20 عاماً على ميلاد فيسبوك.. هل تذكر تجربتك الخاصة مع بداياته؟
حلت يوم أمس، الأحد 4 فبراير، الذكرى العشرون لتأسيس فيسبوك أحد أبرز وأشهر منصات التواصل الاجتماعي على مستوى العالم.. فهل تتذكر تجربتك الخاصة مع بداية هذا التطبيق الذي جذب الملايين وحدثت فيه الكثير من التغييرات على مدار عقدين من الزمان.
هذا التطبيق الذي يستخدم يومياً من قبل جمع كبير من المستخدمين يقدر بالمليارات، ساهم بشكل كبير في تحول طريقة تفاعل الناس وتواصلهم مع بعضهم بعضا، ويعود هذا التأثير الكبير إلى انتشاره الواسع وتأثيره العميق على مستوى العالم والمجتمعات.
ومع التقدم المتسارع في مجال التكنولوجيا والاعتماد المتزايد على الإنترنت، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي الشبيهة لفيسبوك لا غنى عنها في حياة الناس اليومية.
ترسخت هذه المنصات كجزء أساسي لوسائل التواصل واستقبال المعلومات، حيث يتواصل الأفراد مع بعضهم بعضا ويتبادلون المحتوى بشكل فعال، وكان لفيسبوك دور أساسي في انتشار هذه الثقافة على مدار العقدين الماضيين.
وفيما يخص ميلاد منصة فيسبوك، فإنه لا يعتبر فيسبوك هو البداية الأولى لمفهوم منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة، إذ بدأت هذه الظاهرة مع برامج البريد الإلكتروني والدردشة في أوائل السبعينيات.
ولكن لم يتم التوسع في هذا المجال بشكل فعال حتى إطلاق شبكة مجموعة المناقشة “يوز نت USENET” في عام 1979.
ويعود تاريخ ميلاد فيسبوك إلى 4 فبراير/شباط 2004، حيث قام مجموعة من طلاب جامعة هارفارد، بما في ذلك مارك زوكربيرغ، ودستين موسكوفيتش، وكريس هيوز، وإدواردو سفرين، وأندرو ماكولام”، بتأسيس منصة تواصل باسم فيسبوك ليتم الاعتماد عليها في التواصل داخليا بالجامعة بين الطلبة.
وكانت الفكرة الرئيسية للموقع هي إنشاء شبكة تواصل تجمع بين طلاب هارفارد لتبادل الأخبار والصور والآراء، ومع مرور الوقت، اتسعت دائرة العضوية لتشمل جامعات أخرى.
حيث بدأت القصة بتطبيق يجمع 950 طالبا فقط، تحول هذا الرقم إلى 30 ألفا في غضون شهرين فقط.
ليشهد فيسبوك نجاحا سريعا وتوسعا، حيث ارتفع عدد مستخدمي الموقع من 12 مليونا في 200ظ6 إلى أكثر من 40 مليونا في نهاية 2007، ثم إلى 100 مليون في 2008.
وفي البداية، كان الموقع محصورًا للجامعات والمدارس الثانوية، لكنه في عام 2006 قرر فتح أبوابه للجمهور العام، مما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد المستخدمين، ومن ثم بدأ الموقع في توسيع نطاق خدماته والتعاون مع المعلنين للاستفادة من قاعدته الجماهيرية الواسعة.
وحتى نهاية يونيو 2023، بلغ عدد المستخدمين النشطين شهريًا على فيسبوك 3.88 مليار مستخدم، وتعكس هذه الأرقام النجاح الكبير الذي حققه الموقع كعملاق في عالم وسائل التواصل الاجتماعي.
مؤسس فيسبوك “مارك زوكربيرغ”
والذي يعود له الفضل الأبرز في تأسيس منصة فيسبوك، المدير التنفيذي الحالي ومؤسس المنصة مارك زوكربيرغ، وهو من مواليد يوم 14 مايو عام 1984 في وايت بلينس بولاية نيويورك، الولايات المتحدة.
حيث كان أبواه يمتهنان مهنة الطب، فوالده كان طبيب أسنان، ووالدته طبيبة نفسية، ومنذ صغره، انغمس زوكربيرغ في عالم الحواسيب، حيث قام بتطوير العديد من البرامج والألعاب الإلكترونية.
وفي سن 12 عامًا، ابتكر برنامجًا قام والده باستخدامه في العيادة للتواصل مع الممرضة عن بُعد بخصوص المرضى في قاعة الانتظار، واستفادت العائلة أيضا منه في التواصل بين أفرادها في المنزل.
وعندما انضم زوكربيرغ إلى جامعة هارفارد، ابتكر برنامجًا آخر يساعد الطلاب في اختيار صفوفهم استنادا إلى توجيهات الطلاب السابقين.
والخطوة التالية في رحلته شهدت قيامه بتطوير موقع يمكن من مقارنة صور الطلاب والتصويت عليهم بناء على جاذبيتهم، لكن إدارة الجامعة أغلقته بسبب عدم ملاءمته للقوانين الجامعية.
تطور وتحديات واجهت فيسبوك
وبعد تخرجه من جامعة هارفارد، قام مارك زوكربيرغ بتأسيس شركة صغيرة مع أربعة زملاء في يونيو 2004 في مدينة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا، كانت هذه الشركة هي بداية نجاح مشروع فيسبوك، حيث تجاوز عدد المشتركين فيها مليون شخص في بدايتها.
وفي 28 أكتوبر 2021، قررت الشركة المشغلة لفيسبوك بقيادة زوكربيرغ إجراء تغيير كبير وأعلنت عن تغيير اسمها إلى “ميتا”، وهو مصطلح يعني باللغة اليونانية القديمة “ما بعد”.
وجاء هذا التغيير تزامناً مع تركيز مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي للشركة، على مفهوم “الميتافيرس”، الذي يعبر عن جهود الجمع بين تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز في عالم جديد عبر الإنترنت.
وتركز رؤية زوكربيرغ على جعل تجربة الإنترنت للأفراد أكثر جاذبية وتفاعلية من خلال فيسبوك ومشروع “الميتافيرس”.
ورغم أهمية فيسبوك للعديد من المستخدمين، فإن المنصة واجهت انتقادات حادة، خاصة فيما يتعلق بانتهاكات الخصوصية وتسريب البيانات الشخصية، وهو ما أثار جدلاً واسعاً خلال السنوات الأخيرة حول مؤسسها وطريقة تشغيله لها.
كما تعرضت الشركة لانتقادات بسبب نشر محتوى يحث على العنف والكراهية والتمييز العنصري.