شو الوضع؟ الحركة الدبلوماسية الدولية تتكثّف في موازاة استمرار “ستاتيكو” الحرب… رسائل سياسية نارية لباسيل في كل الإتجاهات!
مع تواصل عدّاد “حرب تشرين” الفلسطينية التي تحوّلت إلى اندفاعٍ تدميري إسرائيلي، تقدمت الحركة الدبلوماسية الدولية في المنطقة، على حساب العمليات الحربية. ذلك أنَّ سلسلة من العوامل تزيد من تعقيدات الجنون الإسرائيلي باقتحام بري لغزة وتهجير الفلسطينيين منها.
ففي الجانب العسكري، هناك صعوبة بالغة في اقتلاع بنية “حماس” التحنية العسكرية، مع امتلاكها وشقيقاتها في الفصائل المقاوِمة كل عناصر القتال حتى الرمق الآخير. أما لجهةِ الطموحات العالية السقف لتحقيق الحلم الإسرائيلي المستمر بالترانسفير، فإنَّ مخاوف دول الطوق ولا سيما الأردن ومصر، هي حُكماً أقوى حاجز في وجه مخططات نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف. وقد أتى الموقف المصري جازماً لجهة رفض استقبال ولو نازح واحد من غزة، لإقفال كل الأبواب أمام حلم التهجير، استناداً إلى ركائز الأمن القومي لمصر التي لم تشفَ بعد من استخدام سيناء لضرب المؤسسة العسكرية وتحقيق تصفية القضية الفلسطينية على أرضها.
توازياً، تتواصل التحركات الدبلوماسية والساعية إلى فتح باب للتفاوض مع “حماس”، التي لا تزال تقاتل وفق استراتيجية “النفَس الطويل” وعدم امتلاك أي شيء للخسارة في ظل الإستباحة الإسرائيلية الكاملة للفلسطينيين. وضمن التحركات الدبلوماسية الدولية، وصلت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى بيروت، في الوقت الذي تحدثت فيه معلومات عن إمكان زيارة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل هذا الأربعاء، على أثر وصول وزير الخارجية أنطوني بلينكن وبدئه اجتماعات مع بنيامين نتنياهو. كما لفت التحرّك الروسي المكثف على الخط من خلال سلسلة اتصالات سياسية أجراها الرئيس فلاديمير بوتين وشملت الرئيس السوري بشار الأسد، على أن يتصل بنتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في وقت أعلن الكرملين أن روسيا تطالب بإطلاق تسوية سياسية بعد وقف النار.
ميدانياً، تواصلت الغارات الإسرائيلية والرشقات الصاروخية الفلسطينية على مدن إسرائيلية وتجمعات عسكرية، أما الجنوب اللبناني فبقي هادئاً في شكل حذر حتى فترة بعد الظهر، على أثر يومٍ متوتر جداً في ظل الضربات المتبادلة، والتي أدت إلى مقتل أحد عناصر جيش الإحتلال الإسرائيلي.
سياسياً وفي المواقف اللبنانية الداخلية، شكلت مناسبة 13 تشرين التي أحياها التيار الوطني الحر بمشاركة الرئيس العماد ميشال عون، مناسبةً وجّه فيها الوزير جبران باسيل سلسلةً من “الرشقات” النارية في كل الإتجاهات. فقد جمع رئيس “التيار” بين تشرين اللبناني وتشرين الفلسطيني الدامي، بتأكيد أحقية القضية الفلسطينية في الدولة الفلسطينية والإستقلال ورفض منطق القوة الإسرائيلي، لكن بموازاة تشديدٍ على حماية لبنان وعدم توريطه. ولم ينسَ باسيل التحذير من القفز إلى استنتاجات متسرعة في ملف الغاز، مذكراً بمعادلة “لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا”.
وفي الموقف الداخلي استذكر باسيل تفوق رمزية 13 تشرين على تحريك 17 تشرين وكيفية استخدامها في وجه الرئيس عون والتيار الوطني الحر، منبّهاً من استمرار التعاطي مع رئاسة الجمهورية بمنطق الهيمنة والتفكير باستغلال غزة لتكريس هذا الأسلوب، وداعياً في المقابل إلى خيارات لبنانية توافقية على أساس برنامج واضح لحل أزمة الرئاسة من دون انتظار الخارج.
وحياتياً، عاش اللبنانيون الكارثة نفسها في بدء كل شتاء، مع الطرقات التي تحولت إلى أنهر جارية طالت حتى المطار. وقد أدت كثافة الأمطار إلى سقوط مبنى في المنصورية، ما استدعى استنفار الأجهزة وتفقد وزير الداخلية المكان، دعا بعده إلى إخلاء الأبنية المجاورة، وأعلن عن ضرورة محاسبة المقصرين.