من المطار إلى المخيمات… لبنان في مرمى الحرب الأمنية الإسرائيلية
تتزايد المخاوف اللبنانية من تحول المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب أمنية باتجاهات متعددة. ومع استمرار المناوشات على جبهة الجنوب اللبناني، صعدت إسرائيل من عمليات الرصد والتحري حول مقاتلين وكوادر لحزب الله وحماس على كل الجغرافيا اللبنانية، إضافة إلى التقصي والرصد حول مواقع أساسية للحزب تتصل بالتقنيات العسكرية لدى الحزب، ولا سيما الصواريخ الدقيقة أو الطائرات المسيرة وأنظمة عملها.
وسلطت الأضواء على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بعد اكتشاف خلية في مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور مشتبه بمساعدتها في اغتيال كوادر لحركة حماس، وهذا ما دفع جهات أمنية وعسكرية، مثل حزب الله وحماس والأجهزة الأمنية اللبنانية، إلى العمل على إجراء مسوحات شاملة للمخيمات في الجنوب والبقاع بحثاً عن عملاء. وبحسب المعلومات جرى توقيف عدة أشخاص.
إلى ذلك، يتخوف خبراء من التشويش المستمر على أنظمة gps، إذ إن كل التطبيقات التي تعمل وفق هذا النظام لا تعمل بكفاءة في منطقة الجنوب، فيما برز في الأيام الماضية التشويش على عمل مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وهو ما دفع بيروت إلى توجيه اتهام رسمي لإسرائيل بتهديد عمل المطار وسلامة الطيران المدني بما يتعارض مع القوانين الدولية.
وبحسب المعلومات، فإن عدداً من الطائرات التي تكون آتية الى بيروت لتحط في المطار، تتأخر في قدرتها على الهبوط، بسبب التشويش، فتضطر إما إلى الاتجاه الى مطار لارناكا في قبرص أو مطارات في تركيا، ريثما يتم اعتماد بروتوكول تقليدي لا يعتمد على عمل نظام gps لتفادي التشويش، ويسعى لبنان إلى انتزاع قرار من مجلس الأمن يدين إسرائيل وتهديداتها لسلامة الطيران المدني.
ومن غير المعروف حتى الآن إذا كان هذا التشويش متعمداً من قبل الإسرائيليين، خصوصاً أنه قبل أشهر حصلت عملية قرصنة لأنظمة المطار، ما أدى إلى تعطيل العمل فيه لساعات، وبالتالي يمكن أن يكون التشويش متعمداً في إطار الضغط على لبنان واللبنانيين في ظل المواجهة مع حزب الله، كما أن هناك أسبابا أخرى يمكن أن تكون السبب وراء التشويش، وهي محاولات الرصد الإسرائيلي المستمرة لمواقع تخزين الحزب للصواريخ الدقيقة الموجهة، والطائرات المسيرة، وقيام الإسرائيليين بالتشويش على أنظمة عمل هذه الصواريخ والطائرت المسيرة، وبالتالي هذا التشويش يؤثر عرضياً على حركة المطار.
في سياق متصل أيضاً، يسعى الإسرائيليون إلى فرض معادلات جديدة رداً على المعادلات التي كان قد وضعها الحزب سابقاً، إذ كان الحزب يضع معادلة الدم بالدم، والمدينة مقابل المدينة، ونفس العمق المستهدف بنفس العمق المستهدف. إلا أن الإسرائيليين ومنذ فترة يعملون على تغيير هذه القواعد، فالرد على استهداف الجولان مثلاً يكون باستهداف بعلبك أو محيط صيدا، والرد على استخدام حزب الله للطائرات المسيرة في عملياته يدفع الإسرائيليين الى استهداف ما يعتبرونه مواقع تخزين أو تشغيل للطائرات المسيرة، كما أعلنوا سابقاً عن أحد المواقع المستهدفة في بعلبك، وما يدخل على خط الاستهداف مجدداً، هو استهداف طرق الإمداد التابعة للحزب من خلال استهدافات لسورية في محيط دمشق، أو ريفها باستهداف منطقة القلمون، أو ريف حمص من خلال استهداف القصير التي تم فيها استهداف شاحنات تنقل أسلحة للحزب.
منير الربيع – الجريدة