مَن رتّب اللقاء بين ترامب والرئيس الشرع؟
مَن رتّب اللقاء بين ترامب والرئيس الشرع؟
لا شك أنّ ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، ومن منطلق العلاقات الأميركية – السعودية المميّزة منذ نشأت المملكة في أيلول (سبتمبر) عام 1932.
التطوّر الكبير حصل بالزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس دونالد ترامب الى المملكة وذلك بتاريخ 13 أيار (مايو) 2025، الاجتماع الذي حصل في المملكة بين الرئيس ترامب وولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر تقنية الڤيديو ووزيري خارجية أميركا مارك روبيو وسوريا أسعد الشيباني، كان من ترتيب ولي العهد السعودي الذي لعب دوراً كبيراً في إقناع الرئيس ترامب بضرورة أن ينقذ سوريا من يد ولاية الفقيه..
وبالفعل، جاء في البيان الذي صدر إثر اللقاء تأكيد بدء مرحلة جديدة في سوريا، وما حصل هو أنّ أميركا أجرت مباحثات مع وفد أميركي تمّ خلاله وضع الاتفاقات حول التعاون بمجال استخراج النفط والغاز.. ولعب رجل الأعمال الأميركي جوناثان باس المعروف بقربه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكان باس التقى الرئيس السوري أحمد الشرع في القصر الرئاسي في دمشق، حيث عرض عليه خطة لتطوير قطاع الطاقة السوري بمساعدة شركات غربية وإنشاء شركة نفط سورية يمكن إدراجها في الأسوق الأميركية، مما رحّب به الشرع.
ونقل الرئيس السوري رسالة عبر جوناثان برغبته في لقاء ترامب لعرض رؤيته لإعادة الإعمار، وتشابه هذه الرؤية خطة مارشال في مسعاها لإعطاء الأولوية الى الشركات الأميركية والغربية على حساب الصين وقوى أخرى تتنافس على النفوذ.
ويشغل باس منصب الرئيس التنفيذي لشركة «أرغنت» للغاز الطبيعي ومقرّها لويزيانا، وتبنّى الموقع الإلكتروني للشركة التي يرأسها باس الخطاب السياسي للرئيس الأميركي، وتركز شركة «أرغنت» جهودها على إنتاج الغاز الطبيعي الـمُسال وتوزيعه الى أسواق تمتد عبر أربع قارات.
وبعد اجتماع باس مع الشرع لنحو أربع ساعات، دعا الى تطبيع العلاقات مع سوريا. وقال: «لدينا فرصة لإخراج الروس والإيرانيين والصينيين من البلاد الى الأبد.. وتحقيق هزيمة دائمة لتنظيم داعش».
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أعلنت بتاريخ 2 أيار (مايو) 2025 أنّ الرئيس أحمد الشرع استقبل باس والوفد المرافق له في قصر الشعب بدمشق.
وكان رجل الأعمال جوناثان باس كتب مقالاً بعنوان «حوار مع زعيم سوري: رحلة ما وراء الأنقاض»… نشرتها “جويش جورنال”.
وكان باس يسعى الى بناء جسر بين ترامب والشرع. وقد قادت مصالح الغاز الطبيعي جوناثان باس الى القيام بدور الوسيط بصورة غامضة وغير رسمية بين الشرع وترامب.
ففي عالم دونالد ترامب تجار كُثُر ينفذون أجندته عبر رحلات رسمية وغير رسمية. وعلى رغم أن الرئيس الأميركي ما زال حذراً في التعامل مع الملف السوري، فإنّ رجل أعمال أميركياً اسمه جوناثان باس مهّد الطريق لإزالة كل العوائق بين أميركا وسوريا. وعلى أي حال، فإنّ الفضل الأول في إزالة كل العراقيل هي لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان… ولن ينسى أحدٌ الجهود التي بذلها رجل الأعمال جوناثان باس… إضافة للجهود التي قام بها الرئيس التركي أيضاً.
عوني الكعكي