قالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن مشاكل المستشار الألماني أولاف شولتس، التي ظهرت بوضوح مع صعود حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، في ازدياد.
وفي لقاء شولتس في قاعة المدينة مع الناخبين في برلين، في الوقت الذي وصلت فيه التوترات بين شركائه في الحكومة، الحزب الاشتراكي الديمقراطي من يسار الوسط، وحزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر الليبرالي، إلى آفاق جديدة، رأى تقرير للصحيفة، بحسب الحضور، بأن شولتس يفتقر إلى العزيمة السياسية، ويفشل في إيصال رؤية واضحة للبلاد.
وبحسب تقرير الصحيفة، يقول سياسيو المعارضة إن الناخبين فقدوا الثقة في الحكومة التي، وسط كل العداء المتبادل وتوجيه الاتهامات، تفشل في التعامل مع المشاكل الملحة التي تواجهها ألمانيا: الهجرة غير الشرعية، وهيمنة الشعبويين على اليمين واليسار، والانخفاض المستمر في معدلات البطالة، علاوة على تراجع الاقتصاد.
وقال فريدريش ميرز، زعيم حزب الديمقراطيين المسيحيين المعارض من يمين الوسط، أواخر الشهر الماضي: “هذا البلد ينزلق من قبضة المستشار الألماني شولتس”.
وأشار التقرير إلى أن البعض في الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الذي يتزعمه شولتس في السر، يقترح بالفعل أنه ينبغي إسقاطه من القائمة في الانتخابات الوطنية العام المقبل، واستبداله بسياسي أكثر شعبية، مثل وزير الدفاع بوريس بيستوريوس، أو أنكي ريلينجر، لقيادة الحكومة الألمانية.
وتابع التقرير بأن إحدى النقاط المحتملة للتحرك ضد المستشار هي انتخابات 22 سبتمبر/ أيلول الحالي في براندنبورغ، وهي الولاية التي يحكمها الحزب الاشتراكي الديمقراطي منذ إعادة توحيد شطري البلاد.
وعلى الرغم من أن الحزب حقق تقدما في استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة، ما أدى إلى تقليص الفجوة مع حزب البديل من أجل ألمانيا الذي يحتل المركز الأول، لكن إذا ساءت الأمور في يوم الاقتراع، وفقد الحزب قبضته على السلطة هناك، فقد يجد شولتس نفسه في مأزق.
ونوّه التقرير إلى أن افتقار ألمانيا إلى قيادة سياسية فعالة قد يكون السبب أيضًا وراء التوترات الأخيرة مع حلفاء ألمانيا الأوروبيين بفعل إعلان برلين أنها ستفرض ضوابط على جميع حدودها البرية للحد من الهجرة غير الشرعية، وهي خطوة أثارت غضب بعض أقرب حلفائها.
وفي المقابل، يقول الموالون للمستشار شولتس، إن الاتهام بالقيادة الضعيفة غير عادل ويقلل من أهمية التحديات المتمثلة في إدارة تحالف من ثلاثة أحزاب ذات أيديولوجيات متباينة بشكل حاد، والتي سوف تتفاقم خلافاتها مع اقتراب انتخابات العام المقبل.
ويعتقدون، وفق ينس زيمرمان، عضو البرلمان عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بأن شولتس سيقود الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات الوطنية العام المقبل وسيفوز.