قرار مجلس الأمن يدق أبواب هنية في طهران! بقلم رئيس التحرير وفاء فواز
والنتيجة اشتعال جبهة الجنوب
في ظل الأحداث الحالية التي تعصف بالشرق الأوسط، يظل الجنوب اللبناني على واجهة التوتر والصراعات المتزايدة. تتميز هذه المنطقة بتاريخ طويل من التوترات الحدودية والصراعات السياسية والعسكرية، حيث تشكل جنوب لبنان منطقة حساسة ومهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي. والثابت أنه منذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان وتوقيع اتفاقية طهران عام 1989، شهد الجنوب اللبناني تواجدًا مستمرًا لقوات الأمم المتحدة وتصاعدًا للتوترات بين حزب الله وإسرائيل. وعلى الرغم من الجهود الدولية للحفاظ على الهدوء في المنطقة، فإن التوترات المستمرة والاشتباكات المتفاقمة تعكس واقعًا دقيقًا لحالة عدم الاستقرار والتوتر الدائم في الجنوب اللبناني.
في هذا السياق، تتفاوت الأسباب والدوافع للتوترات في الجنوب اللبناني، بدءًا من الصراعات الإقليمية والنزاعات الداخلية وصولاً إلى القضايا الدينية والسياسية. ومع تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في البلاد، فإن زيادة الضغوط على السكان المحليين تزيد من التوترات وتقوِّض الاستقرار في المنطقة. ففي الآونة الأخيرة، شهدت جبهة الجنوب في لبنان تصاعدًا ملحوظًا في الأحداث والتوترات. هذا التصعيد يشير إلى إمكانية تطور المواجهة مع إسرائيل إلى حرب مفتوحة.
تصاعد العمليات العسكرية:
ارتفعت وتيرة العمليات العسكرية التي بدأها حزب الله في الجنوب اللبناني. وقد أخذت تزداد سخونة وعددًا يوميًا، مما يشير إلى تحول الجبهة الجنوبية إلى ساحة صراع مفتوحة على كل الاحتمالات. حيث شهدت الجبهة اللبنانية الإسرائيلية خلال الساعات الماضية تصعيدًا كبيرًا تبادل في خضمه الجيش الإسرائيلي وحزب الله قصفًا مكثفًا. وعلى الجانب اللبناني سقط 9 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف جمعية الإسعاف اللبنانية في بلدة الهبارية جنوبي البلاد، وذلك عقب ساعات من توسيع طائرات حربية إسرائيلية دائرة هجماته داخل الأراضي اللبنانية لتشمل بعلبك ومحيطها. كما عاد الطيران الحربي الإسرائيلي لتنفيذ غارتين جويتين أدتا إلى استشهاد 9 أشخاص على الأقل في بلدتي طيرحرفا والناقورة. وردّ حزب الله لم يتأخر، إذ أعلنت إسرائيل مقتل شخص وتضرر مبان جراء إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان باتجاه كريات شمونة ومحيطها.
ما الهدف الأساسي وراء استهداف الهبارية:
من المتوقّع أن تدخل جبهة جنوب لبنان في مواجهة مفتوحة ارتباطًا بثلاث تطورات إذا طال أمد العدوان، قد يتم فتح جبهات أخرى ارتباطًا بمحور المقاومة في مناطق أخرى. ومن جهة أخرى إذا قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بالاجتياح البري لغزة، قد يؤدي ذلك إلى تصعيد على جبهة جنوب لبنان. لكن الثابت أن هدف العدوان الاسرائيلي هو تنفيذ غارة استهدفت مبنى عسكرياً بالهبارية تداعياتها القضاء على من وصفهم بالإرهابيين من الجماعة الاسلامية وفي العمق هومسلحاً كان له دور في التخطيط لهجمات ضد الأراضي الإسرائيلية. لكن في الحقيقة سبب التصعيد بين الهبارية والبقاع قد يعود الى زيارة اسماعيل هنية الى طهران الذي اعتبر أن الكيان الصهيوني فشل في تحقيق أي من أهدافه العسكرية أو الاستراتيجية بعد نحو ستة أشهر من الحرب، في ظل صمت وزير الخارجية الإيراني وهو الى جانبه. ولا يمكن استثناء تصريح هنية عن أن “الولايات المتحدة الأمريكية غير قادرة على أن تفرض إرادتها على الأسرة الدولية”.
وترجّح الأوضاع أن سبب هذا الاستهداف يعود بأدراجه الى قرار مجلس الأمن الذي طالب بوقف اطلاق النار بعد رفض الهدنة الرمضانية، لكن إمكانية أن ينعكس القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي سلبا على إسرائيل بشان اجتياحها البري المرتقب لرفح أصبح واضحاً اليوم. فإصرار إسرائيلي لاجتياح رفح لا يزال موجود رغم الضغوطات التي تتعرض إليها، وعلى الجانب الاخر تواجه الاستعدادات الإسرائيلية العديد من التحديات قبل عملية رفح، أهمها التحديات اللوجستية.والجدير بالذكر أن القرار لم يمنع اسرائيل عن استكمال عملياتها في وسط وجنوب وشمال غزة.
في الختام إن الوضع معقد وحساس، ويعتبر جنوب لبنان محورًا هامًا في الصراع الإقليمي. يجب أن يتم التعامل مع هذه التطورات بحذر وحكمة من قبل جميع الأطراف المعنية. فهل سستسع رقعة الحرب في الجنوب اللبناني ويصبح لبنان شريك في عميلة 7 أكتوبر، أم أن الاسرائيلين أضعف من أن ينزلقوا في العمق اللبناني لأنهم غلى امتداد عربي واسع وأوكراني مجمّد وأميريكي حاسم؟لننتظر ونرى…