زيلينسكي بعد إعلان الهدنة القصيرة: لن أمارس “ألعاب” بوتين
زيلينسكي بعد إعلان الهدنة القصيرة: لن أمارس “ألعاب” بوتين
رفض الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، دعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين لوقف مؤقت لإطلاق النار خلال عطلة “يوم النصر” الروسية، قائلاً إن كييف “لن تنخرط في ألعاب الكرملين” على حد تعبيره.
وأوضح زيلينسكي في تصريحات لعدد من الصحافيين أنّه لا يثق بنيّة موسكو من وراء إعلان هدنة قصيرة، مشيراً إلى أنّ روسيا “قد تستغل المناسبة لتنفيذ أعمال تخريبية كحرائق أو انفجارات ثم تتهم أوكرانيا بالوقوف خلفها”، في إشارة إلى احتفالات التاسع من أيار بذكرى الانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية.
وفي رسالة مباشرة إلى القادة الدوليين الذين يعتزمون زيارة موسكو للمشاركة في الاحتفالات، قال زيلينسكي: “لا يمكننا تحمّل مسؤولية ما يحدث على أراضي الاتحاد الروسي. هم من يضمن سلامتكم”، محذّراً من سيناريوات غير متوقعة قد تلجأ إليها موسكو.
وفي إشارة إلى لقاء عُقد في روما مؤخراً بين الرئيس الأوكراني والرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال زيلينسكي إن ترامب “بدأ يرى الأمور بشكل مختلف قليلاً”، في ما اعتُبر تلميحاً إلى تغير في الموقف الأميركي تجاه مسار الحرب.
ويُذكر أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني 2025 شكّلت نقطة تحوّل في الملف الأوكراني، إذ تبنّت واشنطن نهجاً أكثر براغماتية تجاه الصراع، واضعةً أولوية لإنهائه عبر تسوية “سريعة” تحفظ الحد الأدنى من التوازن بين الطرفين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن، الإثنين، وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار بين 8 و11 أيار، بمناسبة عطلة “يوم النصر”. وقال الكرملين في بيان إن “روسيا تأمل أن تحذو أوكرانيا حذوها”، مؤكداً أنّ “أي خرق من الجانب الأوكراني سيقابَل برد مناسب وفعّال من القوات الروسية”.
كما أشار البيان إلى أنّ موسكو “مستعدة للدخول في مفاوضات سلام دون شروط مسبقة، سعياً لإزالة الأسباب الجذرية للأزمة، والانخراط في تفاعل بنّاء مع الشركاء الدوليين”.
في سياق ميداني متصل، أعلن رئيس بلدية نوفوروسيسك الروسية، أندريه كرافتشينكو، السبت، حالة الطوارئ في المدينة الساحلية الواقعة على البحر الأسود، بعد هجوم بطائرات مسيّرة نسبته السلطات إلى أوكرانيا.
وأفادت السلطات المحلية أنّ الهجوم ألحق أضراراً بمحطة للحبوب وعدد من المباني السكنية، وأسفر عن إصابة خمسة أشخاص، بينهم امرأة في حالة حرجة وطفلان.
ونشر كرافتشينكو عبر حسابه الرسمي على “تيليغرام” مقاطع مصوّرة أظهرت حجم الأضرار، من حطام متناثر إلى نوافذ محطّمة وسيارات مدمّرة، مؤكداً استمرار فرق الطوارئ في عمليات المسح والإغاثة.
ويُعدّ هذا الهجوم تصعيداً جديداً في العمليات التي تنفّذها كييف داخل العمق الروسي، والتي تستهدف منشآت لوجستية أو اقتصادية مرتبطة بالبنية التحتية العسكرية، في محاولة لتقويض الجبهة الداخلية الروسية.