كشفت  “يديعوت احرونوت” العبرية، أن الاحتلال الإسرائيلي يدرس مجموعة مقترحات للخروج من أزمته في عجزه عن اجتياح غزة.

وذكرت الصحيفة أن من بين الخيارات المطروحة في كواليس المسؤولين في الكيان الصهيوني، هو اعتماد “نموذج لبنان” في التعامل مع غزة.

وتوضح الصحيفة أن المقصود بـ”نموذج لبنان” هو تحديداً ما حصل في الاجتياح الإسرائيلي للبنان عندما تم إخراج قيادة ومقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات من بيروت في العام 1982، كشرط لوقف إطلاق النار حينذاك.

لكن، وللذاكرة، فإن قوات العدو الإسرائيلي لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، واجتاحت العاصمة اللبنانية بيروت بعد خروج مقاتلي منظمة التحرير وارتكبت مجزرة صبرا وشاتيلا بمساعدة الميليشيات اللبنانية المتحالفة مع العدو الإسرائيلي آنذاك.

وتقول الصحيفة إن المسؤولين في كيان الاحتلال الصهيوني يتداولون باقتراح إخراج قيادة ومقاتلي حركة “حماس” من قطاع غزة، وطبعاً ينطبق الأمر على حركة “الجهاد الإسلامي”، مقابل “الحفاظ على حياتهم وإطلاق سراح الأسرى”.

وكشف المحلل السياسي في يديعوت احرونوت” ناداف إيل أنه “خلف الكواليس في إسرائيل، تصبح الإطاحة بحماس هدفاً استراتيجياً سيستمر لسنوات. في الوقت نفسه، بدأت فكرة نموذج بيروت لخروج التنظيم من قطاع غزة تنتشر”.

ورأى أنه “في حرب السابع من تشرين الأول/أكتوبر لا يمكن لإسرائيل الاكتفاء بصورة النصر، بل إنها بحاجة إلى فوز حقيقي، فقد انتهى عصر الخدع وصورها الغنية”.

وأشار إلى “حكومة نتنياهو تتحدث بصوتين: أحدهما يعد بهزيمة حماس، والقضاء على قوتها العسكرية بالكامل وأنها لن تحكم القطاع مرة أخرى. والثاني خلف الكواليس، تبدو الوعود أكثر تحفظاً، خصوصاً أن الإطاحة بحماس تصبح في هذه المحادثات نوعا من الهدف الجوي، هدفاً سيستمر لسنوات، حيث سيتم إثبات الحقائق في الميدان، مثل أحزمة الأمان، وستكون هناك تصفيات ومداهمات”.

ورأى أن “هزيمة حماس تتحول من هدف تكتيكي مباشر، إلى استراتيجية طويلة الأمد بالنسبة لإسرائيل، وهي الاستراتيجية التي ستعمل من خلال منطقة أمنية، مع زرع الألغام على طول حدود غزة، وفرض ضغوط مستمرة، وهذا يبدو مؤسفاً ونموذج آخر من جنوب لبنان”.

واعتبر أنه “من المفيد الآن تحديد تقدير يوضح كيف سنعرف أنه تم تحييد القدرة العسكرية لحماس. على سبيل المثال، تدمير قدرته على إطلاق الصواريخ، ليس ردعه عن الإطلاق، وليس ثمناً باهظاً، بل إلغاء الخيار العسكري للقيام بذلك”.

وأشار إلى أنه “في نهاية المطاف، سيتم القبول الزاحف بأن منظمة حماس سوف تقوم، من وقت لآخر، بإدخال الجنوب بالكامل إلى نظام الدفاع المتعدد الأطراف، وفي وقت لاحق ستصل إلى وسط البلاد”.

وأكد أن “العالم أجمع يفهم الوعد الإسرائيلي على أنه أمر بسيط، سوف يتم الإطاحة بحماس خلال الفترة العسكرية الحالية، لكن للوصول إلى ذلك يجب القتال من من منزل إلى منزل في قطاع غزة، من الطابق الأعلى إلى السفلي. إنها مهمة رهيبة ستستغرق سنوات وتكلف الكثير من الدماء”.

ورأى أنه “لتجنب ذلك يتم تداول أفكار في إسرائيل والمجتمع الدولي، تهدف لتقصير العملية، وتسمح بسقوط حماس في غزة بسرعة”.

وكشف أن “الفكرة المهمة هي النظر في إمكانية خروج عناصر الجناح العسكري لحركة حماس من القطاع بموافقة إسرائيل، بمن فيهم قادتها، مقابل حياتهم والإفراج عن جميع المختطفين. وهذا هو نموذج بيروت عام 1982، حين غادر ياسر عرفات إلى تونس عقب احتلال الجيش الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية”.

وأشار إلى “هذه القضية طُرحت عبر وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة، ومنذ ذلك الحين أتيحت لها الفرصة للتقدم، كما تمت مناقشتها خلال العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى، بحضور نتنياهو الذي أبدى اهتماماً كبيراً بها وطلب مواد إضافية حول هذا الموضوع”.

واعتبر أن “خروج حماس من القطاع سيسمح بإقامة نظام آخر، يخلق ردعاً إقليمياً، ولن يتطلب اجتياحاً كاملاً، الذي سيكلف أرواح الجنود والكثير من الوقت”. إلا أنه استدرك بأن هناك أيضاً الكثير من المشاكل في الاقتراح، لاسيما أن المعضلة ليست في قيادة حماس فقط، إذ يجب على الآلاف من الناشطين أن يغادروا، ويجب أن تختفي الأنفاق والمصانع الحربية والصواريخ”.

Share.
Exit mobile version