“الحزب” يرخي قبضته الأمنية جنوباً ويتشدد في الضاحية
“الحزب” يرخي قبضته الأمنية جنوباً ويتشدد في الضاحية
في موازاة تراجع المخاوف من توسع العمليات العسكرية في جنوب لبنان، نفذّ «حزب الله» ليل الأربعاء – الخميس، انتشاراً أمنياً واسعاً في معقله بضاحية بيروت الجنوبية.
وبحسب تقارير، انتشر عناصر من الحزب يرتدون الأقنعة بكامل عتادهم العسكري في الضاحية الجنوبية وقاموا بالتدقيق المشدد على هويات المارة في الشوارع الرئيسية والفرعية.
وعلمت «الجريدة» الكويتية أن خطوة الحزب تأتي في إطار الأمن الاستباقي والوقائي، ورفع الجاهزية لاحتمال حصول أي عمليات اختراق أو تجسس، وأن هذه الإجراءات ستتحول إلى إجراءات روتينية يومية تحصل بشكل مفاجئ من الحزب عبر إنشاء «حواجز طيارة».
ويتخوف الحزب من لجوء الإسرائيليين إلى أساليب العمل الأمني على الساحة الداخلية من خلال اختراقات متعددة، سواء عبر أشخاص لبنانيين أو عبر أجانب، خصوصاً بعد حادثة الاشتباه في هولنديين ودبلوماسي إسباني.
وفي الوقت نفسه، عزز الحزب رهانه على الوصول إلى تفاهمات وتسويات على المستويين الإقليمي والدولي لتجنب اندلاع صراع واسع في جنوب لبنان، بناءً على مؤشرات عدة، أهمها زيارة رئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا للإمارات وما تحمله من دلالات للمرحلة المقبلة، تتعلق بمرحلة ما بعد حرب غزة والتي سيكون لإيران والحزب دور فيها.
في الموازاة، يراقب الحزب تحولات الموقف الأميركي إزاء الحرب على غزة مع استخدام وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن عبارة «وقف إطلاق النار» للمرة الأولى، إلى جانب تزايد الضغوط التي تمارسها الإدارة الأميركية على الإسرائيليين للموافقة على هدنة 6 أسابيع قابلة للتجديد، وأن تتطور إلى وقف إطلاق نار شامل.
وانطلاقاً من هذه الرهانات، يتعزز الشعور لدى الحزب بتجاوز مخاطر اندلاع حرب إسرائيلية كبرى ضده، مستنداً إلى مجموعة معطيات، بينها حالة الإنهاك التي يعانيها الجيش الإسرائيلي، وما يتسرب من معلومات عن تقليص حجم الإمدادات الحربية الأميركية والغربية إلى تل أبيب، إضافة إلى معطيات عن حصول تقدم على خط المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية لنسج بعض التفاهمات لتجنب التصعيد وتخفيف حدته، وهو ينعكس في لبنان تراجعاً بمنسوب العمليات العسكرية اليومية بين الحزب والجيش الإسرائيلي، وكأن المشهد في الأيام الماضية يعود إلى قواعد الاشتباك الأساسية، وهي ضربة مقابل ضربة وعلى الحدود فقط وباتجاه مواقع عسكرية.
وهذا التراجع الميداني يعطي دفعاً للمسارات السياسية والمفاوضات القائمة والمفتوحة، فيما يعتبر الحزب أنه سيكون صاحب دور أساسي في رسم معالم مرحلة ما بعد الحرب بالتركيز على سياسة الانفتاح الخارجية التي يتبعها.
ويبقى الرهان الأساسي لدى لبنان على نجاح مفاوضات الهدنة والتي ستعيد تجديد دور ومساعي المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الذي سيتحرك سريعاً باتجاه تل أبيب وبيروت لإعادة العمل على بلورة خطته لترتيب وقف إطلاق النار على الحدود الجنوبية، والبحث في آليات تطبيق القرار 1701 ووقف الأنشطة العسكرية وإعادة السكان على جانبي الحدود.
وبحسب مصادر متابعة، فإن «حزب الله» لديه الاستعداد للنقاش بكل النقاط المطروحة، فهو يريد الانتهاء من هذه المواجهات التي يربطها بوقف النار في غزة، وبعدها تصبح كل الطروحات قابلة للنقاش والتفاوض.
المصدر – المدن