السياحة بالأرقام في لبنان لعام ٢٠٣٢

قلم رئيس التحرير وفاء فواز

على الرغم من الأزمة المالية والمعيشية الخانقة، ازدهرت أرقام ومداخيل السياحة فقد وصل إجمالي عدد السائحين خلال العام 2023 بأكثر من مليون و700 ألف سائح. بإجمالي إيرادات نقدية تجاوز 9 مليارات دولار تقريباً، وصافي بلغ 6.4 مليار دولار. وأوضح أن تراجع قيمة العملة أسهم في خفض قيمة الخدمات، ما انعكس على جذب السياحة.

حيث أعلنت الحكومة اللبنانية أول تخفيض رسمي لقيمة الليرة ما نتج عنه انهيار الليرة وتكافح الحكومة لاحتواء الانهيار الذي تشهده العملة الأسوأ أداءً في العالم هذا العام، في ظل تدهور اقتصادي أجبرها على التخلف عن سداد ديون دولية بقيمة 30 مليار دولار عام 2020.

وإن السائحين الأجانب شكلوا ما نسبته 25% من الوافدين خلال العام الماضي، بينما جاءت النسبة المتبقية من خلال المواطنين اللبنانيين. والجدير ذكره بأن أغلبية السائحين الأجانب من دول عربية مثل مصر والأردن والعراق والكويت. ومن خارج الوطن العربي عبر دول فرنسا وألمانيا وأميركا وأستراليا بنفس نسب العام الماضي.

قطاع السياحة يساهم بأكثر من 40% من الناتج المحلي للبلاد. وأن قطاع السياحة، الذي يُعتبر العمود الفقري للاقتصاد اللبناني، كما أنه كان مساهماً أساسياً في معدل النمو البالغ 2%.

ولذلك، لم تمنع الأزمة المالية والاقتصادية في لبنان أن يشهد ازدهاراً في كافة القطاعات السياحية، للعام 2023. بالتزامن مع عودة أعداد كبيرة من اللبنانيين من بلاد الاغتراب، لتمضية موسم الصيف، إضافة إلى المئات من السياح العرب والأوروبيين الذين زاروا لبنان في شهري حزيران وتموز الماضيين.

السياحة بالأرقام

حسب المعطيات المتوفرة، فقد شهد مطار رفيق الحريري الدولي حركة ناشطة في حزيران وتموز، واستقبل أكثر من مئة طائرة يومياً. فيما وصل إلى لبنان في هذين الشهرين نحو مليوني وافد. مرتفعاً بما نسبته 47%، مع مقارنة مع نفس الفترة من صيف العام 2022، ويعدّ هذا الرقم مرتفعاً قياسياً نتيجة الأوضاع الصعبة التي يمر فيها لبنان والانهيار الاقتصادي على المستويات كافة.

وفي الوقت ذاته، شهدت الفنادق اللبنانية والمطاعم والأماكن السياحية حركة ناشطة خلال الصيف الحالي مسجلة بدورها أرقاماً قياسية.

خصوصاً أن هذا القطاع كان قد تعرض لانتكاسة كبيرة خلال أزمة كورونا الأخيرة.

قطاع السياحة سجل تحسناً خلال الأشهر السبعة الأولى من العام 2023، مقارنة مع العام الماضي خصوصاً في أعداد الوافدين من الدول العربية والأجنبية، وسجل نمواً متزايداً وصل حوالي 30% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.

وشهدت الفنادق والمطاعم حركة استثنائية هذا الصيف، وتخطت نسبة الإشغال ما بين 80% – 90% على التوالي في معظم الفنادق وبيوت الضيافة والمطاعم واماكن السهر التي تقع في المناطق السياحية الرائجة. امّا في بيوت الضيافة، فقد وصلت الحجوزات 100%، مع ارتفاع نوعية الخدمات ووضع أسعار متنوّعة تُناسب القدرة الشرائية للجميع.

ومن أبرز المتغيرات هذا الصيف كان ازدهار السياحة الداخلية خصوصاً في المناطق الريفية النائية خارج المدن والعاصمة بيروت. وقد تجلت هذه الظاهرة مع ازدياد حركة الاستثمار التي يقوم بها لبنانيون في بناء منتجعات سياحية وشاليهات في القرى والأرياف من الشمال إلى الجنوب إلى الجبل ومنطقة جبيل. وهذا النوع من السياحة يعتبر غير مألوف للسياح اللبنانيين تحديداً. ويجذب الراغبين في تجربة المغامرات الجديدة والأنشطة الرياضية التي تعد جديدة على السياحة اللبنانية. وقد تضافرت الجهود في هذا المجال بين المواطنين وبلديات المناطق التي عملت على الاستفادة من طبيعتها الخلابة في استقطاب السياحة الأجانب.

قطاع المطاعم

فيما يخص قطاع المطاعم، معظمها عاد إلى العمل بالوتيرة الطبيعية.

وأن “الموسم كان ناجحاً جداً بالنسبة للمطاعم والمقاهي واماكن السهر، التي كانت اولوياتها تقديم أداء فريد في الخدمة والجودة والنوعية”.

، وبحسب التقديرات، أدخل هذا العام نحو 3 مليارات دولار وحده بسبب ازدهاره خصوصاً في الصيف وفترات الأعياد. وذلك على الرغم من تراجع أعداد المؤسسات العاملة في هذا القطاع عن الأرقام التي كانت عليها قبل الأزمة الاقتصادية.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version