الأردن بدلاً من غزة!!
الإخوان في شوارع الأردن وحماس “تترقّب”
وفاء فوّاز
أصبح واضحاً أن حماس وحلفاءها سينتقلون مباشرة إلى العملية الاحتياطية التي صنعت بديلاً في حال فشلت المحطة الاولى، والتي كانت تستند على القيام بعملية عسكرية ضخمة زعزعت الامن والاستقرار وفي الوقت عينه أعطت الفلسطينين بارقة امل تحت عنوان “القدس ستحرر”.
والجدير بالذكر أن حماس تعثرت في ادارة معركتها اليوم حيث انها تعيش على طريق لا مفر ثالث له! امّا التخلّص من العدو الصهيوني بعد نداء العالم أجمع أو مثال “عليي وعلى اعدائي”.أي ان المعركة السياسية بين الدولتين اصبحت تحت نظام واحد يدعى نظام المقايضة السياسية بدأت في مسقط عمّان محاولة نقل الجبهة من غزة إلى الأردن مباشرة.
ما الهدف من اختيار الأردن ساحة معركة عن غيرها؟
المتعمّق في العلاقات السياسية بين البلاد يشهد أن حزب الله في لبنان والذي يعتبر أن جميع فصائل المقاومة تنضوي تحت جناحه على الارض اللبنانية، ولن يقبل أن يكون لفصيل آخر بريق ناهيك عن المعارك الشرسة التي قادتها حماس على مقاتليه في سوريا سابقا! وعلى الجانب الاخر فإن سورية ترفض ادخال حماس أراضيها نسبة إلى عظمة النظام بالإضافة إلى يقين الجمهورية السورية بأن حماس فشلت في اعادة توازنها قبل الثورة السورية حيث اتخذت جانباً واحداً وهو “التنظيمات الإخوانية في سورية”.
لكن اللافت اليوم هو ان تهديد استقرار الأردن ليس مرتبط بمجموعات تدعم فلسطين وحماس وتناصر القضية لانها لا تزال مخيماتها تحتضن تنظيم الإخوان وحماس بين ذراعيها. واذا عدنا بالذاكرة إلى الخلف اي من خمسين عانماً يتضح لنا أن ويلات أيلول تعود بسرادها إلى قدرة حماس من الانتقال من اتفاق غزة بشكل مباشر إلى اتفاق الأردن لبناء غزة من جديد، ناهيك عن سيناريو ياسر عرفات الذي خرج من الأردن إلى لبنان ومن ثم اتخذ من تونس مقرّاً له. فالرسالة قد وصلت “اما السلام في غزة او تهديد الامن الأردني”.
جهوزية الأردن لاي توتر على أراضيها:
وتؤكد المظاهرات التي شهدتها الشوارع الأردنية ضد ما يحصل من جرائم على اهلنا في غزة والتي وصفها مسؤولون اردنيون بأعمال العنف والفوضى التي من شأنها ان تزعزع الاستقرار الاردني في الوقت الذي تعتبر فيه غزة بوابة للتوسع الايراني على اراضيه، وهو ما تواجهه الأردن بشكل حازم وقوي بدءا من رجال الأمن الأردنيين الذين قاموا بحملة اعتقالات واسعه لكل من يقوم بأعمال تكسير وتخريب في المظاهرات وصولاً إلى المؤامرات. من جهته، انتقد المتحدث باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين حركة حماس وموقف رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج خالد مشعل موجها نصيحة تحمل الكثير من النقد للمسؤولين في حماس قائلا:” نتمنى على قادة حماس أن يوفروا نصائحهم ودعواتهم لضرورة حفظ السلم ودعوة الصمود لأهلنا في قطاع غزة”.
وعلى الجانب المساند أكدت المملكة العربية السعودية وقوفها إلى جانب الأردن من خلال بيان اصدرته معلنة أن المملكة الأردنية الهاشمية جزء من المملكة، كيانًا قيادة وحكومة وشعبا … فما هي فرص حماس بالتوغل في الداخل الاردني وهل ما تقوم به المملكة من مساعدات واستعراضات بمشاركة الملك يكفي لامتصاص غضب الشارع ..الايام المقبلة ستجيب