ورد اسم لبنان في الأيام الأخيرة في عناوين الصحافة العالمية، ليس بهدف التطرّق إلى الوضع السياسي الأمني المتصاعد، أو الإضاءة على منطقة سياحية ما، أو حتى إلى موهبة فنية أذهلت العالم كما فعلت فرقة “ميّاس”… ففي الواقع “بيّضها” المسؤولون في لبنان بورود اسم بلدهم ضمن “بعض” الدول في الشرق الأوسط التي قررت منع عرض فيلم “#باربي” في دور السينما.
عنونت صحيفة ” لوس أنجليس تايمس”: “منع عرض “باربي” في لبنان والكويت بسبب المثلية”. وجاء عنوان مقال في موقع “بيبول” الأميركي: “ما سبب منع عدد من الدول عرض فيلم “باربي” في دور السينما؟”. كما عنون موقع “رولينغ ستون”: “فيلم “باربي” ممنوع من العرض في عدد من دول الشرق الأوسط لترويجه للمثلية والتحوّل الجنسي”. وعنونت أيضاً صحيفة “الغارديان”: “لبنان يتّجه لمنع عرض فيلم “باربي” بسبب ترويجه للمثلية”.
الحديث عن “منع” فيلم “باربي” في لبنان انتشر بشكل كبير على خلفية قرار وزير الثقافة اللبنانية محمد المرتضى توجيه كتابٍ الى الأمن العام اللبناني لاتّخاذ كلّ الإجراءات اللّازمة لمنع عرضه. وجاء في بيان صدر عنه أن “لدى التدقيق، تبيّن أنَّ فيلم “باربي” المُزمع عرضه قريباً في دور السينما اللّبنانية، يتعارضُ مع القيم الأخلاقية والإيمانية ومع المبادئ الراسخة في لبنان، إذْ يروّج للشذوذ والتحوّل الجنسي ويُسوّق فكرةً بشعةً مؤدّاها رفض وصاية الأب وتوهين دور الأم وتسخيفه والتشكيك بضرورة الزواج وبناء الأسرة، وتصويرهما عائقاً أمام التطوّر الذاتي للفرد لا سيّما للمرأة”.
ضجّة على مواقع التواصل الاجتماعي، غضب وعناوين شاذبة ورافضة لـ”مقص الرقابة” من دون انتظار القرار الرسمي الذي يبدو أنّه يسلك مساراً سيبدد هذا الغضب. ففي معلومات لـ”النهار” أنّ اللجنة المكلّفة الرقابة على أفلام السينما شاهدت فيلم “باربي” ولم تجد في محتواه مضموناً خادشاً للآداب العامة يمنع عرضه. وفي المعلومات أيضاً أنّ القرار يسير باتجاه رفع توصية للسماح بعرض الفيلم ووضعه ضمن تصنيف عمري “مناسب لعمر 13 عاماً وما فوق” (PG-13). وبحسب المصادر، يتوقّع أن يُحسم القرار الاثنين، والمتّجه إلى السماح بعرض الفيلم.
المستغرب في كل ما حصل في الأيام الأخيرة الإعلان عن منع فيلم “باربي” من دون صدور قرار رسمي. فمن يتابع سير القرارات المتعلقة بعرض الأفلام يعلم أنّ لجنة الرقابة ترفع توصياتها عادة إلى المدير العام للأمن العام الذي بدوره ينقلها عبر كتاب إلى وزير الداخلية والبلديات ليكون له القرار الحاسم.
الجميع يذكر الضجة التي أثيرت حول فيلم “The Post” للمخرج ستيفن سبيلبرغ وجاء قرار وزير الداخلية حينها نهاد المشنوق بالسماح بعرض الفيلم. لذلك، فإنّ قرار وزير الثقافة بتوجيه كتابٍ الى الأمن العام اللبناني شكّل ردود فعل استبقت القرار النهائي الرسمي في شأن مصير عرض “باربي”.
أما الدول العربية التي أعلنت “رسمياً” عن قرارها بمنع عرض الفيلم فهي الكويت، إذ ورد في “وكالة الأنباء الكويتية” أنّ لجنة رقابة الأفلام السينمائية قررت منع فيلمي “باربي” و”توك تو مي” من العرض، انطلاقاً من حرصها “على منع كل ما يخدش الآداب العامة، أو يحرّض على مخالفة النظام العام والعادات والتقاليد”.
وانضمت إلى قرار منع “باربي” سلطنة عُمان التي اعتبرت أنّ الفيلم يحتوي مشاهد عديدة غير مناسبة للأطفال، ويركّز على قصص الشخصيات المثلية وعرض مشاهد تحتوي على تناول المخدرات وغيرها من الممنوعات.
دول أخرى سارت في قرار المنع نذكر منها: باكستان، إذ صدر قرار بمنع عرض الفيلم في دور السينما بإقليم البنجاب لوجود “محتوى مرفوض”. وهناك اتجاه لحذف حوارات من الفيلم، على أن يجري مجلس الرقابة مراجعة جديدة للخروج بقرار في شأن عرضه.
وصدر المنع أيضاً في فيتنام على خلفية مشهد يُظهر خريطة أراضٍ متنازع عليها، والتي تزعم الصين ملكيتها في بحر الصين الجنوبي.
أمام قرارات المنع، يجذب فيلم “باربي” الجمهور العربي إلى دور السينما بعد الإعلان عن بدء عرضه في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدةو قطر والبحرين ومصر.
وفي انتظار القرار الرسمي الصادر عن الجهات المعنية في لبنان في شأن عرض “باربي”، فإنّ 31 آب لا يزال تاريخاً قائماً كموعد لعرض الفيلم في دور السينما اللبنانية، ويمكن التأكد من ذلك من خلال الصفحة الإلكترونية لسلسلة سينما “فوكس” المقرر أن تعرض العمل في صالاتها.