رأى رئيس “تكتل بعلبك الهرمل” النائب الدكتور حسين الحاج حسن أن “العدو الصهيوني استأنف بالأمس عدوانه على غزة، بالمجازر والقتل واستهداف المدنيين والمساجد والمستشفيات والمدارس والحصار والقتل الإرهابي بدعم أميركي واضح، وبتسليح أميركي بلا حدود، واعترف الأميركيون بأنواع القنابل الموجهة التي زودوا بها العدو، والقنابل العالية الوزن من حيث الحشوة المتفجرة والقدرة التدميرية. ففي غزة القرار بالتسليح أميركي، والإدارة للمعركة أميركية، والتنفيذ في بعض جوانبه أميركي الى جانب الجيش الصهيوني الإرهابي”.
جاء ذلك خلال حفل تأبيني للأخوين عضو المجلس البلدي محمد نايف العوطة وشقيقه عباس، في حسينية الإمام الخميني في بعلبك، بحضور الوزير السابق الدكتور حمد حسن، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، ورؤساء وأعضاء مجالس بلدية حاليين وسابقين، مخاتير وفاعليات سياسية واجتماعية.
وأضاف الحاج حسن: “أصيب العدو الصهيوني بنكسة استراتيجية غير مسبوقة، على مستوى حجمها وعلى مستوى نتائجها، سنشاهد تداعياتها الكبيره والعظيمة إلى مدى بعيد”.
وتابع: “منذ الأيام الأولى يبحث العدو عن إنجاز دون جدوى، فقد وضع أهدافا عالية لا يمكنه تحقيقها، منها سحق المقاومة، وإعادة احتلال غزة، وترانسفير للفلسطينيين، وبعد 50 يوما من العملية البرية في مرحلتها الأولى عجز الاسرائيلي عن أن يقدم صورة انتصار واحدة ولو جزئية من أهدافه المعلنة تجاه المقاومة، بل على العكس تحدث قادة وأركان العدو خلال الهدنة وما قبلها بأنهم لم يحققوا الأهداف، كما عجز العدو عن ان يقدم صورة ذرة من إشارات عن هزيمة لدى أهل غزة أو لدى المقاومة. لذلك هو مهزوم ومأزوم، يريد أن يستانف العملية البرية في محاولة لتحقيق ما عجز عن تحقيقه في الأيام الماضية، وإن شاء الله سيصاب بالخيبة مجددا، ولن يحصل على أي إنجاز”.
وأشار إلى أن”المقاومة ما زالت على جهوزيتها وعزيمتها العالية، وصبر وصمود أهل غزة أسطوري وعظيم، إضافة إلى ما نشهده من تحولات كبرى تحصل في العالمين العربي والإسلامي وفي العالم، كل هذه العوامل ستؤدي بالعدو إلى أن يحصد الخيبة، ولكن بالتأكيد الإنتصار لا يأتي إلا بالتضحيات والثبات والعزيمة والإرادة”.
وأكد أن “المقاومة اعلنت منذ اليوم الأول أنها تقف إلى جانب أهل غزة، تؤيدهم وتنصرهم، وإن المقاومة بعملياتها وجهادها هي إلى جانب المقاومة الباسلة والشريفة في غزة، قامت بالعديد من العمليات وقدمت عددا من الشهداء، نصرة لغزة وأهلها وللمقاومة في غزة والضفة، والمقاومة على لسان قائدها المفدى السيد حسن نصر الله قالت إن الكلمة للميدان، هذا الميدان وهذه العمليات أوقعت في عدونا خسائر بصفوف قواته وفي معداته واستخباراته وتجسسه ومستوطنيه، ولقد وصل العدو الى حالة متقدمة من الإرباك والتوتر على ما يسميه بالجبهة الشمالية”.
وأردف: “العالم يتحدث عن ضرورة عدم توسع الحرب، وتحديدا العالم المنافق الأميركي والغربي الذي يطالب بعدم توسيع الحرب، ويضغط من أجل ذلك، ألا يرى توسيع الحرب في غزة؟ ألا يرى 20 ألفاً من الشهداء والمفقودين جلهم من النساء والاطفال؟ أين يدعون كذبا ونفاقا الدفاع عن حقوق الأطفال والنساء؟ ألا تحرك ضمائرهم مشاهد الآلاف من أطفال ونساء غزة؟ كل ما يفعلونه هو الدفاع عن العدو الصهيوني. ولولا الدعم الأميركي والغربي المفتوح للكيان الإسرائيلي بالسلاح والمال والسياسة والدبلوماسية والأمن والتكنولوجيا والإعلام هل كان هذا العدو يبقى ويصمد؟”.
واعتبر أن “كل من يدعم هذا الكيان في العالم أو يسكت عن جرائمه هو شريك في دم كل طفل مظلوم وكل امرأة مظلومة حتى لو لم يشارك مباشرة في القتل. الأمة كلها معنية بالدفاع عن فلسطين ونصرة غزة، ومن يقف على الحياد أو يدعم العدو يقف في الجانب الخاطئ من التاريخ والعدالة. المقاومة في لبنان هي من الذين يؤدون واجبهم الوطني دفاعا عن لبنان، والعربي دفاعا عن الحق في فلسطين، والاسلامي والديني دفاعا عن القدس والمسجد الاقصى وعن مقدسات المسيحيين في القدس وفلسطين”.
وختم الحاج حسن: “من أهداف وحشية العدو زرع الخوف، والهدف من زرع الخوف الاستسلام والرحيل والهجرة وترك الأرض للمحتلين والتخلي عن المقاومة، ولقد مارس العدو منذ نشأته كعصابات وككيان القتل والمجازر والهمجية والتوحش، ولكن كلما زاد الأعداء فينا قتلا، زدنا في مواجهتهم إصرارا وزرعنا في قلوبهم رعبا”.
الشل
وأعرب الشل عن اعتزازه ب”صداقة وزمالة الفقيد محمد نايف العوطة في مجلس بلدية بعلبك منذ العام 2004، ولم ار منه إلا الصدق والمثابرة والحب الشديد لمدينته بعلبك، لقد كان مثالا للأخلاق والصدق والشفافية، فهو المحب والمتابع لشؤون ومشاكل بعلبك الانمائية، أعطى كل ما يستطيع من أجل خدمة أهل المنطقة ومتابعة متطلباتهم على مدى 19 عاما، وترك فراغا كبيرا بغيابه. وإنه لحدث جلل بأن نفقد في أسبوع واحد شقيقين عزيزين كانا مثالاً للجهاد في كل الميادين”.
العوطة
وألقى علي محمد نايف العوطة كلمة العائلة، فتوجه بالشكر إلى المواسين، وقال: “قهر الله سبحانه وتعالى عباده بالموت، ولكننا نسلم بمشيئته، ونعاهد بالعرفان والوفاء الفقيدين اللذين تركا لنا الإرث الطيب”.