أخبار الصحف

إجراءات أمنيّة مكثفة وشلل سياسي ولا تطمينات أميركيّة للبنان

إجراءات أمنيّة مكثفة وشلل سياسي ولا تطمينات أميركيّة للبنان

حضرت الحرب الإسرائيلية الإيرانية على طاولة مجلس الوزراء أمس في أول انعقاد له بعد اندلاع هذه الحرب يوم الجمعة الماضي. ووصلت تداعيات هذا التطور الإقليمي الكبير إلى أبحاث المجلس عبر تأجيل موعد الشروع بإنهاء ملف السلاح الفلسطيني بدءاً من مخيمات بيروت كما كان مقرراً أمس. كما وصلت هذه التداعيات نتيجة التأثير المباشر على الموسم السياحي الذي كان لبنان ينتظره واعداً هذا الصيف.

وأوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان ما خرج من مجلس الوزراء هو موقف متناسق بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام لجهة إبعاد لبنان عن صراعات لا دخل له فيها، وكان توافق على ضرورة الا يؤثر الوضع الإقليمي على الفرص المتاحة امام لبنان.
وفهم انه جرى استعراض هذه التطورات بتداعياتها على لبنان انما تقرر عدم الحديث عن أية خطوات تفاديا لخلق بلبلة ما، ولذلك كان الحديث عن أهمية المحافظة على الإستقرار.
ونقلت” الديار” عن مصادر سياسية بارزة، انه مقابل توجيه واشنطن تحذيرات شديدة اللهجة الى الجانب اللبناني، بضرورة منع حزب الله من التدخل في المواجهة الدائرة، علما انه لا مؤشرات او معطيات حيال هكذا احتمال، فان الاتصالات الرسمية مع هذه القنوات الاميركية المؤثرة في البيت الابيض، لم تفض الى الحصول على اجوبة قاطعة عن الاسئلة

اللبنانية القلقة، من احتمال اقدام «اسرائيل» على تصعيد انتقامي غير مبرر، يشبه ما حصل في الضربات الاخيرة على الضاحية الجنوبية، لا سيما وسط التعبئة في ألوية الاحتياط في جيش الاحتلال في الشمال، حسب ما أوردت وسائل اعلام عبرية تحدثت عن حشد الفرقة 146 ولواء الاحتياط «القبضة الحديدية» (205) وفرق اخرى ستكون كاحتياطي لسيناريوهات مختلفة في الساحة الشمالية.
وتكتفي واشنطن في هذا السياق، بالتشديد على ضرورة التزام لبنان بالقرار 1701 ، مع ترداد عبارة «حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وتعد بمناقشة اعمق للمسائل العالقة عندما يزور السفير الاميركي في تركيا توم براك بيروت!
وامام هذه المعطيات، اتخذ القرار بعد الاجتماع الامني الموسع في بعبدا قبل ايام، بتعزيز انتشار القوى الامنية في اكثر المناطق اللبنانية حساسية، ومنع اي حادث يمكن ان يشكل خرقا للاستقرار، في ظل مخاوف من توسع الحرب لتشمل جبهات جديدة في المنطقة، ما قد يزيد من حدة التوتر الداخلي.
وافادت «البناء» ان الدولة اللبنانية سلسلة تلقت اتصالات خارجية أميركية وفرنسية وعربية محذرة من تورط لبنان في الحرب الدائرة بين إيران و»إسرائيل» والنأي بنفسه لتفادي الرد الإسرائيلي الذي سيكون قاسياً وغير محدود بحال تعرض كيان الاحتلال الى هجمات صاروخية من حزب الله.
ووفق مصادر مطلعة على موقف المقاومة، فإن حزب الله يعي أننا دخلنا في مرحلة جديدة في لبنان والمنطقة بعد الحرب الأخيرة تختلف عن المرحلة السابقة، حيث دخل الحزب في جبهة إسناد غزة، وبالتالي لم ينجرّ للاستفزازات الإسرائيلية عبر الاعتداء على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، وبالتالي هو حريص على الأمن والاستقرار وحماية الجنوب وأهله واللبنانيين من أي عدوان إسرائيلي والذي لطالما كان هدفه الرئيسي، لكن حجم العدوان الإسرائيلي على غزة وتهديد لبنان بالحرب دفعا قيادة المقاومة للدخول عبر عمليّات إسناد داخل الأراضي المحتلة في مزارع شبعا، لكن الحرب الإسرائيلية على لبنان كانت آتية لا محال في الوقت الذي تراه «إسرائيل» مناسباً وهذا ما حصل وشنّت عدواناً على لبنان خططت له منذ ثمانية عشر عاماً. لكن الحزب وفق ما تشير المصادر غير معني بتطمين الإسرائيلي، والدولة اللبنانية، والحزب جزء منها، تعرف حرصه على البلد وأمنه واستقراره. وتضيف المصادر أن المقاومة في لبنان اليوم تقف خلف الدولة وتسهل تنفيذ التزاماتها في تطبيق القرارات الدوليّة وإعلان وقف إطلاق النار في جنوب الليطاني، لكن العدو لم ينفّذ أي شيء من التزاماته، فيما الدولة لا تمارس الضغط الكافي عبر الطرق الدبلوماسية لدفع الإسرائيلي للانسحاب ووقف الاعتداءات وإعادة الأسرى، ما يبقي المقاومة هي الخيار الوحيد حتى الآن للتحرير والدفاع والحماية والمقاومة أي مقاومة الشعب وليس بالضرورة حزب الله تحتفظ بحقها في ردع العدوان وطرد الاحتلال من الجنوب.
وفيما طمأنت مصادر دبلوماسية الى أن لبنان سيبقى بمنأى عن التطورات العسكرية بحال التزم حزب الله بقرار الدولة النأي بالنفس والحياد، حذرت مصادر سياسية من أن تداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية لن تتأخر بالوصول الى لبنان والمنطقة برمتها في حال فشلت الجهود الدبلوماسية بالتوصل الى حل لوقف الحرب. مشيرة إلى أن «إسرائيل» قد تستغلّ الوضع لتوجيه ضربة قوية لحزب الله في لبنان مع تقدّم محدود أو متوسط على الحدود الجنوبيّة وربما البقاعيّة لاستكمال ضرب الحزب ومنشآته العسكرية والصاروخية على غرار ما تفعل في إيران

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce