اللبناني بحالة ترقب وانتظار، الكل يسأل هل دقت ساعة الحرب؟
مشاهد 2006 ما زالت ترتسم في الذاكرة، لذلك الجيل الذي عاش يوميات 33 يوماً بأيامها ولياليها، وبقصة تلك الغارات العدوانية التي خطفت أرواحًا بريئة.
الكل يعرف تاريخ العدو الإسرائيلي الدموي، فهو يحترف القتل وارتكاب المجازر حتى في الزمن الذي لم يكن فيه حركات مقاومة تواجه، العدو بنى ايديولوجيته على القتل والعنصرية البغيضة.
اليوم، وأمام المشهد الغزاوي المؤلم، والذي لا يتصوره عقل، من خلال القتل الجماعي وارتكاب الفظائع، يزداد منسوب الخوف والقلق لدى المواطن العادي، الذي يعيش في بلد تجتاحه كل أنواع الأزمات، وبات المواطن خاسراً لكل شيء، والدولة منهارة، والسلطات فارغة، وفي كل يوم نسمع بتحليل جديد بأن الحرب “قربت”.
في المنطق الأمني، الحرب تحصل حينما تتعطل لغة الدبلوماسية، وتفشل محاولات وقف العدوان، واليوم أمام التعنت “الإسرائيلي” تبدو الحرب حاصلة لا محال، وما نشهده يوميًا في القرى الجنوبية الحدودية يبدو وكأنه “بروفا” لما هو آت.
على اللبناني اليائس أن ينتظر أسوأ الاحتمالات، فالوضع بعد 7 تشرين الأول يوحي بمشهد مختلف للمسلسل، والحرب قد تكون الشر الذي لا بد منه، وقد تكون مقدمة لتسوية ما، وقد تكون حرب خاطفة تحمل في مدلولها تطورات جديدة، العالم قد يتغير من بعدها وتولد معادلات جديدة.
“إسرائيل” اليوم مختلفة عن “إسرائيل” الأمس، بكل تأكيد قادرة على التدمير والقتل، ولكن التاريخ يقول بأن هذا وحده لا يكفي كي تربح.
الحرب قد تكون أقرب مما نتصور، والأقل خوفاً والأكثر إصراراً هو الذي سيربح، وبعيدًا عن الشعارات فلنتحضر لها، ولندرك أنها مفروضة على لبنان فرضاً.
يقول المفكر والفيلسوف اليوناني أفلاطون “فقط الميت يشهد نهاية الحرب”، أما القائد الفرنسي نابوليون بونابرت فيقول “في الحرب كما في الحب لكي ينتهي الأمر لابد من مقابلة مباشرة”. أما السياسي الكوبي خوسيه مارتي فيقول “مجرم من يخوض حرباً يمكن تفاديها، ومجرم من لا يخوض حرباً لا يمكن تفاديها”، وهذا يعني الحرب لا نهاية لها منذ ولدت البشرية، وستستمر حتى نهاية الحياة.