مقالات

القاضية في يومها العالمي: هل نالت حقّها في لبنان؟

القاضية في يومها العالمي: هل نالت حقّها في لبنان؟

يشهدُ لبنان في السّنوات الأخيرة لحظاتٍ محوريّةً في ما يخصّ التطوّرات القضائيّة ومُتابعة ملفّات الفساد، وسط حضورٍ لافت للمرأة في السّلطة القضائيّة.

وفي اليوم الدولي للقاضيات الذي يُصادف يوم 10 آذار من كلّ عام، وفق الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة، تنفي القاضية أماني سلامة وجود أيّ مشكلة خاصة بالقاضيات لدى السّلطة القضائيّة، وتقول في حديثٍ لموقع mtv: “على العكس، القاضيات يُشكّلن نصف القضاة في لبنان وقد تبوأن تقريباً كلّ المراكز القضائيّة في مختلف فروع القضاء، أي العدلي والإداري والمالي والعسكري، على أمل أن تترأس قاضيةٌ بقية المراكز، لا سيما رئاسة هذه الفروع من دون أيّ مساومات”.

وتُضيف القاضية سلامة: “تبقى العبرة عامّة، ليست للمراكز التي يتبوأها أيّ شخص إنّما لحسن استعماله للسلطة والفرق الإيجابي الذي يُحدثه في حياة الآخرين وفي المشهديّة العامة. وتقتضي المُلاحظة أنّ القاضية تُحاول دائماً أن تكون على مستوى تحديات العمل الشاقّ بالرّغم من الموجبات المُلقاة على كاهلها، فتحيّة لها”.

“لا فرق بين الرّجل والمرأة في القضاء”، تُشدّد القاضية سلامة، وتلفت إلى أنّ “مفهوم العدالة مُنبثق من الإنسانية نفسها، وكلّما كان القاضي مقتنعاً بمدى أهمية رسالته وتأثيرها في المجتمع، كلّما كان منسوب العدالة عالياً لديه. وبالتّالي لا فرق بين رجلٍ وامرأة في القضاء طالما كان الحسّ الإنساني طاغياً لديهما، وهما مقتنعان بأنّ تطبيق القوانين ليس هدفاً بحدّ ذاته إنّما تكريس العدالة من خلاله، فيشعر عندها المواطن بأنّ القضاء لم يخذله أبداً”.
من هنا، فإنّ “أفضل ما يقوم به القاضي هو أنسنة القوانين لغايةٍ فضلى، ووجود المرأة في القضاء يُعزّز بلا شكّ هذه الأنسنة”، وفق سلامة.

وتُشير القاضية سلامة إلى أنّ “مسار المحاكمات وبالتالي القرارات والأحكام الصادرة بنتيجتها تحكمها القوانين الموضوعيّة، إلا أنّ تجسيد الاغريق العدالة بالامرأة المتجرّدة المعصوبة العينين رافعة سيف الحق، يجعل من الرحمة والعطف ركنين إضافيين أساسيين في مفهوم العدالة”.

في يوم القاضيات، تُنبّه القاضية سلامة إلى أنّ “العدالة في لبنان تواجه تحدياتٍ كبيرةً أمام انهيار المؤسسات وتفاقم الأزمة الماليّة وانعدام مقوّمات العمل السليم وترسيخ المُحاصصات والولاءات الطائفيّة والحزبيّة وتفاقم المصالح الشخصيّة على حساب الدولة والحقوق، إلا أنّه لا بدّ من الصّمود والتمسّك بالاستقلاليّة والتحلّي بالشّجاعة والحكمة والصلابة وإدانة الباطل وعدم المساومة على الحقّ لإعادة بناء الثقة باسم الشعب وللشعب”.
وتختم: “لا رسالة خاصة للقاضيات كون العدالة واحدة لا تتجزأ ولا تتلوّن، ولا يجوز أن يُحرَم منها أحد”.

كريستال النوّار – موقع mtv

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce