لفتت الصحيفة في مقال للكاتبة لينا فخر الدين  ، الكثير من الشبهات تحوم حول هذه الطائرات، وخصوصاً أن بعضها لم يسبق له أن استخدم القواعد الجوية العسكريّة في لبنان، فضلاً عن قيام طائرات عسكريّة أميركية بالهبوط في مطار بيروت الدولي بعد إطفاء إشاراتها لمنع تعقّبها، ما يطرح علامات استفهام حول أسباب طبيعة مهماتها!

كما اشارت “الاخبار” الى ان 32 طائرة عسكرية هبطت في مطار بيروت الدولي وقاعدة حامات العسكرية الجوية، بين الثامن من تشرين الأول الماضي والعاشر من تشرين الثاني الجاري، بمعدل طائرة يومياً. وبعض هذه الطائرات من النوع الضخم، ما يثير تساؤلات حول طبيعة هذا النشاط المستجدّ، بأبعد ممّا يتم ترويجه عن أنه يتعلق بإخلاء السفارات أو تعزيز إجراءاتها الأمنيّة، وخصوصاً أنّ الواضح حتى الآن أنّ سفارتَين أجنبيّتَين (كندا وألمانيا) فقط تقدّمتا بطلبات إلى قيادة الجيش للاستحصال على موافقة لتعزيز إجراءاتها الأمنيّة.

أمّا أكثر علامات الاستفهام، تابعت كاتبة المقال،  فترتسم حول حركة الطائرات الأميركيّة (6 في مطار بيروت و3 في حامات)، بينها 5 طائرات عسكريّة من طراز CN35 حطّت في مطار بيروت بين 21 تشرين الأوّل و9 الجاري بعدما تقصّدت إطفاء إشاراتها (ADS-B) لعدم ترصّدها من قبل أجهزة تعقّب الطائرات، وأهمها تطبيق Flighradar24، في خرقٍ واضح لقوانين الطيران التي تراعي السلامة العامّة، وما يُعرّضها للحوادث مع الطائرات المدنية في المجال نفسه.

الى ذلك ووفق خبراء، فإن الطائرات عادةً لا تقوم بإطفاء إشاراتها إلا في حال قيامها بعمليات عسكرية كما هي الحال مع طائرات العدو الإسرائيلي عندما تقصف أهدافاً في سوريا. ويؤكد مدير موقع Intel sky طلال نحلة أنّه لم يسبق أن قام سلاح الجو الأميركي بإطفاء إشارته، إذ إن الطائرة التي أقلّت الرئيس الأميركي جو بايدن، مثلاً، في زيارته لكيان العدو الشهر الماضي لم تفعلها، ولا حتى الطائرة العسكرية التي نقلت وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في جولاته الأخيرة على المنطقة. أكثر من ذلك، يؤكد نحلة أنّه حتى الطائرات التي تقوم بمهام تجسّسية واستطلاعيّة في الأجواء السورية أو تلك التي تنقل شخصيات قياديّة في FBI وCIA إلى المنطقة، لا تُطفئ إشاراتها، ويمكن رصدها على شاشات الرادارات! وهذا ما يطرح تساؤلات عن أسباب السريّة التي أحيطت بهذه الرحلات، وخصوصاً أنّ هذه الطائرات انطلقت من أميركا وتنقّلت بين لبنان وقاعدة أكروتيري العسكرية الخاضعة للسيادة البريطانية في قبرص. وهذه القاعدة تحديداً شهدت حركة طائرات عسكريّة ناشطة منذ بدء الحرب على غزّة وتحوّلت إلى ما يُشبه جسراً جوياً إلى تل أبيب. ويذهب نحلة إلى الربط بين الطائرات الأميركية التي تنقّلت بين لبنان وأكروتيري والطائرات الهولنديّة التي نشطت بين لبنان والقاعدة العسكريّة في بافوس، وخصوصاً أنّ القاعدتين، بافوس وأكروتيري، تقعان في البلد نفسه (قبرص) وتبعد إحداهما عن الأخرى مسافة أقل من 20 دقيقة.

وكان يفترض أن تهبط في مطار بيروت «بشكل سرّي» 6 طائرات أميركية، إلا أن اثنتين ألغتا رحلتيهما إلى بيروت في 27 تشرين الأوّل الماضي و4 تشرين الثاني الجاري، فيما قدمت البقية من قاعدة أكروتيري. وحطّت 4 طائرات عسكريّة أُخرى في لبنان، 3 منها في قاعدة حامات، إضافة إلى طائرة من طراز «Dornier C-146A Wolfhound» لم تزر لبنان منذ أكثر من عامين، وهي مخصصة للتدريبات المشتركة بين الجيشين اللبناني والأميركي. وقد تنقّلت هذه الطائرة التي حطّت في مطار حامات في 29 تشرين الأوّل الماضي بين حامات وقاعدة موفق سلطي في الأردن (مرتين) ولارنكا وقاعدة خانيا الأميركية في جزيرة كريت اليونانية. ويشرح نحلة أنّ هذا الطراز من الطائرات صغير الحجم، وهي تابعة للقيادة الوسطى في الجيش الأميركي وغير معدّة لنقل العتاد والإمدادات العسكريّة، معتقداً أنّها كانت تنقل شخصيّة مجهولة الهوية.

وبحسب كاتبة المقال فانه رغم حركة الطائرات العسكريّة الأجنبيّة الناشطة إلى لبنان، إلا أنّه لا شيء يثير الريبة بالنسبة إلى الجيش اللبناني الذي يُحاول وضع هذه الحركة في سياق طبيعي.

ويؤكد مسؤولون عسكريون أن هذه الحركة «طبيعيّة». وينفي هؤلاء أنّ تكون ماهيّة هذه الطائرات أو حمولتها «سريّتَين»، ويؤكّدون أنّ هناك «برنامجَ طيران سنوياً يتمّ الاتفاق عليه بين جيوش العالم لضمان هبوط الطائرات في المطارات العسكريّة أو حتّى المدنيّة»، شارحين أنّ أيّ طائرة عسكريّة تُريد الهبوط في لبنان تعمد إلى تبليغ القيادة الجويّة اللبنانيّة مُسبقاً للحصول على إذنها».

 الى ذلك فانه ضمن حركة الطائرات العسكريّة النشطة، تثار أكثر علامات الاستفهام حول طائرة Airbus A400M Atlas البريطانيّة لنقل العتاد والعديد، وهي الوحيدة التي أتت من أربيل إلى القاعدة البريطانيّة في أكروتيري، ثم حطّت في قاعدة حامات قبل أن تنتقل إلى أكروتيري لبعض الوقت لتعود وتحطّ في مطار اللدّ في فلسطين المحتلة. ويُفسّر نحلة هذا المسار بأنّه فعلياً من لبنان إلى تل أبيب، مذكّراً بأنّ كل الطائرات الديبلوماسيّة التي تُريد الانتقال من مطار بيروت إلى تل أبيب عليها أن تحطّ في بلدٍ وسيط قبل التنقّل بين البلدين، وهو ما حصل مثلاً مع الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين أخيراً.
Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version