خاص – انفينيتي نيوز

بعد ارتفاع الأسعار الجنوني الذي تشهده كافة السلع، وغياب الرقابة إلا أمام كاميرات الإعلام في بعض المرات المحدودة، خصوصاً في ظل الغش الحاصل في الأسعار في كافة المحلات التجارية وتسعير السلع أعلى من معدل سعر صرف الدولار، قرر وزير الإقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام حلّ الموضوع بالدولرة الذي أتى ساعقاً لمواطن بات دخله لا يكفيه بدل نقل في ظل إرتفاع سعر البنزين إلى ما يفوق المليون ليرة. حل ّ الوزير الملك المعضلة بعد حلّه الكثير من القضايا العالقة في ما يخص الأسعار برفعها مثل ما نشهد في سعر الخبز كل حين، منصفاً التاجر على حساب المواطن.

على كلٍّ لن تكون ربطة الخبز بعيدة بعد فترة عن موضوع الدولرة الذب طالب فبه الأسبوع الماضي تجار المحروقات للحفاظ على رأسمالهم وعدم تكبدهم الخسائر على حد تعبيرهم.
يقول سلام أن الهدف من دولرة الأسعار نزع الحجة من أيدي التجار بعدم خفض أسعار السلع مع أي انخفاض للدولار على قاعدة “اشترينا على الغالي”، ويؤكد أنه اتخذ القرار لصالح المستهلك لكن هناك اشكاليات عديدة من شأنها أن تجعل دولرة الأسعار مقاربة رافضي الدولرة، خصوصاً في ظل انعدام الرقابة على السوبر ماركت.

في ظل بلد يتقاضى 60% من مواطنيه أجور بالليرة اللبنانية، هل تعتبر خطوة الدولرة إيجابية؟
يقول الخبير الإقتصادي الدكتور محمد موسى، “لا يختلف إثنان على أن الدولرة هي عامل سلبي لأي إقتصاد وطني، بمجرد الحديث عن عملة جديدة تشارك العملة الوطنية للبلاد وتزاحمها بالشكل العام، والأكثر سلبية عدم ضمان أن لا تنتشر هذه الدولرة أكثر”، ولفت إلى أن تأثيرها السلبي بالمباشر على الناس الذين يتقاضون أجورهم بالليرة ولو كان جزءا منها بالدولار، كما تعتبر مخالفة برأي العديد من القانونيين لقانون النقد والتسليف، وقانون حماية المستهلك. وبالتالي الدولرة هي أداة سيئة لاي اقتصاد بالمباشر، بالرغم من أن الإقتصاد اللبناني يعتبر مدولر جزئياً منذ أوائل التسعينات ولكنها باتت ظاهرة غير صحية تجاه الإقتصاد.

وأوضح موسى أن هذه الخطوة ستنعكس على اللبنانيين وعلى الأسعار، متسائلاً “من يضمن سعر صيرفة الذي بات يتحول باليوم الواحد 10%، وبالتالي من يضمن أستقرار أسعار السلع في السوبر ماركت وكيف لوزارة الإقتصاد بعدد قليل من المراقبين أن تراقب كل السوق اللبنانية، في ظل خفّة اللبناني بالقفز فوق القانون. وأضاف أن الإنعكاس الأكبر سيكون على الأسعار مباشرة لشريحة كبرى ما زال دخلها بالليرة اللبنانية وتتأثر بأسعار الصرف، فكيف ستتعامل مع الدولرة؟

 فوائد الدولرة
يتابع دكتور موسى الحديث عن الدولرة، مؤكداً أنها تجعل الإقتصاد أكثر مرونة لجهة تحديد السعر وتحديد السقوف في حال وجود رقابة صارمة، تضمن أن يكون هامش الربح معروفاً، كما أنها تحدث استقرارا في الإقتصاد. لكن في المقابل، من أين سنأتي بالدولار، فهي ليست عملتنا ولا نطبعها، إضافةً إلى تشكيله أداة عجز بالنسبة للحاجة إلى الدولار، مما يحدث عجزا في ميزان المدفوعات، ناهيك عن أنه من أين سنأتي بهذه العملة الصعبة، مما سيزيد الطلب عليها أي سترتفع أكثر، مما سيضرب بالصميم حياة المواطن اللبناني.

إذا في البداية ستكون الدولرة إيجابية لكنها ستكون مدخلا لتغيرات كبرى على المستوى الإقتصادي اللبناني وستحدث فرقا في حياة المواطنين وقد تكون مدخلا للثورة الإجتماعية التي يتحدث عنها الجميع.
 

Share.
Exit mobile version