نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعده أندرو روث من واشنطن، قال فيه إن عملية تفجير أجهزة اتصالات لاسلكية (بيجر) في لبنان، والتي أدت لمقتل أحد عشر شخصا وجرح المئات إن لم يكن الآلاف، تعتبر ضربة كبيرة للجهود الأمريكية لمنع الحرب بين حزب الله وإسرائيل.
وقال إن التفجير المتتابع لأجهزة “بيجر” التي يستخدمها عناصر في حزب الله لم يأت في وقت أكثر ملاءمة لأمريكا، حيث لا تزال هناك إمكانية في زيادة التصعيد الذي تحاول الولايات المتحدة تجنبه منذ بداية الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
فقبل يوم من عملية تفجير الأجهزة، كان عاموس هوكشتاين، مستشار الرئيس الأمريكي، في إسرائيل ليحث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمسؤولين الإسرائيليين البارزين على تجنب التصعيد في لبنان. وحذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت من أن الوقت ينفد لإيجاد تسوية تفاوضية بين حزب الله وإسرائيل.
وما علينا مراقبته هو إن كانت تفجيرات “بيجر” هي مقدمة لعملية عسكرية واسعة والتي قد تستفيد من العملية التي شوهت وجرحت مئات وربما آلافا من عناصر حزب الله.
وتقول الصحيفة إن الهجمات قد تكون عطلت اتصالات حزب الله، فقد تم استخدام “بيجر” كبديل أقل خطورة عن الهواتف المحمولة، بحيث يسمح للجماعة اللبنانية بالتواصل عن بعد، وبدون أن تعرض أفرادها لهجمات بالمسيرات التي تعتبر جزءا من حملة الاغتيالات التي تقوم بها إسرائيل ضد قادة حماس وحزب الله.
واقترحت الصحافة الإسرائيلية أن العملية كانت جزءا من اختراق لسلسلة التوريد، ما سمح لعملاء الموساد بزرع متفجرات في الأجهزة قبل بيعها لحزب الله.
وكشف مقطع فيديو من جنوب لبنان التُقط في مستشفى تزدحم أروقته بالجرحى، رجلا أصيب بعينيه، مع جرح كبير غائر بجسده.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت قبل ليلة من العملية عن توسيع أهداف الحرب لتشمل الشمال مع لبنان، وإعادة المهجرين من البلدات الإسرائيلية، وهو ما يمنح نتنياهو مبررا للحرب لو قرر شن عملية برية في لبنان، وهو ما يخشاه مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون.
ورغم حديث المسؤولين الأمريكيين عن أن السلام بين لبنان وإسرائيل سيحلّ إذا توقفت الحرب في غزة، إلا أن اتفاق وقف إطلاق النار يبدو بعيدا. وسافر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن يوم الثلاثاء إلى الشرق الأوسط، وناقش وقف الحرب مع مصر التي تتوسط مع قطر بين حماس وإسرائيل، لكنه لن يزور تل أبيب نظرا لأن التفاصيل الأخيرة للصفقة لم تكتمل بعد.
وقد تخسر الولايات المتحدة وسيطا محتملا، وهو غالانت. حيث ذكرت تقارير أن نتنياهو يفكر باستبداله بجدعون ساعر، زعيم حزب الأمل الجديد المتطرف، والذي يعتبر أكثر تشددا. وكانت الولايات المتحدة تأمل بأن تؤدي فترة الهدوء حول إسرائيل لتحقيق اختراق في المفاوضات، حيث يقوم الوسطاء بنقل الرسائل بين حماس وإسرائيل.
وقد تهشمت فترة الهدوء هذه، بفعل حيلة مذهلة، وقد تعهد حزب الله بالرد. ومع تعرض حماس والحزب لضغوط غير عادية، حذرت الولايات المتحدة إيران الداعمة للجماعات من التصعيد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر: “نحث إيران على عدم استغلال أي حادث لمحاولة إضافة المزيد من عدم الاستقرار وزيادة التوترات في المنطقة