لبنان في حداد…باسكال سليمان في مشواره الأخير
يعيش لبنان حالاً من “الغليان” في الشارع بعد حادثة مقتل منسق “القوات اللبنانية” في جبيل باسكال سليمان، الذي تقام مراسم وداعه الأخير اليوم الجمعة، على وقع المشاحنات والإشكالات “وطوابير الفتن”.
“القوات والنازحين”
وبعد اتهام البعض للقوات اللبنانية بافتعال الإشكالات مع النازحين السوريين في بعض المناطق، أعلنت الدائرة الإعلامية في الحزب أنّها لطالما نادت بوجوب عودتهم إلى ديارهم، خصوصاً ان الأمن في سوريا استتبّ، وبإمكان جماعة النظام ومعارضيهم العودة إلى المناطق التابعة للنظام والمعارضة، وبالتالي لا حجة إطلاقاً لاستمرار وجودهم في لبنان”.
واعتبرت في بيان أنّ عودتهم باتت أكثر إلحاحاً بعدما أصبح واضحاً حجم عدد الأعمال الإجرامية والمخلّة بالأمن التي يقوم بها بعضهم، رافضةً في الوقت عينه التصرّف معهم بحقد وهمجيّة على البعض منهم، مؤكدةً ان هذه الممارسات مريبة في الشكل والمضمون والتوقيت.
حزب “الكتائب اللبنانية” طلب بدوره من مناصريه عدم الانجرار الى أي نوع من ردّات الفعل التي من شأنها أن تحرف الأنظار عن المجرم الحقيقي في جريمة باسكال سليمان، خصوصاً وأنّ هذه الممارسات والأفعال والبيانات تفوح منها رائحة الأعمال الأمنية.
مولوي والنازحين
وفي حديث تلفزيوني، طالب وزير الداخلية والبلديّات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي بإعادة السوريين إلى بلدهم أو ذهابهم الى بلد آخر، قائلاً: “لأنّ لبنان ليس طرفاً ولم يوقع اتّفاقية اللاجئين وهو لا يكون بلد لجوء بل يكون بلد عبور أو بلد وجود مُوقّت إلى حين عودة السوريين الى سوريا، كما أن هناك مناطق كثيرة أصبحت آمنة، والدليل على ذلك أنّ الكثير منهم يذهبون إليها خلال فترة الاعياد”.
ميقاتي يعزّي بسليمان
الى ذلك، واصلت عائلة سليمان تقبل التعازي لليوم الثالث على التوالي في قاعة كاتدرائية مار جرجس المارونية – وسط بيروت، حيث توافدت شخصيات سياسية وإعلامية وروحية من مختلف الطوائف والمذاهب والأحزاب، لتقف الى جانب العائلة في محنتها.
ومن المعزين كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعقيلته، وقد اعتبر أن هذا العائلة هي مثل وقدوة بوطنيتها وتعاليها عن كل الجراح. ورغم هول ما جرى لم نسمع من أفراد العائلة إلا الكلام الوطني، مشيراً الى وجود أيادٍ خبيثة تتحرّك ولكن الأجهزة الأمنية لها بالمرصاد.
الراعي والخطيب
ومساء الخميس، أجرى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اتصالاً هاتفياً بنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب هنأه فيه بمناسبة عيد الفطر.
وقال الخطيب للبطريرك الراعي إنّ “الخطابات التصعيدية والمتوترة الطائفية هي لغة ممجوجة وقد جرّبها اللبنانيون وجرّت الويلات على الجميع، وانّ لغة السلام والمحبة هي التي تبني وهي التي ينبغي أن تسود”، متمنّياً بذل اقصى الجهود لمعالجة ذيول الأحداث الاخيرة التي نجمت عن جريمة قتل منسّق القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان، للحؤول دون حصول المزيد من ردود الأفعال التي قد تنعكس بصورة أكثر سلبية على الأوضاع في لبنان.
الراعي أكد من جانبه ضرورة العمل في هذا الاتجاه، آملاً من الجميع تدارك الموقف في هذه الظروف الصعبة.
يوم حداد
الى ذلك، اجتمعت لجنة المتابعة المنبثقة عن كتل تحالف التغيير والتجدد والكتائب والجمهورية القوية بالإضافة الى النائب بلال الحشيمي، وطالبوا بيوم حداد وطني اليوم الجمعة، تضامناً مع عائلة باسكال سليمان، واظهاراً لتكاتف “جميع اللبنانيين مع الدولة اللبنانية وسيادتها في وجه فوضى السلاح والفلتان الامني والسلاح غير الشرعي الذي يعاني منه لبنان حالياً”.
بو حبيب وملف النزوح
وفي ملف النزوح أيضاً، اجتمع وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب مع النائب الاول لرئيس البرلمان اليوناني ليونيس الذي بحث في توحيد الجهود لمواجهة الهجرة غير الشرعية لا سيّما وان لبنان يضم اكبر تجمّع نازحين في العالم.
وفيما لفت بوحبيب الى ضرورة تنفيذ القرار 1701 الذي يعتبر السبيل الوحيد لتحقيق التوازن والسلام على الحدود الجنوبية للبنان لجهة انعكاسه ايجاباً على عودة الالاف من النازحين من كلا الجانبين، شدّد المسؤول اليوناني على “تعزيز الجهود من أجل تثبيت الاستقرار والتحرك لتدارك تداعيات الحرب على غزة وتوحيد الجهود. فاليونان تقف الى جانب حماية المدنيين ومنع تمدد الصراع والسعي الى زيادة المساعدات الانسانية عبر الجسر البحري الانساني، ودعم تطبيق القرار 2728”.
القصف الإسرائيلي وردود الحزب
التطورات المتسارعة والأحداث الأليمة لم تمنع إسرائيل من مواصلة قصفها العنيف على المناطق الجنوبية الحدودية، حيث شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة، استهدفت الحي الغربي في بلدة ميس الجبل، كما أغار على محيط بلدة راميا، مستهدفاً “خلة وردة.
وشنّ الجيش الإسرائيلي غارة مستهدفاً محيط بلدتَي يارين والضهيرة، بالقرب من خزان مياه بلدة يارين، وغارة أخرى استهدف بلدة الخيام.
من جهته، إستهدف حزب الله موقعَي السمّاقة والرمثا في تلال كفرشوبا.
فرنسا والتصعيد
في الموازاة، أكّد نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسيّة كريستوف لوموان، أنّ بلاده تُواصل الجهود في السّعي لتجنّب التصعيد في المنطقة الحدوديّة بين اسرائيل ولبنان.
وخلال مؤتمر صحافي، شدد على ترحيب فرنسا بالاستجابة الإيجابية من السلطات اللبنانية لاقتراحاتها للخروج من الأزمة، معتبراً أنّ بلاده تعمل على تجنّب أي صراع إقليمي قد يكون مدمّراً للبنان.
الخارجية الروسية
وتعليقاً على الأحداث التي جرت في لبنان والمنطقة، أوصت وزارة الخارجية الروسية المواطنين الروس بالامتناع عن السفر إلى منطقة الشرق الأوسط ولاسيما إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية، إلا للضرورة القصوى.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: “الوضع متوتر في منطقة الشرق الأوسط في ظل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والوضع على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل لا يزال مضطرباً”.
المصدر: نداء الوطن