في لبنان: قلق… وترف سياسيّ!

ما يجري خارج ساحة فلسطين ليس مفصولاً عما يجري عليها إطلاقاً، ومن ضمنها الرسائل النارية المتبادلة بين إيران وإسرائيل، وآخرها أمس غارة المزّة الإسرائيلية بعد أيام قليلة على استهداف إيران لما قالت إنه مركز للموساد في إربيل. غير أن تبعات هذه الرسائل لا يمكن أن تُفهَم سوى في إطار الحرب الدائرة في غزة واستتباعاً ما يجري على جبهاتها المساندة من لبنان إلى العراق واليمن، في وقت برز كلام نسبته وكالة رويترز لمصادر إقليمية إيرانية من أن قادةً بالحرس الثوري وحزب الله موجودون باليمن لتوجيه هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر والإشراف عليها.

كل هذه التطورات الميدانية علّق عليها عضو كتلة تجدد النائب أديب عبد المسيح، لافتاً الى “وجود مخطط اغتيالات تتولى اسرائيل تنفيذه منذ فترة بالتوازي مع الحرب على غزة وجنوب لبنان. وهذا واضح من حملة الاغتيالات التي ترتكبها اسرائيل ضد حماس”.

عبد المسيح وفي حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية، متوقعًا “تطورات تصعيدية مقبلة على المنطقة في أي وقت، وهو ما ينذر لبنان بخطر كبير طالما لا يوجد تكاتف داخلي برفض توسيع الحرب”، داعياً الحكومة اللبنانية والدبلوماسية اللبنانية الى “أخذ قرار لتمكين الجيش اللبناني من إدارة الأزمة في الجنوب، لتظهر ان هناك دولة موجودة قادرة على اتخاذ القرارات المطلوبة وليس دولة ضعيفة لا تجرؤ على اتخاذ القرارات”.

وعما يمكن أن تؤول اليه الأمور، رأى عبد المسيح أن “كل الأنظار متجهة الى ايران بعد تلقيها ضربات قاسية في اليومين الماضيين من باكستان إلى اليمن وسوريا، لكنها إذا أرادت توسيع الحرب فلن يكون ذلك لمصلحتها لأن المجتمع الدولي سيكون ضدها وستواجه بحرب عسكرية واقتصادية وعقوبات مالية”.

وفيا وتيرة الأحداث تتصاعد، تغيب أي محاولات حازمة للضغط باتجاه الحلول الدبلوماسية، ما يزيد القلق من خروج الأمور عن السيطرة، بينما لا تزال بعض القوى في لبنان تمارس ترفا سياسيا وكأنها خارج الكوكب وليس المنطقة، الأمر الذي أعاد التنبيه اليه الرئيس وليد جنبلاط بالأمس حيث جدد دعوته إلى تجنيب لبنان المزيد بالتعاون مع “المخلصين” خصوصاً وأن الحرب على غزة طويلة.

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version