لفتت صحيفة “الجمهورية” أن التيار يعتبر ما جرى في الديمان لا يقدّم ولا يؤخّر سياسياً، وانّ مفعوله لن يتعدّى حدود الصورة التي يُراد استثمارها في حسابات ضيّقة.
وتبعاً لأوساط قيادية في التيار، لن تبدّل زيارة الوزراء برئاسة ميقاتي الى الراعي شيئاً في واقع الحكومة البتراء والضاربة للشراكة، «والمظلّة الميثاقية التي لم تمنحها المرجعيات السياسية المسيحية وفي طليعتها «التيار» للحكومة، لن يعوّضها المهرجان الاستعراضي او الفولكلوري في الديمان».
وتبدي الاوساط أسفها لتمكّن ميقاتي من «تغطيس» الراعي في مستنقع حكومته، مشيرة الى انّ ما جرى يعكس نوعاً من الاستخفاف والخفة في التعاطي مع المسائل الوطنية.
وتلفت الاوساط إلى انّ معظم الوزراء المسيحيين الذين اصطحبهم ميقاتي معه إلى الديمان، لا يملكون اي حيثية تمثيلية، «وحتى انّ بعضهم لا يمثل عائلته، إذ انّ أبناء أحد هؤلاء الوزراء على سبيل المثال هم منتمون الى «التيار الوطني الحر» ويحملون بطاقات حزبية».
وتستغرب الاوساط البرتقالية تبرير اللقاء الوزاري في حضرة الراعي بأنّه عفوي، مشدّدة على أن «من يشغل موقع المسؤولية كرئيس الحكومة لا يجوز له ان يتصرّف بعفوية ومن دون تقدير تبعات ما يفعله».
وتشير الاوساط في معرض تفسيرها لسلوك الراعي، الذي استقبل الوزراء وميقاتي بحفاوة، الى انّ البطريركية المارونية تحاول دائماً تكريس نفسها كمرجعية أولى للمسيحيين في مقابل الأحزاب السياسية الأساسية، ولكن الاوساط تلفت الى انّه إذا أمكن تقبّل هذا الأمر أيام البطريرك الراحل نصرالله صفير بسبب نفي العماد ميشال عون وسجن سمير جعجع آنذاك، فإنّ ذلك لم يعد مبرّراً الآن في ظل وجود الزعماء السياسيين المسيحيين بكامل قوتهم وثقلهم على الساحة.