الذكاء الاصطناعي في تقاطع المنافسة والحروب التجارية
الذكاء الاصطناعي في تقاطع المنافسة والحروب التجارية
تجتمع الشركات الكبرى المتخصصة في أشباه الموصلات هذا الأسبوع في معرض كومبيوتكس للتكنولوجيا المقام في اليابان، لعرض الآفاق الجديدة لصناعة يهيمن عليها الذكاء الاصطناعي. ويأتي انعقاد الحدث السنوي، بينما يشهد الاقتصاد العالمي اضطرابات بسبب الحروب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ومن المجموعات المشاركة في الحدث الذي يستمر لأربعة أيام، إنفيديا وأي.أم.دي وكوالكوم وإنتل. وكومبيوتكس هو المعرض السنوي الرئيسي للتكنولوجيا في تايوان، وتشارك فيه مصانع لأشباه الموصلات المتطوّرة التي تُعدّ عنصرا أساسيا في مختلف الأجهزة والأدوات بدءا من هواتف “آي فون” وصولا إلى الخوادم التي تقوم عليها برامج مثل “تشات جي.بي.تي”. وعرض الرئيس التنفيذي لإنفيديا جينسن هوانغ أحدث التطورات التي حققتها الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، معلنا عن خطط لبناء أول كمبيوتر فائق قائم على الذكاء الاصطناعي. وأشار هوانغ إلى أن الشركة الأميركية ستعمل مع الشركتين العملاقتين التايوانيّتين فوكسكون وتي.أس.أم.سي ومع الحكومة لبناء هذا الكمبويتر للبنية التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي ونظام الذكاء الاصطناعي. وقال “من المهم جدا أن تكون لدينا بنية تحتية ذات مستوى عالمي للذكاء الاصطناعي في تايوان.” وسيتحدث خلال المعرض أيضا مسؤولون تنفيذيون من كوالكوم وميديا تك وفوكسكون، حيث سيتم تسليط الضوء على التقدم المُحرز في دمج الذكاء الاصطناعي من مراكز البيانات إلى أجهزة الكمبيوتر المحمولة والروبوتات والمركبات المتصلة. وقال بول يو من شركة ويتولوغي ماركت تريند للاستشارات والأبحاث، إن القطاع يمرّ بـ”فترة محورية.” وأضاف “خلال العامين ونصف العام الفائتين جرى تحقيق تقدّم كبير في مجال الذكاء الاصطناعي.” وأشار يو إلى أنّ “الفترة من 2025 إلى 2026 ستكون حاسمة للانتقال من تدريب نماذج ذكاء اصطناعي إلى تطبيقات مربحة.” ورغم هذه التطورات، يُتوقَّع أن يواجه القطاع تحديات ناجمة عن التأثير المحتمل للرسوم الجمركية الأميركية الجديدة وسلاسل التوريد المتقطعة. وأطلقت واشنطن مطلع أبريل الماضي تحقيقا لتحديد ما إذا كان اعتماد الولايات المتحدة على أشباه الموصلات المستوردة يشكل خطرا على الأمن القومي. وقد فُرضت رسوم جمركية إضافية على الصلب والألمنيوم والسيارات في مارس وأبريل الماضيين، بعد هذا النوع من التحقيقات. واتهم ترامب تايوان بسرقة قطاع الرقائق الأميركي وهدّد بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100 في المئة على واردات أشباه الموصلات من الجزيرة. ومع ذلك، فإن معظم اللاعبين الحاضرين في كومبيوتكس “سيتجنبون التطرق بشكل مباشر إلى الرسوم الجمركية، لأن الوضع ضبابي جدا،” على ما قال إريك سميث من موقع تك إنسايتس المتخصص. البعض يخشى من أن تخسر تايوان التي تنتج غالبية رقائق العالم وكل الرقائق الأكثر تقدما وترسخ نفسها كحلقة وصل حيوية في سلاسل التوريد العالمية، مكانتها المهيمنة في السوق ويخشى البعض من أن تخسر تايوان التي تنتج غالبية رقائق العالم وكل الرقائق الأكثر تقدما تقريبا وترسخ نفسها كحلقة وصل حيوية في سلاسل التوريد العالمية، مكانتها المهيمنة في السوق. وتشكل هذه المكانة الرائدة بمثابة “درع السيليكون” لتايوان، في إشارة إلى المادة الأكثر استخداما على نطاق واسع في القطاع. ويهدف هذا الدرع إلى حماية الجزيرة من أيّ غزو أو حصار من جانب الصين، التي تدّعي أنها جزء من أراضيها، من خلال تشجيع الولايات المتحدة على الدفاع عنها من أجل قطاع أشباه الموصلات الخاصة بها. وفي مارس، أعلنت شركة تي.أس.أم.سي التي تواجه ضغوطا عن استثمار بقيمة 100 مليار دولار في الولايات المتحدة، وهو ما أشاد به الرئيس التايواني لاي تشينغ تي باعتباره “لحظة تاريخية” في العلاقات بين تايبيه وواشنطن. والأسبوع الماضي، أعلنت شركة غلوبل ويفرز، المورّدة لشركة تي.أس.أم.سي، أنها تخطط لزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة بمقدار 4 مليارات دولار وافتتاح مصنع لرقائق السيليكون في تكساس. وفي مقابلة أجريت معه الجمعة، بدا جينسن هوانغ متفائلا بشأن مستقبل تايوان، وقال “ستظل في مركز النظام التكنولوجي.”