هوكشتاين: لماذا أعود إلى تل أبيب وبيروت ولا شيء بين يديّ؟!

لاتزال الأمور تدور في حلقة مفرغة، من دون إحداث أي خرق في الستاتيكو القائم من غزة إلى جنوب لبنان، وبالتالي إذا كانت عطلة الأعياد قد أوجدت استرخاء سياسيا في عطلتي الفصح والفطر، إلا أن ذلك لن يكون إيجابياً بعد الأعياد، لان ثمة توقعات بأن الأزمة ستطول وخصوصاً على خط انتخاب الرئيس.

ويقول أحد السياسيين المخضرمين في مجالسه نقلاً عن صديق على تواصل مع الموفد الأميركي ٱموس هوكشتاين، إن الأخير يردد عبارة: “إذا عدت إلى تل أبيب وبيروت، معنى ذلك أن هناك إيجابيات، لكن الامور ليست على هذا النحو”. ليس ثمة ما يشي بانفراج سياسي، لاسيما أن الأطراف المحلية لاتزال على مواقفها، بدليل ان “ورقة بكركي” لم تؤدِ الغرض المطلوب في ظل الخلافات بين الزعامات ورؤساء الأحزاب الموارنة، فضلاً عن أن الأطراف الأخرى عالقة هي أيضاً في مسألة تحديد جنس الملائكة، بينما البلد “على الأرض يا حكم”، خصوصاً أن هناك تطورات إقتصادية خطيرة تتعلق بسندات اليوروبوندز، وأن المجتمع الدولي لن يقدم أي دعم للبنان إلا في حال انتخاب رئيس وتشكيل حكومة والشروع في الاصلاحات. ويردد المرجع السياسي نفسه أن #المفاوضات الإيرانية – الأميركية مستمرة بشكل هادئ وخجول، لكنها لن تكون مجدية طالما ان هناك #انتخابات رئاسية أميركية، وليس ثمة رؤية متقاربة بين المرشحين الرئيس الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب، ما يعني ان المفاوضات لن تؤدي غرضها قبل إنتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة، وعلى هذه الخلفية، يقبع لبنان على كوع الانتظارات والترقب لهذه المسارات ليبنى على الشيء مقتضاه داخلياً.

أما ما ستكون عليه الحرب في الجنوب وهل تتحول إلى حرب شاملة أم تبقى ضمن حدود معينة وإن تخطت الغارات الإسرائيلية مناطق قواعد الاشتباك، أي ما بعد الليطاني كما حصل في بعلبك والهرمل وصولاً إلى دمشق وحلب ومدن سورية أخرى، فاللعبة مفتوحة على كل الاحتمالات.

توازياً، تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”النهار”، إن الإتصالات لم تتوقف على رغم الأجواء الضبابية، وثمة تواصل فرنسي – أميركي من أجل منع الحرب الشاملة، وهو ما يقوم به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وإن كان حتى الساعة لم يفلح في إيقافها أو لديه القدرة على لجمها، باعتبار ان ثمة ظروفا دولية وإقليمية صعبة، وخصوصاً ان البعض يرى ان باريس باتت طرفاً بعد سيرها في الركب الأميركي في حرب أوكرانيا، وصولاً إلى ما يجري في غزة.

وتضيف المصادر ان ثمة معلومات تشير إلى تواصل جرى بين الأميركيين والفرنسيين وعواصم خليجية في طليعتها الرياض، من أجل تحريك الملف الرئاسي بزخم كبير خوفاً من الحرب الشاملة، بحيث يجب أن يكون هناك رئيس للجمهورية ليواجه ما هو آت من متغيرات وتسوية… وينتظر خلال الأيام القليلة المقبلة أن تظهر معالم التحرك والآلية الجديدة، في حين ان البعض يؤكد أن مهمة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان قد انتهت، إلا أنها وفق الذين يتصلون به لاتزال قائمة، لكنه لن يعود ويسجل فشلاً جديداً قبل أن تنضج الاتصالات بين أركان “الخماسية” وعلى المستوى الإقليمي.

المصدر- النهار

Share.
Exit mobile version