المكاري زار جامعة هايكازيان: دور القطاع الخاص في المرحلة الراهنة إنتشال القطاع العام مما يعانيه
زار وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، قبل ظهر اليوم حرم جامعة هايكازيان في القنطاري، والتقى رئيسها القس الدكتور بول هايدوستيان وعددا من أعضاء هيئتها الإدارية والتعليمية، كما جال في أرجاء أبنية الجامعة واطلع على أقسامها.
المكاري
وكانت كلمة للوزير المكاري أشاد في مستهلها “بالطابع التراثي الذي يشبه لبنان والذي يميز المبنى الرئيسي للجامعة، التي تضم إرثا ثقافيا وتاريخيا وتعليميا، وانها جامعة صغيرة الحجم كبيرة الفعل والتأثير“.
واكد المكاري “ان هدف وزارة الاعلام الاضاءة على امور في لبنان لها رمزيتها الكبيرة خصوصا في بيروت”، مشيرا في هذا السياق الى انه “أقام علاقات مع جمعيات بيروتية تهتم بالارث والتراث البيروتي كدار الايتام الاسلامية وجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية وغيرها”.
وشدد على ان “الانسان يمثل الاستثمار الاكبر في لبنان”، معربا عن اسفه “لأننا نصدر ناسنا الى الخارج وهو أمر أصبح جزءا من ثقافتنا، فأولادنا أصبح حلمهم الأول السفر خارج لبنان، لدرجة أننا أصبحنا نسأل العائلات اللبنانية عن أفرادها المتواجدين داخل هذا البلد وليس في خارجه“.
وقال: “لبنان بات اليوم مهددا بشكل جدي في وجوده، لأن كل من باستطاعته التغيير يهاجر، وبقي القلة من هؤلاء فقط لأنهم يؤمنون ببلدهم“.
أضاف: “تحملنا وما زلنا نتحمل في لبنان منذ 4 سنوات جملة مشاكل لا يستطيع اي بلد آخر ان يتحملها، وهي أمور لا تساعدنا على اعادة النهوض بدولتنا وبناء مؤسسات جدية وحديثة، وكل يوم يمضي يتسبب بخسارة مزدوجة لبلدنا ولأبنائنا على السواء”، داعيا “للإبقاء على الأمل مهما كان حجمه”.
وفي موضوع الاعلام الرسمي، أشار المكاري الى “معاناة تلفزيون لبنان ومشاكله المادية والتقنية والوظيفية، لا سيما وان الموظفين في التلفزيون يعملون من لحمهم الحي وتقدم بهم السن، في وقت باتت فيه تكنولوجيا الاعلام والابداع حكرا على الفئات الشابة”، كاشفا في هذا الاطار الى ان لقاء جمعه الاربعاء بطلاب جامعة “الألبا” بما تتوفر لديهم من تقنيات وتكنولوجيا إعلامية متطورة تشمل كل ما يتطلبه عالم التلفزيون، في محاولة “لشبشبة اللوك” الخاصة بتلفزيون لبنان في محاولة للخلط بين الارث الموجود فيه مع الدم الشاب“.
وشدد المكاري، خلال اجتماعه مع طلاب الجامعة، على “أهمية احترام الجيل الشاب لمفهوم الدولة وضرورة محبتهم لبلدهم من خلال ابداعاتهم”، مبديا استغرابه “لان احدا من هؤلاء الطلاب لا يشاهد تلفزيون لبنان”، ومؤكدا في المقابل ان هذا التلفزيون “ليس لديه خطاب كراهية ولا أخبارا زائفة ويتمتع بالحيادية ونقل الصورة كما هي“.
وكرر وزير الاعلام التزامه بحماية الحريات في لبنان، مشيرا الى “ان دور وزارة الاعلام الاساسي هو حماية الحريات، وهذا أمر جرى العمل عليه بشكل جدي، فارتفعت مرتبة لبنان في الجمعيات الاعلامية والصحافية العالمية لجهة حماية حرية الفكر والرأي، الى جانب مشروع القانون الذي تجري دراسته في مجلس النواب والتي بموجبه تلغى عقوبة السجن للصحافي وتضمن له حرية اكبر في التعبير، كما وتلغي الشكاوى في حقه في حال انتقد رئيسا او بعثة ديبلوماسية. “
في المقابل، دعا المكاري الاعلاميين والصحافيين الى “التحلي بروح المسؤولية واحترام رسالتهم الاعلامية في كل ما ينقلونه او يعبرون عنه بعيدا من التجريح او الاذى او الاخبار الزائفة او كل ما يتعلق بزعزعة الامن او خرق سيادة الوطن”.
وانتقد نظام العمل القائم في الدولة حاليا، “الذي لايزال بعيدا من المكننة والتكنولوجيا الحديثة، وهو أمر يؤخر إنجاز معاملات المواطنين”، مشيرا الى أننا “نتكل على مؤسسات كجامعة هايكازيان كسبيل نحو تطور لبنان وحداثته تمام كما يحلم اولادنا“.
وختم آملا “ان نتشارك مع الجامعة بمشاريع مستقبلية وتوقيع بروتوكول مشترك، فالقطاع العام يستفيد من القطاع الخاص الذي دوره في المرحلة الراهنة إنتشال القطاع العام مما يعانيه”.
هايدوستيان
وأيد رئيس الجامعة طرح وزير الاعلام، مؤكدا “أهمية العمل الفعلي على الارض”، مشيرا الى ان “دار النشر الخاصة بجامعة هايكازيان عبارة عن تعاون غير مباشر مع وزارة الاعلام”، آملا “بالمزيد من التعاون بين الجانبين”.
واكد هايدوستيان “اهمية دور الوزارة في الاضاءة على ميزة لبنان الثقافية والتربوية”، وقال: “أهمية لبنان الى جانب كونها تاريخا وجغرافيا، هي ايضا ثقافة وبشر، وان هدف الجامعة إعلاء مستوى لبنان وبشره”.
وأعلن “ان الجامعة ستحتفل العام المقبل بيوبيلها السبعين، وهي جامعة تسعى جاهدة لأن تكون جدية في المواضيع الفكرية والنفسية والروحية والتربوية”. وقال: “في خضم الانقسام الذي يشهده لبنان والعالم، ومنذ نشأة الجامعة وما رافقها من سلسلة مشاكل واجهت لبنان، كان للجامعة الشرف بأنها كانت بمثابة العائلة الواحدة لكل من درسوا فيها باعتراف كل طلابها بأنها جامعة بعيدة تمام البعد عن الطائفية والمذهبية.“
وأهدى هايدوستيان الوزير المكاري كتابين من إصدار المركز الاعلامي في الجامعة ويتضمنان تفاصيل عن النواب الأرمن في مجلس النواب اللبناني منذ نشأته في العام 1922 وحتى العام 2017 مع كل خطاباتهم وكلماتهم التي القيت وكذلك عمليات التصويت التي شارك بها في البرلمان.
وخلال جولة وزير الاعلام في ارجاء الجامعة زار معرضا للاطعمة العالمية كان مقاما في باحة الجامعة، ضم مأكولات من عدة بلدان هي: لبنان، ايطاليا، المكسيك، صربيا، اليابان وارمينيا.