مرحلة جديدة.. وموسم صيفي واعد
مرحلة جديدة.. وموسم صيفي واعد
يشهدُ القطاع السياحي في لبنان مرحلة جديدة من التفاؤل والاستعداد لموسم صيفي واعد، بعد سنوات من التحديّات الاقتصاديّة والسياسيّة. تأتي هذه المرحلة في ظلّ انتخاب الرئيس جوزاف عون وتشكيل حكومة برئاسة نواف سلام، ممّا أعاد الأمل في استقرار البلاد وتعزيز ثقة المجتمع الدولي بلبنان.
دخل لبنان مرحلة جديدة إيجابيّة على الصعيد السياحي، مع انتخاب الرئيس وجهود الحكومة لتأمين الاستقرار الأمني والاقتصادي. والمؤشرات لفصل الصيف من خلال الأنشطة والمهرجانات والتحضيرات لمرافق القطاع السياحي من شأنها أنْ تُبشّر بموسم واعد.
وزيرة السياحة لورا الخازن لحود، تؤكّد لـ «نداء الوطن»، أنّ «المشهد السياحي سيتغيّر في كل لبنان نظراً لعوامل عدّة، أبرزها عودة الثقة إلى البلد، ورفع بعض الدول حظر السفر إليه، إضافة إلى العمل الميداني الذي تقوم به الحكومة عموماً واللجنة الوزارية خصوصاً، انطلاقاً من مطار رفيق الحريري الدولي والطريق المؤدّي إليه، إلى جانب التعاون مع القطاع الخاص. من جهتها تقوم المطاعم والفنادق بترميم مؤسساتها، فيما تعود المهرجانات إلى الساحة.
خطّة للمناطق
عن تأثير الاعتداءات الإسرائيليّة على السياحة في الجنوب والبقاع هذا الموسم، والتي يُمكن وصفها بالاستنسابيّة ما بين منطقة وأخرى، وهل يُمكن اعتبار جنوب لبنان وبقاعه خارج الخارطة السياحية هذا الموسم؟ تُجيب لحود : «بالطبع كلا، لأن خطّة وزارة السياحة تلحظ كل المناطق، وكذلك الخطة الأمنيّة. اللجنة التي تشكّلت لوقف إطلاق النار هي المخوّلة الأساسيّة لمتابعة هذا الموضوع، ومن الضروري أنْ تلتزم إسرائيل به.
لاحظنا أنّ بعض المؤسّسات السياحيّة الصغيرة والمتوسطة بدأت تستعيد نشاطها وتأخذ مبادرات في مختلف المناطق وتشمل البقاع والجنوب، هؤلاء الأهالي لديهم إرادة ويرمّمون مؤسساتهم، وينتظرون بعض أهالي الجنوب الذين لم يعودوا بعد إلى قراهم كما ينتظرون المغتربين والسياح أيضاً».
وهنا تُوجّه لحود، التحية لهؤلاء «الأهالي على صمودهم وعلى إرادتهم الصلبة وحبّهم للحياة»، لافتةً إلى «إمكانيّة القيام في المدى القريب بجولة ستشمل كافة المناطق اللبنانيّة، في إطار تشجيع العاملين في القطاع السياحي».
ماذا عن المُغتربين؟
عن أعداد المُغتربين الذين سيتوافدون إلى لبنان، تقول: «حتى الساعة لا يملك أي قطاع أرقاماً نهائيّة، لأن الحجوزات تبدأ من الآن، وعندما نرى أنّ الحجوزات أصبحت مرتفعة والفنادق وبيوت الضيافة «مفوّلة»، عندها تصبح لدينا أرقام دقيقة أكثر، لكن الجوّ العام يبشر بموسم واعد، أكان من العرب الذين بدأوا يتوافدون خاصة بعد رفع الإمارات الحظر عن السفر إلى لبنان، والأجواء مشابهة بالنسبة للكويت، كما أنّ أعداداً كبيرة من المغتربين الذين لم يزوروا بيروت منذ مدة طويلة سيأتون برأيي هذا الصيف، وسنشهد موسماً إيجابيّاً».
معضلة الأسعار
في ما يختصّ بالأسعار، تقول لحود: «هناك عمل يتمّ بالتعاون مع القطاع السياحي كي تتعهد كل النقابات بأن تكون الأسعار شفّافة وثابتة وموحدة على لائحة كل مطعم، حتى تكون هناك مصداقيّة في هذا القطاع، وعدم التمييز بين لبناني ومغترب وسائح، كي لا ينعكس سلباً على السياحة. وتُعقد اجتماعات في هذا الخصوص مع كل النقابات والقطاع السياحي الخاصّ.
أما المهرجانات فقد عادت إلى كل المناطق اللبنانية، الصغيرة والكبيرة، وبدأنا نشهد منذ شهر إطلاقها بمعدل مرتين أو ثلاث أو أكثر أسبوعيّاً، والتي يتمّ التنظيم لها كالعادة وبيع البطاقات، فيما تبدو الحجوزات جيّدة».
الهدف الأساسي
هل سيعود لبنان وجهة أولى للسياحة في المنطقة، تقول: «نأمل ذلك، لأن العمل الذي نقوم به يُبشّر بذلك، خاصة وأننا نعمل على إعطاء السياحة طابعاً جديداً، يمتد على كل فصول السنة. كل فصل في لبنان له طابع معيّن يمكن الاستفادة منه سياحياً، لا نريد حصر السياحة بموسم الصيف أو رأس السنة أو مناسبة معيّنة، بل في كل الفصول والاستفادة من الطبيعة المميزة والآثار. إضافة إلى ذلك، نعمل على تطوير الدروب التي تربط لبنان ببعضه كي نضع السياحة البيئية على الخارطة، كما نولي اهتماماً خاصاً بالسياحة الدينية عبر إعادة تنشيط الدروب الدينية، إلى جانب السياحة الطبيّة والتي تتمتع بحيّز كبير في لبنان. نعمل على كل الأصعدة كي لا نقول أننا كسبنا في فصل وخسرنا في آخر، هذا الهدف الأساسي للوزارة».
تُضيف: «نعمل جاهدين كي يكون كل شيء حاضراً، منذ لحظة وصول السائح أو المغترب إلى لبنان حتى مغادرته الأراضي اللبنانية، بدءاً من المطار الذي يتم تجهيزه ومتابعته مروراً بطريق المطار التي أخذتها شركة طيران الشرق الأوسط «الميدل ايست» على عاتقها، وصولاً إلى الوزارة حيث نلحظ تدريب وتفعيل كل القطاعات من الشرطة السياحية والمراقبين، وإعادة تشغيل الخط الساخن لتلقي الشكاوى الذي سيكون جاهزاً خلال أيّام. باختصار العمل جار على قدم وساق لتوفير كل ما يلزم لتنشيط القطاع السياحي».
تختم لحود، بالتشديد على أنّ «الهدف الأساسي هو استعادة ثقة الخارج بلبنان، وهذا ما تحقّق وسيتحقق، من رئيس الجمهورية إلى الحكومة والوزراء والاختصاصيين كل في مجال عمله، يعملون معاً، ونأمل أنْ تحمل الأيّام المُقبلة أخباراً مُفرحة جدّاً».
رماح الهاشم – “نداء الوطن”