هاشم من ابيدجان: على البرلمانات الإسلامية الضغط لوقف فوري لحرب الإبادة في غزة

– شارك وفد لبناني ضم عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب الدكتور قاسم هاشم وسفيرة لبنان في أبيدجان ماجدة كركي في أعمال المؤتمر الثامن عشر لاتحاد برلمانات منظمة التعاون الاسلامي في عاصمة ساحل العاج.

وكانت كلمة للنائب هاشم جاء فيها : “نأتي اليوم الى هذه الارض جوهرة القارة السمراء لنشهد لتاريخ شعب حول المستحيل الى واقع مضيء  بإرادة وعزيمة لا تلين لأنه تحمل الكثير من الظلم والاستبداد من أجل الحرية والكرامة. نتحدث عن تاريخ وجغرافيا بمحبة وانحياز لأن جماعة من أبناء وطني كانوا شركاء في مراحل نهوض  هذه البلاد وما زالوا منغمسين مع هذا المجتمع وجزءًا منه وسيبقون على عهدهم رسل محبة ووفاء وانتماء لوطنهم الأول في بلد اختاروه وصاروا جزءًا من حياته”.

وقال:”لقاؤنا ليس الاول الذي تتكرر فيه المواقف والآراء للدفاع عن قضايا الامة لكن الانظار على لقاءات هذه  الايام، لأن في هذا الزمن يتعرض الشعب الفلسطيني في غزة وعلى مساحة فلسطين الى حرب إبادة وهي مستمرة منذ سبعة عقود ونيّف حتى اليوم ولم يسلم وطني لبنان من هذه الهمجية منذ لحظة الاغتصاب لأن الشبه والتطابق في الحق والانتماء كبير بين الجنوب وفلسطين حيث أرادوا أن ينسى الجنوب قمح حقوله وسنديان وديانه كما بمسك شهدائه وجباه مقاتليه وبراءة أطفاله تماماً كفلسطين من محمد الدرة الى امل الدر التي أريد لحاراتها وبياراتها وقراها ومدنها وزهر ليمونها ومناضليها واسرار قداسة مساجدها وكنائسها أن تنسى  الى الأبد، لكن ما يحصل في فلسطين من غزة الى القدس والضفة وكل دسكرة خيب آمال العدو الصهيوني مهما كان جبروته وغطرسته وهمجيته ونازيته فالقضية حية تحييها الدماء والدموع والآهات. وسواء أنسي البعض ام لم ينسَ سيبقى الفلسطينيون  وأهلي الجنوبيين واقفين ولن يسقطوا فريسة التهويل والترهيب والتدمير، وستبقى عزيمتهم صلبة وهم ينتظرون من قادة أمتهم ان يكونوا رجالاً في القرار والرؤية ولا تأخذهم في الحق لومة لائم كي لا تسقط القضية وتسقط بعدها أوطاننا فريسة الصهيونية لتصبح خاضعة طيعة لإرادة جهنمية ومن وراءها”.

 

أضاف:”نجتمع اليوم والأمة تعيش منذ خمسة اشهر أفظع الجرائم التي تجاوزت ارتكابات النازية والسؤال يتردد يوماً بعد يوم، الى متى وماذا فعلنا لأطفال غزة ونسائها وشيوخها ونحن نشهد تواطؤ المجتمع الدولي بكل  تركيبته رافضاً كل مبادرات وقف اطلاق نار انساني كما حصل مع مبادرة الاخوة في الجزائر وماذا يرتجى من المنظمات الدولية وهي تتاجر حتى بشعارات حقوق الانسان حيث لم يعد لها من حضور إلا الشكل والعنوان وما أريد لها من دور لحماية واحتضان الكيان الصهيوني وارتكاباته فالفيتو جاهز خدمة للصهيونية وأربابها”.

تابع:”نعم ايها السادة، ما يرفع من وتيرة الهمجية والعدوان هو الاحتضان الذي يحظى به الكيان الصهيوني أميركياً واوروبياً وصمتاً وتخاذلاً عربياً واسلامياً وهذا ما شجع العدو الاسرائيلي التمادي في عدوانه ليطال وطني  لبنان ولم يكتف باحتلاله لأرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر وغيرها من أجزاء، فتمادى باستهداف المدنيين أطفالاً وشيوخاً ونساء حتى الحجر والشجر ووسع عدوانه خارج حدود الجنوب ولبنان ليطال سوريا ويتمادى في غطرسته ساعياً لتكون حرباً اقليمية أوسع واشمل دون رادع لهمجيته، إلا  ما نملك من قوة الردع المقاومة بإرادة شعبنا لمواجهة هذه العدوانية”.

وقال:”امام فظاعة الإجرام أي أولوية وعلى أهمية وضرورة ما نناقش وما ينتظرنا من أفكار وآراء تبقى فلسطين وما تتعرض له الأمة لأنها قضية الامة جمعاء، قضية الانسان والاحرار، فستبقى اساس اي نقاش أو  قرار أو توجه. والسؤال البديهي ماذا نحن فاعلون كبرلمانات اسلامية نمثل ارادة شعوبنا؟ فلتكن الاولوية ممارسة الضغوط بكل ما نملك من امكانات وقدرات ووسائل لوقف فوري لحرب الابادة والتي لن تكون بالتمنيات والبيانات امام عدو متفلت من كل القيم والمواثيق والقرارات والمحاط باحتضان دولي سافر ولا بد من خطوات أساسية لإلزام حكوماتنا للعمل بها ونراها كالآتي : إلغاء الاتفاقيات وقطع العلاقات بكل اشكالها مع الكيان الصهيوني وإن لم يكن ذلك متوافرًا   أقله تجميدها ووقف مسارات التطبيع. استخدام كل الامكانيات الاقتصادية كسلاح فعال لدفع الآخرين لوقف دعم العدو الصهيوني مادياً ومعنوياً . تأكيد   حق الشعب الفلسطيني في نضاله ومقاومته المشروعة للدفاع عن حقه من اجل تحقيق الحلم بالعودة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

ورأى أنه “علينا ألا  نتوقف عند تأمين المتطلبات الحياتية من غذاء ودواء لشعبنا الفلسطيني والهائنا لأنه حق إنساني طبيعي ورفض اي جهة تسهيل هذه البديهة الانسانية يستدعي مواجهة مباشرة وعلى حدود الحق الانساني اينما كان وكيفما كان”.

ختم:”علينا ان نغتنم لقاءنا للاستثمار على التعاون المشترك والتضامن في المجالات المختلفة ولم يعد جائزاً  أن نكتفي بإصدار البيانات ولا بد من التوجه نحو القرارات الهادفة بعد ان وصلت الامور الى ما هي اليوم وفي محاولة واضحة لقتل القضية الفلسطينية وانهائها ولهذا لا بد من تفعيل اللقاءات لتكون أكثر قدرة على التأثير في القرار والانتاجية ولنعمل على نبذ الخلافات والانقسامات بين اوطاننا كي لا تصبح القضية والاولوية في خبر كان. المطلوب علاقات تتجاوز الشكل الى المضمون والجوهر كمنظمة برلمانية لأمة تنطلق من التاريخ إلى المستقبل كي تكون الرقم الصعب والموقع المميز في هذا العالم، فهل نحن فاعلون لنكون بين الامم طليعيون؟”.

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version