يوم لطلاب الماجستير في قسم التاريخ في آداب اللبنانية الصمد: البحث العلمي التاريخي يتطلب دقة وعمقًا في التحليل وصرامة في المنهجية
نظمت لجنة المشاريع في قسم التاريخ في كلية الآداب والعلوم الانسانية في الجامعة اللبنانية، يوما لطلاب الماجستير، في قاعة المؤتمرات في عمادة الكلية في الدكوانة، في اطار التطوير ورفع مستوى كتابة الرسائل، في حضور عميدة الكلية البروفسورة سهى الصمد واللجنة المؤلفة من: الدكتور عماد غرلي منسقا، والاعضاء الدكتور زياد منصور، الدكتور مروان أبي فاضل، الدكتور حسن سلهب، الدكتور بيار مكرزل، الدكتور جويل الترك، الدكتور خالد الجندي، الدكتور يحي فرحات، الدكتور الدكتور ايلي حليحل والدكتور علي حيدر أحمد، وطلاب الماستر من كافة الفروع والعمادة.
وتمت مناقشة رسائل عدد من الطلاب في المسارات المختلفة ضمن الإطر والمعايير الاكاديمية المعتمدة في العمادة.
غرلي
افتتح غرلي هذا اليوم بكلمة رحب فيها بالحضور، وقال: “نحن نعيش في عصر يتسم بتسارع التطور التكنولوجي والعلمي، عصر تتغير فيه المفاهيم وتتجدد الرؤى، وتبرز أمامنا فرص لا محدودة لإعادة النظر في تاريخنا وفهمه من منظور جديد. في هذا السياق، يأتي دوركم كطلاب ماجستير في التاريخ ليس فقط كمنقبين عن الحقيقة ولكن كمبتكرين ومجددين في طريقة تناولنا للتاريخ”.
واكد “ان الابتعاد عن السياقات التقليدية والتقيد بالمستوى العلمي والأكاديمي لا يعني فقط الالتزام بالدقة والموضوعية، بل يعني أيضاً الإبداع والابتكار في استخدام التكنولوجيا والمنهجيات العلمية الحديثة”. وقال: “يجب أن تسعى رسائلكم ليس فقط إلى سرد الأحداث، بل إلى تحليلها وفهم تأثيراتها على المجتمع والاقتصاد، وكيف يمكن لهذه الفهم أن يساهم في حل المشكلات الراهنة”.
اضاف: “لا يمكننا تجاهل القضايا والأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان، من تأزم في الهوية والمواطنة إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية. البحث في التاريخ يجب أن يسهم في تقديم حلول لهذه المشكلات، من خلال استلهام الدروس من الماضي وتطبيقها في سياق الحاضر والتخطيط للمستقبل. يجب أن تكون رسائلكم جسوراً للتنشئة الوطنية وإعادة تشكيل الهوية اللبنانية بما يتماشى مع القيم الحديثة والتطور الحضاري”.
وتابع: “إن الاستثمار في التطور التكنولوجي والعلمي يعني استخدام كل أداة متاحة لنا لتحليل التاريخ، من الأرشيفات الرقمية إلى البرمجيات المتقدمة في تحليل النصوص والبيانات. هذه الأدوات لا تفتح أمامنا فقط آفاقاً جديدة في فهم الأحداث التاريخية، بل تمكننا أيضاً من تقديم تفسيرات جديدة ومبتكرة قد تسهم في تحويل دراسة التاريخ إلى قوة دافعة للتغيير الإيجابي في مجتمعنا”.
وختم: “في النهاية، أود أن أشجعكم على اعتناق التحديات التي يواجهها عالمنا اليوم وان نكون مع جامعتنا الوطنية الجامعة اللبنانية”.
الصمد
ثم القت عميدة الكلية البروفسورة الصمد كلمة قالت فيها: “أود أن أتوجه إليكم اليوم بكلمات تحمل في طياتها تقديرًا عميقًا لمسيرتكم الأكاديمية وللجهود التي تبذلونها في سبيل إثراء علم التاريخ. أنتم الآن في مرحلة متقدمة من التعليم، حيث تتحملون مسؤولية ليست بالهينة، إنها مسؤولية البحث العلمي التاريخي الذي يتطلب دقة وعمقًا في التحليل وصرامة في المنهجية”.
واكدت ان “التاريخ ليس مجرد سرد للأحداث الماضية، بل هو تحليل لتلك الأحداث وفهم لأسبابها وتأثيراتها والعبر المستفادة منها. كطلاب للماجستير في التاريخ، يقع على عاتقكم البحث عن الحقيقة، والتعمق في الفهم، وتقديم تحليلات تسهم في توسيع آفاق معرفتنا التاريخية. الرسالة التي تعكفون على كتابتها هي إضافة قيمة إلى الخزانة العلمية، ولذا، يجب أن تتسم بالأصالة، والابتكار، والمساهمة في مجالكم العلمي”.
وحثت الصمد الطلاب “على الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة من عمادة كلية الآداب على رسائل الماجستير”. وقالت: “إن التقيد بهذه التوجيهات ليس فقط ضمانًا لجودة العمل الذي تقدمونه، بل هو أيضًا دليل على مهنيتكم وجديتكم في البحث العلمي”، مشددة على ان “الانضباط في البحث واتباع المنهجيات الصحيحة يرفع من قيمة عملكم ويعزز من مصداقيته”.
وقالت: “تذكروا دائمًا أن كل جهد تبذلونه في رسالة الماستر يساهم في بناء تراث معرفي يستفيد منه غيركم من الباحثين والطلاب والمهتمين بالتاريخ. كونوا مصدر إلهام للآخرين من خلال التزامكم بالمعايير الأكاديمية العالية وحرصكم على إنتاج بحث تاريخي رصين ومؤثر”، متمنية للطلاب “كل التوفيق في رحلتكم العلمية، وأنتظر بشغف لقراءة إسهاماتكم في ميدان التاريخ”.