محطتان بارزتان ستطبعان الاسبوع السياسي الداخلي. الاولى يوم الاربعاء مع زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى بربرا ليف لبيروت للقاء كبار المسؤولين السياسيين وقائد الجيش العماد حوزف عون ونقل رسائل الادارة الاميركية في شأن الحرب المدمّرة في غزة وخطر تمددها الى لبنان، والثانية يوم الجمعة مع اطلالة طال انتظارها لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله تم الاعلان عنها قبل ستة ايام، بعدما ازدحمت الاسئلة حول اسباب انكفاء اطلالاته في زمن كهذا. وبين المحطتين ايضا زيارة لوزير الدفاع الفرنسي الذي يحط في لبنان بعد غد لتفقد كتيبة بلاده في قوات اليونيفل بعدما تعرض مقر قوات الطوارئ للقصف واصيب احد الضباط.
توتر جنوبا: ووسط ترقب لما ستفرزه المحطات هذه، استمرت جبهات المواجهة على حالها وبالوتيرة اليومية نفسها وسيطر التوتر على الحدود الجنوبية. وعشية كلمة حسن نصرالله ، أعلن الجيش الإسرائيلي أن “كل خلية يرسلها حزب الله إلى السياج الأمني أو تطلق الصواريخ ستتم تصفيتها”. صباحا، قصفت المدفعية الاسرائيلية منظقة اللبونة التي شهدت تصاعدا للدخان الذي خلفته القذائف في رأس الناقورة. وظهرا، نفذت مسيرة اسرائيلية غارة جوية على احد المنازل في بلدة عيتا الشعب، في وقت عاود الجيش الإسرائيلي استهداف شبعا وبسطرة بالقذائف الفوسفورية ملقيا ايضا قنابل مضيئة. وبعد الظهر، قصفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدة بليدا قضاء مرجعيون. كما سقط صاروخ في منطقة خالية بين عيناتا وكونين للمرة الاولى منذ اندلاع المعارك جنوبا. واعلن حزب الله “اننا إستهدفنا ظهر اليوم التجهيزات الفنية والتجسسية لموقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة وحققنا فيها إصابات مباشرة إضافة الى إستهداف دشمه وحاميته”. واعلن ايضا استهداف “التجهيزات الفنية لموقع المطلة بالأسلحة المناسبة وحققنا فيها اصابات مباشرة”. وعصرا استهدف الحزب ثكنة برانيت الإسرائيلية بأربعة صواريخ موجهة واصابت الموقع إصابة مباشرة لترد المدفعية الاسرائيلة بقصف خراج بلدة عيتا الشعب ورامية.في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي: هاجمنا بنية تحتية لحزب الله في لبنان، بعدما أطلق مسلّحون النار على موقع إسرائيلي على الحدود اللبنانية. وسجل قصف إسرائيلي صاروخي على محيط العديسة وعلى كفركلا، كما تم اعتراض صواريخ في سماء منطقة نهاريا شمالي إسرائيل. ودوت صفارات الإنذار في شلومي والجليل الغربي على الحدود مع لبنان. الى ذلك، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: بتاريخ 30/10/2023، نتيجة عمليات المسح والتفتيش لمناطق إطلاق الصواريخ نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، عثرت وحدات من الجيش على 21 منصة إطلاق صواريخ في مناطق وادي الخنساء والخريبة – قضاء حاصبيا والقليلة – قضاء صور، واحدة منها تحمل صاروخًا معدًّا للإطلاق، وعملت الوحدات المختصة على تفكيكه.
ارتدادات خطيرة: وسط هذه الاجواء، وفي وقت تتكرر عمليات إطلاق صواريخ من جنوب لبنان مع إعلان فصائل فلسطينية مسؤوليتها عن عمليات الإطلاق، أكدت مصادر عسكرية لـ”المركزية” أنّ الاستمرار في هذه العمليات من قبل الفصائل الفلسطينية، سيكون له ارتدادات سلبية خطيرة جدا على الاستقرار في الجنوب وفي لبنان عمومًا، إضافة إلى التسبب بتداعيات لا تحمد عقباها على أهالي المناطق الجنوبية. واشارت المصادر إلى أن الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب تكثف عمليات المسح بهدف كشف مواقع إطلاق الصواريخ وتفكيكها بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
في عين العاصفة: في المواكبة السياسية لما يحصل جنوبا، اعتبر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي العائد من قطر، أن لبنان في عين العاصفة ونسعى لتجنيبه الحرب، وقال: نطالب بوقف الاستفزازات الإسرائيلية على الحدود والشعب اللبناني لا يريد الحرب، واذا دخل لبنان هذه الحرب فلن يقتصر الأمر عليه وستكون المنطقة في حالة فوضى. وأكد ميقاتي في حديث تلفزيوني أن قرار الحرب بيد إسرائيل إذا واصلت خرق الحدود والانتهاكات.
التهديد لا يفيد: الى ذلك، التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب السفير الروسي ألكسندر روداكوف، ثم السفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا. واكد بوحبيب في إتصال هاتفي مع وزيرة خارجية أستراليا بينيلوبي وونغ ان “التهديد الاسرائيلي بضرب وتدمير لبنان لا يفيد”. وسأل “كيف تستفيد اسرائيل من القتل الجماعي للمدنيين الفلسطينيين؟ الا يزيدهم ذلك رغبة بالقيام بردة فعل والدفاع عن انفسهم؟”. وشدد بوحبيب على “ضرورة ان تتوقف الحرب الاسرائيلية”. وقال “توافقت مع وزيرة خارجية أستراليا على ضرورة دعم المسار الديبلوماسي للوصول الى حل الدولتين”.
لقاءات بري: بدوره، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة السفير الروسي، حيث جرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة في ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة . كما عرض الرئيس بري ايضا المستجدات السياسية والميدانية وشؤونا تشريعية خلال استقباله وفدا من كتلة تجدد النيابية ضم النواب فؤاد مخزومي، اشرف ريفي وأديب عبد المسيح . بعد اللقاء قال مخزومي “نؤكد على جو المصارحة الذي ساد اللقاء، وقد أعتبرت الكتلة ان التشديد الدائم للرئيس بري على ان لبنان تحت سقف الشرعية الدولية هو الموقف الطبيعي والمطلوب لمنع إنزلاق لبنان الى تحمل تبعات الحرب. إنطلاقا من ذلك نعتبر ان التشديد على مظلة قرارات الشرعية الدولية وتحديداً القرار 1701 يتطلب استكمال تطبيق هذا القرار الواضح بكل بنوده والذي لا مكان فيه لإي إجتهاد. فالمطلوب ان يتسلم الجيش اللبناني بالتنسيق مع قوات الطوارئ الدولية مسؤولية ضبط الحدود وإسترجاع القرار السيادي للدولة ما يؤمن حماية لبنان أولاً من مخاطر الحرب والدمار” .
“من كيسو” : في المواقف ايضا، أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن “الجيش اللبناني لديه الدور الأساس عند الحدود من عرسال إلى القاع وصولا إلى شدرا ولديه أيضا الدور في الأمن الداخلي لذلك هو الضمانة الأساسية للبنان، وباعتقادي ألا حلّ آخر سوى التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون لسنة وهذا واجب لكي لا نصل إلى فراغ أمني في ظل الأوضاع التي نحن فيها”. أضاف في حديث اذاعي: سيكون هناك إجتماع اليوم للهيئة التنفيذية في حزب “القوات اللبنانية” سيُبت في خلاله موضوع التمديد لقائد الجيش وامكانية حضور جلسة نيابية في هذا الإطار. اما عن انتقاد رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل دعوة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لتطبيق القرار ١٧٠١، فقال بو عاصي “هيدا الصبي الفاشل في الكهرباء والخارجية والاتصالات “إذا بدو يرضي حزب الله خللي يرضيّ من كيسو وليس من كيس 4 ملايين لبناني”، لافتاً إلى أن “باسيل “مستقتل” لكي يكون هو رئيس الجمهورية أو أن “يأتي الرئيس على ايدو”، وهو لم يطلب موعدا مع معراب خلال جولاته الأخيرة لأنه يعرف جيدا أننا لن نستقبله .”
مجلس وزراء: على صعيد آخر، أعلنت الامانة العامة لمجلس الوزراء أن المجلس سيعقد جلسة عند الساعة العاشرة من قبل ظهر يوم الاربعاء، في السراي الكبير.
لجنة المال: اقتصاديا، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان تابعت فيها درس الفصل الثالث من مشروع موازنة 2024 المتعلق بالتعديلات الضريبية، بحضور وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل. واقرت اللجنة المواد 23 الى 43 وعلقت الـ44 والـ45 من الفصل الضريبي المتعلقتين بالرسوم القضائية والسياحية، مطالبة بحضور وزارتي السياحة والعدل في جلسة مقبلة. وطالبت لجنة المال بحضور حاكم مصرف لبنان بالانابة جلسة لجنة المال للاطلاع منه على ما يتعلّق بسعر الصرف وطريقة احتسابه للرسوم والضرائب. واشار كنعان عقب الجلسة الى ان “الوضع الاقتصادي الصعب لا يجب ان يغيب عن ذهننا عند الحديث عن رسوم وضرائب والعدالة الاجتماعية تقتضي التمييز بين المكلفين بالضرائب ومن يتوجب عليهم الرسم نسبة لمداخيلهم وحجم اعمالهم”. واشار كنعان الى “الدعوة الى جلستين الاسبوع المقبل، الاثنين والاربعاء، لاستكمال النقاشات، ونحن نعلم مدى صعوبة الظروف التي نعمل في ظلّها، ولكن ذلك لا يجب ان يمنعنا من القيام بواجباتنا تجاه البلاد والناس وتأمين استمرارية الدولة ومؤسساتها ومرافقها”.