الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الاحتفال التأبيني ‏للشهيدين على طريق القدس (محمد طراف – محمد إسماعيل) في بيروت 26-2-2024م، ‏ومما جاء فيها:‏

مواجهتنا للعدو في جنوب لبنان مصلحة لغزة ومصلحة للبنان، كي يعلم العدو أنَّه إذا فكَّر بمرحلة ‏ثانية يأتي دورنا فيها فنحن في جهوزية عالية لمواجهة التحدي مهما كلفنا الأمر ومهما كان الثمن. ‏

نحن نعلم أنَّ إسرائيل تدِّمر، لكن فليعلموا أنَّنا أيضا ندمِّر عندهم، نحن نعلم أنَّ الخسائر ستكون ‏كبيرة، لكن فليعلموا أن خسائرهم أيضا ستكون كبيرة، لكن الفرق بيننا وبينهم أننا أصحاب حق ‏ومؤمنون بالله تعالى وسننتصر، وأنهم أصحاب باطل وسيتراجعون وسينهزمون كما انهزموا في ‏سنة 2006 وفي معارك غزة السابقة، وهذا هو الواقع الذي بلَّغنا به رب العالمين (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ ‏يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).‏

المواقف السياسية لا تردع العدو والاعتراضات الشكلية لا تردع العدو، التباكي على الأطفال ‏والنساء لا يردع العدو، الاجتماعات التي تصدر عنها بيانات استنكار لا تردع العدو، وحده السلاح ‏والمقاومة يمكن أن يردعا هذا العدو وهذا الذي اخترناه كطريق وهذا ما يجب أن يحصل، وقد ‏رسمنا قواعد وحدود للمواجهة من الجبهة الجنوبية لأنَّنا اعتبرنا أنَّ هذه الحدود هي التي تنفع، تنفع ‏لتساند غزة وتنفع لتحمي لبنان.‏

‏ أقل الوفاء من شركائنا في الوطن أن يقدِّروا ويحترموا ما نقوم به، هذا أقل الوفاء. أنا اليوم لن ‏أكون مدافعاً عن العمل الذي نقوم به، لكن هذا شرف، مفروض ممن لا يشاركنا ومن لا يقوم بهذا ‏العمل معنا أن يدافع عن نفسه، لماذا يجلس جانباً ويتفرج علينا وهو معني؟ لأنَّ لبنان معني كما غزة ‏معنيَّة كما المنطقة معنيَّة. نحن لا نريد هذه المساندة لكن على الأقل كلمة إيجابية وموقف سياسي ‏معقول، بوضوح نحن لا نطلب دعماً ولكن لا نقبل طعناً، نحن ننقذ لبنان لأننا نحن الذين حررنا ‏ونحن الذين أخرجنا إسرائيل، ونحن الذين أثبتنا أننا بالمقاومة نستطيع أن نحمي بلدنا من خلال ‏ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، وإلَّا كانت إسرائيل مازالت موجودة في لبنان وأكثر من ذلك ‏كانت ستأخذ قسماً من الجنوب، وكانت إسرائيل هي التي ستدخل على خط الرئاسة وتختار الرئيس ‏الذي تريده، وكانت ستختار أيضاً النواب ومن يديرون البلد لو كنا ضعفاء، ولو لم نكن واقفين بعزة ‏وقدَّمنا هؤلاء الشهداء وخيرة شباب لبنان وخيرة شباب الأمة وخيرة الشباب على وجه الأرض. ‏نحن نردُّ على عدوان اسرائيل وعلى تجاوزاتها، وقلنا مراراً أنَّ إسرائيل إذا اعتدت على المدنيين ‏سيكون ردُّنا متجاوزاً لبعض الضوابط التي وضعناها لأنفسنا، نحن وضعناها ولم تضعها إسرائيل ‏لأنَّنا نريد معركة محدودة تؤدي غرضها، لكن لو تمادى الإسرائيلي سنرد أكثر، وكل ما استخدمناه ‏حتى الآن في القتال هو الحد الأدنى مما نملك من إمكانات. لفتني في وسائل الإعلام الإسرائيلية ‏اليوم يقولون حدث خطير حصل في لبنان وهو أنَّ حزب الله أسقط مسيَّرة! هذا حتى يعطي مبرراً ‏لتعتدي إسرائيل بشكل أكبر. إذاً أي توسع سيكون مقابله توسع، وأي تجاوز للحدود سيؤدي إلى ‏تجاوزات للحدود بالنسبة إلينا، ليس هناك ما يوقفنا إلَّا قرارنا وتقديرنا بأنَّ المصلحة ما نقوم به، ‏لكن عندما يتوسع الاعتداء فالمصلحة أنَّ نوسِّع لنمنع هذا الاعتداء من أن يتمادى ومن أن يحقق ‏أهدافه. نحن نراقب كل شيء وندرس الساحة تماماً، ولدينا فهم لما لدى العدو ونعرف ما لدينا ولكل ‏أداءٍ رد.‏

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version