نظمت نقابة محرري الصحافة اللبنانية اليوم، في مقرها في الحازمية، دورة تدريبية مكثفة للمراسلين والصحافيين حول كيفية الوقاية والسلامة خلال التغطية للمعارك الحربية، حاضر فيها الزميل سلطان سليمان ومدتها ثلاث ساعات، في حضور نقيب المحررين جوزف القصيفي وعدد من أعضاء مجلس النقابة.

القصيفي

بعد الوقوف دقيقة صمت عن ارواح الشهداء في فلسطين ولبنان، استُهل اللقاء بكلمة للقصيفي قال فيها: “أهلا وسهلا بكم في نقابة المحررين التي هي نقابتكم. هذه النقابة، منذ وقوع طوفان الاقصى والحرب المستمرة على فلسطين والضفة الغربية، والتي طاولت شراراتها جنوب لبنان ونشهد يوميا فصلا من فصول المواجهات العنيفة والصد المنيع الذي يقوم به المقاومون في جنوب لبنان للاعتداءات، نرى انه يقع على الصحافيين وعلى الاعلام مسؤولية كبيرة جدا بالاضاءة على هذه الجرائم التي ترتكب”.

اضاف: “ان الاعلام العربي واللبناني، أبلى البلاء الحسن في تغطية المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني والتي قضت مضجعه وساهمت مساهمة كبرى في تأليب الرأي العام الدولي في كل انحاء العالم حتى في الولايات المتحدة الأميركية نفسها، وقد ازعجت إسرائيل الى درجة انها اتخذت قرارا في الكابينت بأن تتعامل مع الصحافيين والاعلاميين الذين يتولون تغطية ما يحصل على الارض كما تتعامل مع من يواجهها في الميدان، اي من دون رحمة وما يعني القتل المتعمد”.

وتابع: “في حوزتي معلومات وتقارير تؤكد ان إسرائيل تتعمد قتل الصحافيين والمصورين لمحو اي اثر من آثار الجرائم التي ترتكبها. والمعروف ان المجرمين عندما يقدمون على قتل احدهم يعملون ايضا، على ازالة ومحو كل اثر لجريمتهم حتى انهم يقتلون الحيوانات الاليفة اذا كانت موجودة لان لها عيون تراقب وترى. لذلك فإن إسرائيل تريد ان تمحو كل اثر وتحطم كل عدسة وتشل كل يد تحمل قلما لتضيء على جرائمها الموصوفة ضد الإنسانية”.

وختم: “المعروف ان إسرائيل تحارب على جبهتين: جبهة لشل المقاومة الفلسطينية في الداخل وضربها وإنزال اشد الخسائر بها لمنعها من ان تواصل نضالها في سبيل استعادة الحق في فلسطين، وجبهة ثانية هي استهداف الصحافيين والإعلاميين وقتلهم بأبشع الوسائل. هذا يعني ان إسرائيل وما تقوم به هو جريمة موصوفة لا تطاول المدنيين والابرياء فحسب في غزة وفي الضفة الغربية وفي الجنوب اللبناني، بل تطاول الاعلاميين لان الاعلام هو سجل اللحظة وسجل الوقائع وهي تريد ان تطمس هذا السجل وألا تجعله موجودا لئلا تدان عندما يكتب التاريخ في المستقبل“.

سليمان

ثم بدأت الدورة التدريبية مع سليمان الذي قال: “أرحب بالاعلاميين الموجودين معنا، وسنتحدث اليوم عن تجربتي الطويلة في تغطية الحروب مع وكالة رويترز او مع المؤسسة اللبنانية للإرسال. اولا، لقد خضعت لدورتين في مجال تغطية الحروب في بريطانيا، لمدة اربعين ساعة، بإشراف ضباط متقاعدين في البحرية البريطانية. كما شاركت في تغطية حروب عدة على مرّ السنوات، وسأشارككم في الضروريات المتوجبة على كل مراسل حربي”.

اضاف: “على كل مراسل متوجه الى تغطية اعلامية على جبهة حربية ان يستعد اولا، وان يخضع لدورات تدريبية للإسعافات الاولية ويجهز عدة الإسعافات التي تتضمن حبوبا لآلام الرأس وغيرها من الادوية، اضافة الى مراهم للحروق وضمادات الخ”.

وتابع: “ثانيا عليه ان يجهز سيارة صالحة للسير لا اعطال ميكانيكية فيها وعليها شارة الصحافة” بوضوح. كما عليه ان يرتدي الجاكيت المضادة للرصاص والشظايا، اضافة الى خوذة خاصة ومكتوب عليهما صحافة”.

وأشار الى أن “على الصحافي المتابع والمراسل ان يحصل على مصادر قوية للمعلومات خصوصا وان الجبهة الحالية تمتد من الناقورة الى شبعا على مساحة 105 كلم، ويمكن ان تكون المصادر مخابرات الجيش او المقاومة او البلديات والمخاتير او حتى ابناء البلدات. ويجب على كل مراسل بناء جسور ثقة مع المصدر للحصول على معلومات صحيحة مئة بالمئة“.

ولفت الى أن “على المراسل تأمين مستلزمات البقاء مثل الغذاء والالبسة المناسبة لكل طقس اضافة الى علبة الاسعافات والادوية المناسبة“.

وقال: “من الطبيعي ان يشعر المراسل بالخوف خلال التغطية فهو شعور انساني لا ارادي، وعليه ان يدرب نفسه ليسيطر على خوفه ويحمي نفسه. كما عليه ان يخضع لدورات تدريبية لمعرفة نوعية الاسلحة المستخدمة في الجبهة لان اسلحة القتال في الشوارع تختلف عن المستخدمة على الجبهات، فهناك اختلاف بين غارات الطائرات الحربية وبين الالغام والقنابل العنقودية وسرعة الرصاصة او القذيفة، لذا على المراسل ان يتدرب جيدا وان يكون انانيا لمعرفة كيفية حماية نفسه اولا ومن ثم مساعدة الفريق الذي يرافقه لاحقا”.

اضاف: “على كل مراسل ان يحافظ على وسائل الاتصال معه وان يحتاط ويحمل هاتفين جوالين على الاغلب، اضافة الى الحصول على هاتف الثريا، الذي يعمل على الساتلايت لانه مهم جدا في حال تعطل شبكات الاتصال من اجل استمرار التواصل مع مكان العمل، اضافة الى الاحتفاظ الدائم بأرقام هواتف الطوارىء والصليب الاحمر والدفاع المدني ومخافر الدرك في المنطقة وارقام الجيش واليونيفيل”.

وختم: “مع ان الحذر لا يمنع القدر، يبقى على المراسل في حال حصول اصابات مباشرة امامه، ان يفرض خبرته ويتفاعل مع الخبر بدلا من ان ينفعل ويتابع عمله مع الإتصال بالإسعافات لنجدة فريقه“.

Share.
Exit mobile version