أنهى الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان زيارته الرابعة الى بيروت، من دون التوصل إلى نهاية سعيدة في الملف الرئاسي المعلّق منذ ثلاثة عشر شهراً، ومن دون ظهور أية ملامح توحي بقرب وصول الرئيس الرابع عشر للجمهورية إلى قصر بعبدا في مدى منظور.
وقبيل العودة الرابعة للودريان إلى العاصمة اللبنانية، ظهرت في وسائل الاعلام اللبنانية العديد من التوقعات حول مآل المهمة المنوطة به بعد ثلاث زيارات مضت. ولكن معظم التحليلات إنتهت الى إحتمالين:
* الأول يقول إن الموفد الفرنسي سيربط مهمته المتجددة بما أفرزته حرب غزة من معطيات لصالح المقاومة في لبنان، والتي أظهرت كل التعاضد والتضامن مع مقاومة غزة بالقول والفعل، على عكس العديد من المواقف العربية التي أدارت الظهر لما جرى وقد يجري!
* الثاني عزّز التأكيد أن لودريان لم يحمل جديداً في تحركه الطارئ، وإنما كرّر نفس الأسلوب الذي اعتمده في جولاته السابقة، لعله بذلك يحقق مكاسب لإدارته في الشرق الأوسط من خلال حلّ بعض الأزمات في لبنان. فتركزت زيارته حول إعادة النظر في هيكلية القرار 1701، وحول تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزيف عون!
ولكن الاحتمال الأكثر ترجيحاً، لا بل الأكثر تأكيداً، هو أن “الثنائي الشيعي” قد خرج من تداعيات حرب غزة على الجنوب اللبناني أكثر تشبثاً بمواقفه التي كان عليها قبل إنطلاق عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول الماضي، وتحديداً في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي. وقد عبّر عن ذلك غير مسؤول في “حزب الله” أو حركة “أمل” لجهة عدم التراجع قيد أنملة عن تأييده لترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، أو يتوقف عند الافتراءات والتحليلات المشبوهة التي تقول بأن “الثنائي” بصدد مبادلة موقفه من الاستحقاق الرئاسي بمواقف لها علاقة مثلاً بالجنوب اللبناني، ولاسيما القرار 1701.في حين واظب فرنجية على التمسك بترشيحه طالما يقف إلى جانبه واحد وخمسين نائباً إذا طلبوا منه التراجع يفكر بالأمر.
الثابت في هيكلية الترشيح لانتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، منذ خريف العام 2022 وحتى الساعة، أن فرنجية هو الثابت الوحيد ضمن لائحة من المتحركين، ابتداء من رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض، مروراً بالوزير السابق جهاد أزعور والوزير السابق زياد بارود وآخرين… وصولاً إلى قائد الجيش العماد جوزف عون، حيث تقول أحدث المعطيات إن القطريين باتوا يفضلون طرح ترشيح مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري كخيار ثالث.
فهل سيعود لودريان فعلاً في زيارة خامسة، كما تردّد بعض الأوساط، وتجري الانتخابات الرئاسية قبل نهاية السنة، أو في أبعد تقدير مطلع السنة الجديدة، لبدء إخراج لبنان من أزماته