حرّض المحلل السياسي في صحيفة “هآرتس” العبرية، إسرائيل هرئيل، حكومة العدو الإسرائيلي على الاستفادة من موقف الرئيس الأميركي، وتوجيه ضربة قاضية لـ”حزب الله”، الآن، وألا تنتظر حتى يطلق الحزب آلاف الصواريخ لقتل أكبر عدد من اليهود.

وكتب إسرائيل هرئيل:
اندلعت هذا الأسبوع وحدة وطنية شعبية، جرفت السياسيين الذين شكلوا حكومة الطوارئ، في هذه الحكومة إمكانية كامنة للحفاظ على الـ “معاً” وقيادة الشعب إلى الانتصار في الجبهتين اللتين يواجههما.

بطبيعة الحال، جميعنا نركز على الجبهة الجنوبية، ولكن جوهرياً الجبهة الشمالية هي التي تعرض حياة سكان الدولة للخطر بشكل أكبر، بدون ضربة استباقية مضادة، فإن مئات آلاف الصواريخ، منها الكثير من الصواريخ الدقيقة، ستتسبب بقتل جماعي في الجبهة الداخلية وتدمير البنى التحتية، منها البنية العسكرية التي ستقيد قوة الجيش الإسرائيلي، لا سيما سلاح الجو، على الرد بشكل ساحق.

بعد المذبحة التي جرت في مستوطنات “بئيري” و”كفار غزة”، وبعد صور المخطوفين، فإن الرأي العام العالمي يسمح لنا، أكثر من أي وقت مضى وربما حتى في المستقبل، بتوجيه ضربة وقائية لمنظومة الصواريخ المهددة، وأن نُعد لحسن نصر الله المصير المُعد ليحيى السنوار.

محطمة معنوياً من الفشل المخجل في حرب لبنان الثانية، سمحت حكومة إسرائيل والجيش الإسرائيلي لـ “حزب الله” بالتزود بعشرات آلاف الصواريخ. لقد هددوا (وورثتهم أيضاً) بأنه “إذا ضرب نصر الله السكان الإسرائيليين، فسيعود لبنان إلى العصر الحجري”، هذه رؤية مشوهة، بل غير محتملة، الانتقام لن يحيي الآلاف، وربما عشرات الآلاف، الذين سيقتلون، ولن يعيد ترميم البنى التحتية التي سيتم تدميرها، “حزب الله خائف”، هكذا يهدئ الجنرالات الآن (الذين فشلوا في لبنان)، في الاستوديوهات. المنظمات الإرهابية كما ثبت في يوم السبت، لا تخاف، حماس كانت تعرف تماماً ما الذي ينتظرها بعد المذبحة الجماعية.

لذلك، يجب التخلي عن المفهوم الذي ساد سنوات كثيرة والذي يقول إننا نتعامل في الشمال مع منظمة إرهابية “عقلانية”، يجب تدمير “حزب الله” الآن، وعلينا ألا ننتظر حتى يطلق علينا آلاف الصواريخ، نعم، الآن، خصوصاً بعد تحذير من الرئيس الأميركي جو بايدن لإيران، وفي الوقت الذي تمكن فيه الجيش الإسرائيلي، لا سيما سلاح الجو، من الانتظام، إن تفويت الفرصة المناسبة الخاصة هذه يمكن أن يظهر لنا كبكاء لأجيال.

ليس لإسرائيل أي طلبات جغرافية في لبنان، ونصر الله يعرف أنه إذا لم نهاجم فلن نهاجم أبداً، فلا تتركوه يملأ البطاريات لقتل أكبر عدد من اليهود ومن أجل الانتقام للنكبة.

بدلاً من تفسير نواياه بشكل صريح والذهاب لتنفيذ عمليات وقائية عندما كانت الصواريخ قليلة وبدائية، ضبطت إسرائيل النفس واستوعبت الأمر، في البداية حكومة أولمرت وبعدها حكومات نتنياهو الذليلة، ويجب القول في صالحها إن معظم رؤساء الأجهزة الأمنية أيدوا الرهان على ضبط النفس هذا، هم الآن يجلسون في الاستوديوهات ويتنصلون من المسؤولية، أيضاً من المسؤولية عن الذنب الذي تصرخ نتائجه حتى مستوى لا يمكن وصفه في هذه الأثناء، وهو تفكيك المستوطنات في “غوش قطيف” وتتويج حماس على القطاع.

Share.
Exit mobile version