ماذا بعد فوز بوتين بقلم وفاء فواز رئيس التحرير
نجاح ساحق يعقبه وعود بحرب عالمية ثالثة!
بوتين يتوعّد ببسط سلطته
“لن ينجحوا بترهيب روسيا” عبارة ختم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطاب انتصاره الكاسح في الانتخابات الروسية،ها هو اليوم يعود ليكرّس ست سنوات جديدة على عرش الدولة العظمى. ووفقاً للنتائج الجزئية لانتخابات رئاسية غابت عنها المعارضة، حصد بوتين الموجود في السلطة منذ نحو ربع قرن أكثر من 87 في المئة من الأصوات وذلك بعد فرز نسبة 80 في المئة من صناديق الاقتراع وفق مفوضية الانتخابات.
قبيل اجراء عملية التصويت انهالت على روسيا الكثير من التعليقات حول مسار هذه الانتخابات الوهمية الخالية من الخصوم. فكان لافتاً تعليق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أن بوتين “مهووس بالسلطة” ويريد “الحكم إلى الأبد”، ناهيك عن بولندا وبريطانا اللتان وصفتا الانتخابات بـ “اللا نزيهة”. وفي النهاية سعى بوتين أن تكون روسيا أكثر قوة وفعالية، حيث قال أن فوزه يظهر إلى أي مدى كانت روسيا على صواب عندما اتخذت نهجها الحالي. لكن روسيا قبل الانتخابات ليست كمت بعد، بل هناك الكثير من القرارات التي وعد الشعب الروسي بها وأخرى تأتي ضمن تداعيات الخارج والدول المجاورة.
احتمالية اندلاع حرب عالمية ثالثة؟
حذر بوتين في خطابه من وجود قوات غربية في أوكرانيا “ستدفع العالم إلى شفا حرب عالمية ثالثة”. موضحا أن الدولة الوحيدة التي تستطيع ربط النزاع مع أوكرانيا والتوصل الى حل سلمي يرضي الطرفين هي فرنسا. كما وحذر بوتين من نشوب صراع واسع بين بلاده وحلف شمال الأطلسي، معتبرا أن ذلك سيقود إلى حرب عالمية ثالثة، لكنه أكد أن روسيا “لن يرهبها خصومها”. خاصة بعد الورقة المسربة التي وصفتها المعارضة بـ”الحكومية” حيث تكشف الوثيقة عن خمس أفكار رئيسية، تتمثل في “تأميم الصناعات الرئيسية، والزيادة الهائلة في الرقابة، وسحق المعارضة، والتخلص التام من التغريب في روسيا، وتصدير الفوضى إلى مختلف أنحاء أوروبا”.
وبعد الخطوة الاخيرة التي استسلمت فيها أوكرانيا قانونيا وقررت الغاء الانتخابات في الداخل الاوكراني، تساءل بوتين عن ضرورة وجود طرف ثاني يحاوره حول امكانية إحلال السلام في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليس خيارا. وتناول بوتين الموضوع الابرز حول مصير الحرب الاوكرانية الروسية وخاصة بعد الهجمات التي شنتها ليل المعركة والتي زادته اصرارا على الاستمرار في الحرب على أوكرانيا في ضوء تذبذب الدعم الأمريكي والغربي.
أبرز أولوياته:
بعد فوزه في الانتخابات سيكون في رصيد أولويات بوتين إطلاق يده نحو إحياء “التقاليد الأرثوذكسية” المحافظة في روسيا، لتسود في نهاية المطاف في أوكرانيا، وذلك لخوض مواجهة أوسع مع الغرب. أما داخلياً فلربما تزداد أعمال السجن والاعتقالاتت وتعديل الدساتير استشهاداً بالدستور الذي عدله عام 2008 لمنحه أكثر من ولايتين رئاسيتين، لكن هذا لا يلغي ازدهار اقتصاده وأداءه الجيد في ظل العقوبات الغربية، حيث ساعدت التجارة مع الصين وأسعار النفط المزدهرة بتجنيب النخبة السياسية والتجارية في البلاد أي مصاعب حقيقية. أي أه يسعى للحفاظ على علاقته القوية بالصين قائلا:”إن العلاقات بين الصين وروسيا مستدامة، وإنه على يقين من أنها ستكون أقوى في السنوات المقبلة”. وأضاف أن العقوبات المفروضة على الصين محكوم عليها بالفشل.
عسكريا، لم يستبعد الرئيس الروسي أن تضطر بلاده إلى إنشاء منطقة عازلة في المناطق التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية، مشيرا إلى أن عمق تلك المنطقة سيكون بمثابة عائق أمام الأسلحة المدمرة وطويلة المدى بحيث لا تستطيع التغلب عليها، وخاصة الأجنبية منها. وبنفس القوة أكد الرئيس الروسي أن قواته تتمتع بأفضلية على القوات الأوكرانية على الجبهة، ووعد مرة أخرى بـ “تحقيق” أهداف موسكو.
في الختام، بوتين مستعد من الناحية العسكرية والفنية لحرب نووية في الوقت الذي تقرر فيه أميركا العمل على تجارب نووية . وفي رده على سؤال بشأن “اتفاق شرف” مع الغرب، قال بوتين إن روسيا لا تثق في أحد وتريد ضمانات موقعة. ما سيفعله بوتين بعد اليوم مرهون أيضا بـ نتائج الانتخابات الأمريكية وتلك التي تقام في دول الغرب لموازنة التغيرات وحجم التصدعات وتقدير قراراته وخططه القادمة.