم بها أقوياء. لا! بل أنتم أقوياء بإنسانكم المخلوق على صورة الله، على المحبّة والرحمة”.

وختم: “الزمن الجديد الذي أعلنه المسيح الربّ هو زمن السلام الذي تنشره الكنيسة وكلّ ذوي الإرادة الحسنة. هذا السلام الإلهيّ لا يسمح باللجوء إلى الحرب بقرار شخص أو حزب أو فئة من المواطنين. إنّه قرار الدولة في الحالات القصوى بعد اعتبار الخسائر البشريّة والماديّة والماليّة والتدميريّة ومصير المواطنين الآمنين. قرار الحرب مسؤوليّة جسيمة عن تبعاتها. قرار الحرب قرار مرّ ومسؤول.
فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، من أجل تجنيب أهل الجنوب اللبنانيّ المزيد من الضحايا والخسائر والدمار والتشريد، ومن أجل إيقاف الحرب على غزّة. فالله، إله السلام، سميع مجيب! له المجد والشكر إلى الأبد

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version