فرح : عن أخلاقيات النشر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي

مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، أصبحت القدرة على نقل وتداول الأخبار والمعلومات أكثر سلاسة وسرعة لم تتوفر قط في السابق. بيد أن هذه المزايا تأتي مع مسؤولية أخلاقية ومهنية كبيرة، لاسيما في ظل الأزمات الإنسانية كالفيضانات والزلازل التي تذهب بأرواح الناس. وبالتالي، يكون معيار التحلي بالمسؤولية الأخلاقية في هذه الظروف ليس مسؤولية لها تبعات قانونية فحسب، بل أنه يعد واجب انساني يمس ويعكس الروح الداخلية للناشر. ولعل تحلي وسائل الإعلام بأخلاق المهنة والإنسانية يعد كافيا لتعزيز الدور الإيجابي، فيما يمكن أن يساهم تجاهل هذه الأخلاق لأجل تحقيق مكاسب لحظية في العديد من الآثار والتبعات السلبية على كافة الأصعدة المحلية منها والدولية.

علينا بالتالي :

  التأكد من مصادر الأخبار والحرص على أن يكون الناشر دقيقاً في نقله للأخبار، لأن الأخطاء في هذا السياق قد تكون لها تبعات وخيمة. فنشر بيانات أو معلومات مغلوطة يمكن أن يساهم بشكل أو بأخر في خلق حالة من الذعر والفوضى تنعكس سلباً على الجهود الإنسانية الرامية إلى تقديم المساعدة. فضلاً عن ذلك، يمكن أن تساهم هذه الأعمال في تعريض حياة الناس للخطر. وأيضاً قد يُظهر الإعلام صورة مُقلقة ومُفزعة للحالة، ما قد يتسبب في تحرك عامة الناس بشكل هستيري لاتخاذ إجراءات وارتكاب أفعال غير مدروسة.

 على وسائل الإعلام أن تكون حذرة عند نشر أي مواد إعلامية من مواقع الكوارث، وأن تقدر مستوى المخاطر وتبعات نشر مثل هذه المواد. فذلك يمكن يكون مزعجاً وينعكس سلباً على وسائل الإعلام التي تبحث عن السبق الإعلامي دون مراعاة لحجم المسؤولية، أو حياة الأشخاص المتضررين، أو فرق الإنقاذ الهادفة إلى تقديم المساعدة.

 التفكير في النوايا والأهداف قبل النشر. فهل الهدف هو المساعدة في الحد من الأضرار؟ أم استثمار الكوارث للحصول على سبق إعلامي واهتمام شخصي على حساب معاناة الضحايا؟ الإجابة على هذا السؤال قد تحدد مدى أخلاقيات النشر. فالإعلام السلبي يستغل الأزمات لتحقيق بعض المكاسب السياسية وفق اعتقادهم، كما أن بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي تسعى للحصول على الأموال بيد أن هذه المكاسب ستكون لحظية فقط، فالحقيقة ستظهر وذلك سيأتي بنتائج سلبية على مستوى المنافع وأيضاً على مستوى الحالة الإنسانية التي قد تزداد تعقيداً.

 النهج الترويجي — في بعض الحالات، يُفضل الإعلام الحصول على السبق لحصد القدر الأعلى من المشاهدات والمتابعة على حساب الدقة والتوازن، مما يعرض الناس للخطر، وأيضاً سيعرض في وقت من الأوقات المنصة الإعلامية للخطر.

الإهمال — في بعض الحالات، يُغفل الإعلام عن تغطية الأزمات في مناطق معينة ليس لها بعد سياسي أو اقتصادي هام، وبالتالي يمكن أن يقلل ذلك من فرص الحصول على المساعدات والدعم اللازم للحد من نتائج الكارثة.

ختاماً، إن أخلاقيات النشر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تحظى بأهمية بالغة  فهي سلاح ذو حدين، وبالتالي وجب على الجميع إتقان  الدقة، والحذر، عند نقل أو تداول المعلومات، ويجب على ناقل الأخبار أن يتحلى بقدر عال من المسؤولية الشخصية والإنسانية، فعدم الالتزام بالأخلاقيات يمكن أن يؤدي لآثار سلبية ستقضي على حياة الكثيرين، كما إنها تقضي على المستقبل المهني للمنصة والشخصية الإعلامية

Share.
Exit mobile version