ترفض بيروت الاستسلام والرضوخ رغم انفجار المرفأ الذي هزّها عام 2020 ولا تزال بصماته ومآسيه ترافق أهلها، وكل الأزمات والتهديدات التي تلف بها، فتؤّكد في كل مناسبة أنها منارة للأمل وحب الحياة. فكيف هي أجواء عيد الميلاد في العاصمة وهل أفقدت الأوضاع الأمنية الدقيقة في الجنوب العيد بهجته؟
أُضيئت ساحة ساسين في الأشرفية، يوم السبت الماضي، للسنة الرابعة على التوالي، بجهود جمعيّة Lebanon Of Tomorrow، مُعلنة بدء موسم الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد، بحضور وزير الدّاخليّة والبلديّات في حكومة تصريف الأعمال بسّام المولوي، محافظ مدينة بيروت مروان عبود، وبمشاركة فعاليات رسميّة وحضور شعبي كبير.
وكانت لمولوي كلمة لافتة أكد فيها أنّ “لبنان ما بينقتل”، مشيرًا إلى أنهم “حاولوا كثيراً أن يظلموا لبنان وخصوصاً بيروت إلا أنّها لم تركع وما زالت قويّة وصامدة بإرادة أهلها”.
وقسمت ساحة ساسين إلى قسمَين، الأوّل سيشهد نشاطات ترفيهيّة للأطفال بالقرب من شجرة العيد والمغارة، أمّا الثّاني، فهو السّوق الميلاديّ، حيث سيعرض عدد كبير من التّجّار الصّغار منتجاتهم المختلفة مثل الأطعمة والهدايا والأعمال الحرفيّة.
وأكدت الناشطة بجمعية Lebanon Of Tomorrow، جوان جدع، في حديث لموقع IMLebanon، أننا “لن نقبل أن يمر العيد من دون الاحتفالات التي اعتاد عليها أهالي بيروت والأشرفية”، وقالت: “مصرّون أن نحتفل رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر على اللبنانيين والأوضاع الأمنية التي تهدد البلد”.
وشددت على “إصرار الجمعية على دعم التّجار الصّغار مجانًا لتشجيعهم على الاستمرار”.
إلى ذلك، أعلنت جوان أن ما يميّز هذا العام عن سابقاته، هوالـWheel of hope، قائلة: “كل شخص يشتري من متجرLebanon Of Tomorrow، تتاح له الفرصة أن يدير الدولاب للفوز بجوائز قيّمة”.
بدوره، قال أحد المشاركين في السوق الميلادي لـIMLebanon: “نرى في هذا الاحتفال فسحة أمل لنا ولجميع اللبنانيين، حيث فقد عدد كبير من الشباب أملهم بهذا الوطن وقرروا المغادرة”، موضحًا أن “العدد الكبير الذي يشارك بفرح في هذا الاحتفال يعكس رغبة اللبنانيين على البقاء وتمسكهم بهذه الأرض لو مهما اشتدت الظروف”.
وشكر جمعيّة Lebanon Of Tomorrow “التي لم تبخل يومًا على اللبنانيين بالمساعدات في كل الظروف والمناسبات، حيث أننا نؤكد حاجتنا لمثل هذه الجمعيات التي خرجت من رحم الناس وتلبي طلباتهم”، بحسب قوله.
يثبت اللبنانيون، مرة جديدة، إصرارهم على الفرح رغم كل الأزمات التي تعصف بهم، وتؤكد بيروت للعالم أنها كانت وستبقى مميزّة بمواجهتها كل الصعاب واصرارها على الحياة.