بعد رسالتي نتنياهو ومشعل.. إلى أين تتجه مدافع حرب غزة؟
بعد رسالتي نتنياهو ومشعل.. إلى أين تتجه مدافع حرب غزة؟
وسط إصرار كل جانب على تحقيق نتائج “المعركة الصفرية” لصالحه، تعثّرت المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحركة حماس في الدوحة، وتتراشقان تصريحات تهدّد بتوسيع نطاق المعارك.
وتصرّ الحكومة الإسرائيلية على أنها لن تنهي حرب غزة الدائرة منذ نحو 6 أشهر إلا بعد القضاء العسكري التام على حركة حماس في قطاع غزة، بينما تصر حماس على أنها لن تنهيها إلا بانسحاب إسرائيلي من القطاع وفك الحصار.
ماذا حدث خلال الساعات الأخيرة؟
الثلاثاء، استدعت إسرائيل مفاوضيها من الدوحة، بعد أن اعتبرت أن محادثات الوساطة بشأن هدنة في غزة قد “وصلت إلى طريق مسدود” بسبب مطالب حماس.
كانت المحادثات التي تجري بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر، تبحث في تعليق الحرب 6 أسابيع، مقابل إطلاق سراح 40 من بين 130 رهينة تحتجزهم “حماس” في غزة.
من جانبها، تتهم حماس إسرائيل بالمماطلة في المحادثات للمضي قدما في الحرب.
رسالتا نتنياهو ومشعل
نفى نتنياهو أن يكون لقرار مجلس الأمن الدولي، الإثنين، بوقف إطلاق النار، تأثيرٌ على مسار الحرب، ووجّه رسالة إلى حماس خلال لقائه السيناتور الأميركي الجمهوري ريك سكوت، الأربعاء، بألا تعتمد على هذه الضغوط، مضيفا: “أتمنى أن يفهموا الرسالة”.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام، التابع لحماس، الأربعاء، عن رئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، ما يؤشّر لأن الحركة تسعى إلى استمرار المعركة وتوسيع نطاقها.
فخلال كلمة ألقاها مشعل في فعالية بالأردن، قال إنه “على جموع الأمة الانخراط في معركة طوفان الأقصى”، وأن “تختلط دماء هذه الأمة مع دماء أهل فلسطين؛ حتى تنال الشرف، وتحسم هذا الصراع لصالحنا بإذن الله تعالى”.
ووصف معركة طوفان الأقصى بأنها “تاريخية وفاصلة”، وأن “المقاومة بخير رغم شراسة المعركة، ورغم “الألم القاسي” لما يجري في غزة، فإن “هذا يحفّزنا أكثر للانخراط في المعركة”.
وعن دور قيادات الحركة في الخارج، قال إنها “تعمل في مسار الإسناد المالي والإغاثي والخيري للعوائل على أرض غزة”، داعيا إلى نزول الملايين من أجل فلسطين إلى الشوارع، وأن يكون ذلك بشكل دائم، قائلا إن هذا يحتاج إلى “تنظيم وتحفيز وإدارة وإلى مأسسة”.
وعن المفاوضات مع إسرائيل، توقع أن الحركة “ستهزم الاحتلال في الميدان وفي هذه المعركة التفاوضية”، مشيرا إلى أن مطالبها هي وقف العدوان، والانسحاب من غزة، وعودة المهجرين لشمال غزة، وتقديم ما يلزم من الإغاثة والإيواء والإعمار، وإنهاء الحصار، و”لن نفرج عن أسراهم عندنا إلا عندما نحقق هذه الأهداف”.
كما أعادت حسابات تابعة للإعلام العسكري لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، الأربعاء، مقطعا صوتيا لقائد الكتائب، محمد ضيف، يدعو فيه الشعوب المسلمة إلى الزحف نحو فلسطين، قائلا: “ولا تجعلوا حدودا ولا أنظمة ولا قيودا تحرمكم شرف الجهاد والمشاركة في تحرير المسجد الأقصى”.
ولم يُذكر تاريخ التسجيل، إلا أنه يُعتقد أنه جزء من تسجيل له تم بثه عندما شنّت حماس عملية “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي.
“مفاوضات تدور حول نفسها”
لا يرى المحلل السياسي الإسرائيلي مردخاي كيدار في تعثّر المفاوضات مفاجأة، قائلا لموقع “سكاي نيوز عربية” إنه “أمر متوقّع”؛ لأنها كانت “عقيمة” منذ البداية.
وفي رأيه، فإن السبب أن “قادة حماس لا يريدون إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين، لأنهم بمثابة ‘بوليصة تأمين’ يستخدمونهم كدروع بشرية ويحتمون وراءهم؛ ولذلك، فالمفاوضات تدور حول نفسها ولن تقود لأي شيء”.
لكن على جانب آخر، يؤكّد المحلل السياسي الفلسطيني، أيمن الرقب، أن “المفاوضات لم تفشل، لكنها تسير ببطء”.
وعمليا، فإسرائيل تحاول “إفشال المفاوضات رغم حاجة الجانبين لهدنة من أجل التقاط الأنفاس”، لاستكمال رؤيتها نحو اجتياح رفح؛ ما يعني أن الأمور ستأخذ منحى أكثر تعقيدا، حسبما يقول الرقب لموقع “سكاي نيوز عربية”.
وعن دور قرار مجلس الأمن الدولي الصادر، الإثنين، بوقف إطلاق النار، يقول الرقب: “رغم أنه غير ملزم، لكنه قاعدة للعودة للمفاوضات بهدف الوصول لاتفاق ملزم، وقد يكون ذلك خلال شهر رمضان أو بعده”.
هل تتَّسع المعارك؟
الأربعاء، قصف الجيش الإسرائيلي مبنى في مدينة رفح الفلسطينية، بينما يواصل عملياته حول 3 مستشفيات رغم قرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار.
ويؤكّد كيدار أن “إسرائيل سوف تستمر في الحرب حتى القضاء على حماس، وإعادة المختطفين، وتأمين أمن السكان الإسرائيليين في المناطق المحاذية لقطاع غزة”.
ويتّهم المحلل الإسرائيلي حماس بـ”تجاهل معاناة سكان غزة، والبحث عن البقاء في السلطة على حساب دماء المدنيين؛ ولذلك فقادة الحركة يوجدون تحت الأنفاق، ويتركون السكان فوق الأرض في مواجهة الغارات الإسرائيلية”، على حد قول كيدار.
لكن الرقب يلقي بنفس الاتهامات على إسرائيل، قائلا إنها تريد “الاستمرار في الحرب مهما كانت النتيجة”، وإن نتنياهو يريد “المختطفين من دون دفع أي ثمن، ويطالب بمزيدٍ من التنازلات رغم المرونة التي أبدتها ‘حماس’ خلال المفاوضات”.
ويشدِّد على أهمية “تدخل الوسطاء لوضع حلول وسط، وتحميل أي طرف يرفض الوصول لنتيجة في المفاوضات مسؤولية الإخفاق وتداعياته”.
غزو رفح
لجأ معظم النازحين من شمال قطاع غزة بسبب الحرب إلى مدينة رفح الواقعة قرب الحدود المصرية، حتى باتت تكتظ بنحو 1.7 مليون شخص، دون الاستعدادات اللازمة لاستقبال هذا العدد.
وعن الرفض الدولي لاجتياح المدينة؛ خشية وقوع مذابح جديدة، يقول كيدار إن إسرائيل تخطّط لـ”إجراء هجمات دقيقة وخاطفة” على نقاط ومناطق في رفح، من أجل تدمير كتائب “حماس”.
ويتوقّع الرقب أنّ الجيش الإسرائيلي يسعى إلى إزاحة الكتلة السكانية من رفح نحو معسكرات تبنى على بحر غزة، ثم اجتياح المدينة عاجلا أم آجلا.