“تلغراف”: إيران تستخدم الموانئ الأوروبية لنقل الأسلحة إلى “الحزب”
كشفت صحيفة “تلغراف” البريطانية، اليوم الجمعة، أن إيران تستخدم الموانئ الأوروبية لتوفير غطاء لشحنات الأسلحة إلى حزب الله في لبنان. ومما جاء في التقرير: “فيما تعيش المنطقة إحدى أسوأ الأزمات الأمنية، منذ تفجر الحرب في قطاع غزة يوم السابع من تشرين الأول الماضي، كشفت مصادر مطلعة أن إيران تستخدم الموانئ الأوروبية لتوفير غطاء لشحنات الأسلحة إلى حزب الله”.
كما أشارت إلى أن “حزب الله تلقى صواريخ وقنابل على متن سفن إيرانية كانت ترسو في موانئ ببلجيكا وإسبانيا وإيطاليا”.
عبر اللاذقية
وأوضح أحد المصادر أن “إيران تحولت إلى شحن الأسلحة عن طريق البحر بعد أن بدأت القوات الجوية الإسرائيلية في استهداف الشحنات الآتية براً إلى شمال سوريا عبر العراق”، وفق ما نقلت صحيفة “التلغراف” البريطانية اليوم الجمعة. ويبدو أنه يتم شحن الأسلحة وسلع أخرى إلى ميناء اللاذقية السوري، قبل أن تعود تلك السفن وتتجه إلى موانئ أنتويرب وفالنسيا ورافينا، في محاولة لإخفاء الغرض من رحلاتها. ومن ثم يتم نقل الأسلحة من اللاذقية جنوباً إلى لبنان.
وفي السياق، اعتبر مصدر استخباراتي إسرائيلي رفيع أن “استخدام أوروبا يساعد في إخفاء طبيعة ومصدر الشحنات، وتبديل الأوراق والحاويات”. وأضاف أن “أوروبا لديها موانئ ضخمة، لذا تستخدم إيران ذلك كتمويه، إذ من السهل جدًا تنفيذ عمليات تلاعب في تلك المنافذ الكبيرة حيث تنقل الأشياء بسرعة، على عكس الحال في منفذ صغير حيث التدقيق مكثفاً أكثر: “الأمر مثل القط والفأر بيننا وبين الإيرانيين. إنهم يحاولون التهريب ونحن نحاول إيقافه. لقد مرت ثلاث سنوات على الأقل على هذا النحو”.
عبر مصر وليبيا
من جهته، أكد رونين سولومون، محلل استخباراتي مقيم في إسرائيل، أن “إيران تقوم بشحن الأسلحة مباشرة إلى سوريا”، مضيفاً أن “استخدام موانئ أوروبا يهدف إلى “صرف الانتباه” عن تلك الشحنات المباشرة”. ورأى أن “إيران عمدت مؤخراً إلى تكثيف شحناتها عبر البحر، عقب الهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت منذ شهر على البنية التحتية الجوية والبرية في سوريا ولبنان”. وأكد أن “الممر الإيراني إلى سوريا ولبنان عن طريق البر والجو والبحر يعمل بشكل مستمر”.
إلى ذلك، أشار إلى أن “تلك الأسلحة تصل أيضًا إلى حماس في لبنان”، لافتاً إلى أن “بعض الطرق التي تشمل مصر وليبيا، تُستخدم أيضا لنقل الأسلحة إلى الحركة في غزة”. وقال: “من المعروف منذ فترة طويلة أن ليبيا هي طريق لتمرير الأسلحة إلى حماس عبر رفح في مصر، وقد يكون هذا هو الحال مع الشحنات الأخيرة، لأن عمليات التفتيش المصرية ليست شاملة بالطريقة التي تتم بها على حدود إسرائيل”. وأردف، “بعض السفن مثل ديزي ترسو أيضًا بجوار سفينة التجسس الإيرانية بهشد التي تستقر في البحر الأحمر وتستقبل إمدادات منتظمة يتم تفريغها في الموانئ المصرية والليبية”، حسب زعمه.
كذلك، أفاد سولومون بأنه “منذ بداية الحرب على غزة أفرغت خمس سفن إيرانية -ديزي وكاشان وشيبا وأريزو وأزرجون- بضائعها في سوريا، بعد أن بدأت رحلتها في بندر عباس بإيران”، وفقًا لمعلومات استخباراتية تم تسليمها إليه. وبالتنسيق مع وحدة فيلق القدس 190 الإيرانية، تتم إدارة عمليات نقل الأسلحة من قبل الوحدة 4400 التابعة لحزب الله، والمسؤولة عن شحن الأسلحة.
ويأتي تدفق الأسلحة هذا -إذا صحت المعلومات- وسط أسوأ التوترات التي تشهدها الحدود الجنوبية اللبنانية، بين حزب الله اللبناني وإسرائيل منذ حرب عام 2006.