زارت المسؤولة القانونية في الوكالة الإيطاليّة للتنمية والتعاون ريتا بتريللي سجن روميه يرافقها مساعدوها وفريق عمل جمعيّة “عدل ورحمة” على رأسه رئيس الجمعية الأب الدكتور نجيب بعقليني، صحافيون من الجريدة الإيطالية “لا ريبوبليكا” (la Repubblica).
بدأت الزيارة باجتماع عام مع المسؤولين عن سجن رومية من قوى الأمن الداخلي وفريق عمل الجمعيّة .
بعد ذلك تفقدت بتريللي والوفد المرافق النشاطات والمشاريع التي موّلتها الوكالة لمدة 4 سنوات وأشرفت على تنفيذها، منها المطبخ والفرن في سجن رومية والصيدلية وبعض التقديمات الأخرى، وجالت على مراكز الجمعيّة داخل سجن رومية واجتمعت مع مديرة المشاريع والمحامين والأختصاصيين الاجتماعيين والمرافقة النفسية واساتذة التعليم ونزلاء السجن، واطلعت على سير بعض “الصفوف” لتعليم اللغات والمحاسبة وغيرها.
بعقليني
بالمناسبة تحدث الأب بعقليني حول أهمية التعاون مع الجهة المانحة والمساعدات التي تقدمها إيطاليا والشعب الإيطالي للبنان لا سيّما للمحرومين من حريتهم في سجن رومية، فضلًا عن التعاون القائم بين الجمعيّة والوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون، من خلال جمعية ARCS و ARCI ، في مركز الاستقبال- الإيواء في الرابية الذي يعالج مدمنين سابقين على المخدرات للتخلص من آثارها ويرافقهم من خلال نشاطات ومشاريع تؤهلهم للعودة إلى بيئتهم ومجتمعهم.
أضاف الأب بعقليني: “جاءت هذه الزيارة تأكيدًا على أهمية متابعة المسيرة رغم الصعاب التي تواجه العالم وخصوصًا لبنان بسبب الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي يفتك بالبلاد ما يجعل المساعدات ضئيلة والمتابعة تتعرض لمشقات وعراقيل كثيرة”.
وشكر للوكالة ومسؤوليها، وتمنى استمرار المساعدة والمتابعة لدعم الجمعيّة كي تتابع مسيرتها في خدمة الإنسان كل إنسان، وركز على ضرورة تفعيل كل الطرق والوسائل “حتى نقدم الخدمة بطريقة حضارية ومجانيّة ونساهم في دمج نزلاء السجون في لبنان في مجتمعهم بعدما قضوا عقوبتهم وتأهلوا لمتابعة حياتهم الطبيعية في مجتمع ربما يدين ويظلم في بعض الأحيان، ويسامح ويعطي فرصة جديدة في أحيان أخرى”.
تابع الأب بعقليني: ” من هنا أهمية العمل مع الجهة المانحة التي تؤمن بكرامة الإنسان وحقوقه، ونحن بانتظار مشاريع جديدة لتقديم الدعم المادي والمعنوي والنفسي لنزلاء السجون، وتعزيز التعاون مع المسؤولين عن السجون اللبنانية من خلال المشاريع والتقديمات التي وفرناها ولا نزال، بفضل الجهة المانحة، منها مشروع تأهيل الصحة النفسيّة والتعليم ومتابعة الملفات القانونية ضمن “مشروع الحقوق” الذي نفذته الجمعية بتمويل من الوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون”.
أكدّ أن ” رغم الضغوط التي يواجهها لبنان، إلا أننا نمد اليد لتلقي مساعدة من المجتمع اللبناني ليس فقط مادية إنما معنوية، ونطالب بحقوق نزلاء السجون وبتفعيل وتعجيل وتسريع المُحاكمات العادلة التي يجب أن تُطبق من خلال القانون اللبناني، وننصف المظلوم ونكافح الجريمة عبر التوعية وإعطاء كلّ شخص حقه”.
وختم : “نذكّر بالتعاون الوثيق والتنسيق بين الجمعيّة والمسؤولين عن السجون أي قوى الأمن الداخلي، ما يساهم في تحسين ظروف حجز الحرية. في هذا السياق، نطالب بتخفيف الاكتظاظ بوسائل عدة منها قانونية، وتأهيل وتسهيل الحياة السجنيّة، حتى نعطي كلّ شخص حقه ونحافظ على كرامته”.
وتابع: “من هنا لا بّد من أن يتحّلى الُحّكام والمسؤولون عن حياة الناس ومسيرتهم بالِفطنة وِحّس التمييز كي تأتي قراراتهم صائبة وعاقلة وحكيمة ونابعة من معرفة حقيقّية بالأوضاع والمستجّدات، مبتعدين كل البعد عن الأحكام الُمسبقة والمغالاة والخداع”.