مغريات أميركية لإيران مقابل الالتزام بهدنة غزة

وسط حالة عدم اليقين التي تسود المنطقة بشكل عام، خصوصاً على خط التواصل بين واشنطن وطهران، مع هدوء بعض الجبهات الإقليمية مثل العراق والتصعيد في جبهات أخرى مثل اليمن، والرتابة التي تحمل مخاطر عالية مثل جبهة جنوب لبنان، وفي ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة مع بقاء العراقيل التي تحول دون الوصول إلى هدنة في القطاع الفلسطيني قبل شهر رمضان، كشف مصدر مطلع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بعثت برسالة جديدة لإيران، تعرض فيها مغريات بينها العودة إلى طاولة المفاوضات حول الملف النووي إذا قامت طهران بضمان تهدئة حلفائها الإقليميين خصوصاً في لبنان واليمن في حال تم التوصل إلى هدنة مؤقتة في غزة.

وحسب المصدر، فإن الاقتراح الأميركي الجديد الذي سُلم إلى طهران أمس الأول عبر دولة خليجية، يدعو إلى العودة للمفاوضات النووية السابقة وبحث تنفيذ الاتفاق غير المكتوب الذي كان تم التوصل إليه بين واشنطن وطهران، في حال إعلان وقف إطلاق النار في القطاع لمدة 6 أسابيع كما هو متوقع، وذلك للمساعدة في تهيئة الظروف للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وصيغة كاملة للحل في غزة.

وفيما لفت إلى أن المقترح الأميركي بقي غامضاً بشأن تفاصيل الحل الدائم، أفاد المصدر بأن واشنطن طلبت من إيران الإيعاز لوكلائها في سورية ولبنان واليمن والعراق بوقف التصعيد والالتزام بالهدنة فور إعلانها. وطالب الاقتراح إيران بأن تعطي ضمانات بألا يبادر «حزب الله» إلى شن أي هجوم مفاجئ على إسرائيل، شبيه بعملية «طوفان الأقصى»، ويسحب نخبة مقاتليه وأسلحته الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني حسب القرار 1701، مقابل أن تضمن واشنطن عدم قيام إسرائيل بعملية عسكرية واسعة داخل لبنان.

كما دعا إيران إلى ضمان وقف الحوثيين لهجماتهم على السفن في البحر الأحمر بمجرد إعلان وقف إطلاق النار المؤقت في غزة، مقابل أن توقف واشنطن ولندن ضرباتهما على المواقع الحوثية في اليمن.

وبحسب المصدر، طالبت واشنطن طهران بتمييع اليورانيوم المخصب بنسب 20 و60 في المئة أو عرضه للبيع في الأسواق الدولية، كشرط مسبق للعودة إلى طاولة المفاوضات، كما وعدت برفع جزء كبير من العقوبات والإفراج عن أموال إيرانية مجمدة، في حال خفضت إيران تعاونها العسكري مع روسيا، وأوقفت إمداد موسكو بالمسيرات والصواريخ.

واستبعد المصدر أن تقبل إيران أي تغيير في مخزونها من اليورانيوم قبل العودة الكاملة للاتفاق النووي ورفع العقوبات، كما استبعد كذلك أن توافق إيران على تقديم أي ضمانات بشان «حزب الله» والحوثيين، لأن ذلك سوف يعني إقراراً بأن قرار هذه المجموعات في يد طهران، وهذا غير صحيح. إلى ذلك، كشف المصدر أن إيران تلقت اتصالات من عدة دول أوروبية والصين والهند وروسيا للتوسط مع الحوثيين بالنسبة إلى عبور البحر الأحمر، وأنه تم التوصل إلى ترتيبات على أساس التزام الحوثيين بعدم التعرض لأي سفينة غير مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا.

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version