وزير الصحة إفتتح المؤتمر العلمي حول الطب النفسي: لتحديد السبل الفضلى لعلاج الأمراض النفسية وجروحاتها العميقة
إفتتح وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض، المؤتمر العلمي السنوي للجمعية اللبنانية للطب النفسي تحت عنوان: “الصحة النفسية لدى المراهقين – نافذة حول التحديات والفرص”، في بيت الطبيب بمشاركة أكثر من أربعمئة مشارك من أطباء ومعالجين وباحثين ومهتمين بشؤون الصحة النفسية في لبنان وحضور مدير البرنامج الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة العامة الدكتور ربيع شماعي وفريق العمل.
وفي كلمته استذكر الوزير الأبيض حادثة علقت في ذهنه عندما كان طبيبًا متمرنًا في مستشفى متخصص بمعالجة المرضى النفسيين. هناك إلتقى بمريض كان يعتقد بأن كائنات فضائية تريد اختطافه فكان يضع بشكل متواصل خوذة معدنية على رأسه لحماية عقله من الخطر والموت، كما كان يقول. ولكن هذا المريض كان يتمتع بصوت جميل جدا لا بل سماوي عندما كان يغني، والمفارقة أنه كان يطرق على الخوذة المعدنية الموضوعة بإتقان على رأسه لكي يصدر نغمات موسيقية تصاحب غناءه الجميل”.
وتابع: “أن لقاءه بهذا الشخص المريض جعله يدرك معنى المرض النفسي وتأثيره الكبير ليس فقط على المصاب به بل على عائلته والمقربين منه والمجتمع بشكل عام”، وقال: “إن المرض النفسي أكثر إيلامًا من المرض الجسدي. فالأوجاع الجسدية يمكن اكتشافها سريعًا ومداواتها غالبًا ليعود الإنسان بعد الشفاء إلى حياته الطبيعية أما الأمراض النفسية فمختلفة بشكل جذري لأن جروحاتها عميقة جدا ومن الصعب اكتشافها وتشخيصها وغالبًا ما يتم تجاهلها على حساب المريض وكذلك المقربين منه، مما يجعل تأثيراتها تمتد على كل مجالات الحياة ما يحول غالبًا دون أن يعيش المصاب بها حياة طبيعية”.
ولفت الوزير الأبيض إلى أن “انعقاد المؤتمر حول الصحة النفسية في ظل الأوضاع الصعبة في لبنان والمنطقة يعكس التزامًا كبيرًا بعدم إهمال هذا الجانب الأساسي من الصحة”، منوها ب”الجهود التي يبذلها البرنامج الوطني للطب النفسي في وزارة الصحة العامة وكذلك الجمعية اللبنانية للطب النفسي”، لافتًا إلى أن “التحديات كثيرة سواء كانت الأمراض النفسية ناجمة عن أسباب جينية وراثية أم ظروف مجتمعية”.
وقال: “من المهم أيًا كانت أسباب الأمراض النفسية أن يتم تحديد السبل الفضلى لعلاجها ومواكبة المصابين بها”، مشددا على “ضرورة تطوير الكوادر البشرية في لبنان لتحسين الخدمات الطبية والعلاجية”.
المؤتمر
ودارت المحاضرات والنقاشات حول أهمية توعية المجتمع على الصحة النفسية لدى المراهقين والتدخل السريع من قبل الأهل والمربين والجهات الصحية للتقليل من العوارض وتأثيرها على التطور الإيجابي لهذه الفئة العمرية.
وتخلل المؤتمر تقديم رئيس جمعية الطب النفسي الدكتور جوزف الخوري جائزة تقدير للدكتور شارل بدورة على مساهمته في تقدم الطب النفسي في لبنان وأيضا جائزة أفضل دراسة علمية في مجال الصحة النفسية للدكتورة المتدرجة يارا بشير.