متفرقات

قلعة بعلبك بلا “درع أزرق”… لماذا ولأي هدف؟

أصدر وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى أمس الاول ، قرارا بإزالة لائحة تحمل شعار “الدرع الأزرق Blue shield ” جرى وضعها خلال النهار على جدار في قلعة بعلبك من قبل أحد الموظفين فيها عملاً باتفاقية دولية لحماية الممتلكات الثقافية خلال النزاع المسلح”، مبرراً قراره بأن “الفظائع في غزّة أثبتت ان مثل هذه “الدرع” لا تحمي شيئاً، ما يحمي لبنان وشعبه والأملاك الخاصة والعامّة فيه هو جيشنا الباسل ومقاومتنا المقتدرة، درعنا الحصينة، التي جعلت العدو الإسرائيلي متيقناً بأن مسّه فينا سوف يجرّ عليه ويلات لا قدرة له على تحمّلها”.

وكانت المديرية العامّة للآثار بالتنسيق مع جمعية “بلادي” التي تُعنى بالحفاظ على التراث وضعت شعار “الدرع الأزرق لحماية الممتلكات الثقافية خلال النزاع المسلح” بقياس 3×5 أمتار، الأربعاء الماضي، على 22 موقعًا أثريًا، منها قلعة بعلبك، وذلك إضافة إلى شارات أصغر حجمًا كانت وضعت في عام 2019، تبعًا لإبرام البروتوكول الثاني لاتفاقية لاهاي لعام 1954 والخاص بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، بموجب القانون رقم 150 الصادر في تاريخ 15/10/2019.

ويهدف الدرع الأزرق إلى إطلاع كل الجهات المتقاتلة بأنّ هذا الموقع هو ممتلك ثقافي وبالتالي يجب عدم استهدافه أو استخدامه عسكريًا. وقد أضيفت الشارة الأكبر بهدف ضمان مزيد من الحماية.

إلا أنّ قرار المرتضى قضى بإزالة الدرع الأزرق في حجمه الكبير عن قلعة بعلبك دون سائر المواقع، كما أبقى على شارات الدرع الأزرق الصغرى على جميع المواقع بما فيها بعلبك.

فماذا يعني أن ينزع وزير الثقافة “الدرع الأزرق” في قلعة بعلبك؟

مصادر معنية تؤكد لـ”المركزية” ان عام 2006، كانت ٧٥ في المئة من المساعدات التي قدّمها “اليونيسف” وغيره للبنان من ضمن معاهدة لاهاي والبروتوكول الثاني والتي تضع الشعار الأزرق على كل المواقع الأثرية لحمايتها وتعطيها حصانة في حالات النزاع المسلح. ولبنان من ضمن أكثر من 100 دولة موقعة على الاتفاق. وفي حال تضررت وهي لا تحمل الشعار الأزرق، يسقط التصنيف عنها. وبالتالي من المهم جدا وجود الشعار لأن فعلاً عندها يمكن مقاضاة الدول. وهناك سوابق ومحاكمات حصلت في العراق مثلاً، وسُجِن أشخاص وأُعدِم أحدهم، في عهد “داعش” في العراق. وإذا فتشنا أكثر عن تهريب الآثار المسروقة وتخريب الآثار في أماكن مصنفة وتحمل الشعار الأزرق، فهي تشكل حماية دولية، خاصة ان لبنان من الموقعين والمصادقين على اتفاقية لاهاي القديمة وعلى البروتوكول الثاني للاتفاقية.

وتسأل المصادر عن المصلحة لدى الوزير لإزالة الشعار، خاصة وأنه، خلال السنوات الماضية لوضع الدرع الأزرق وحماية المواقع التراثية على الأصعدة المختلفة، كان من الداعمين والمشجعين والمتعاونين. وترجح المصادر ان يكون الوزير من خلال نزع الشعار يوجه رسالة سياسية.

يُذكر ان مشروع الدرع الأزرق مدعوم ومموّل من السفارة النروجية، لأن النروج تعتبر أنها معنية بالدرع الأزرق، وأيضاً النمسا حيث تم إطلاق الشعار الأزرق. وقد تواصلت السفارة النروجية مع المعنيين بوضع الشعار للاستفسار عن سبب إزالته، خاصة بعد نشر الوزير التويت الذي يعلن فيه إزالته الشعار.

هناك شرعية دولية معمول بها من مختلف الدول المنضوية في الامم المتحدة،فما مغزى ازالة الشعار اليوم. واين تكمن مصلحة لبنان في الخروج من تحت مظلتها؟ تختم المصادر .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce