أخبار دولية

“دون تنسيق مع واشنطن”… إسرائيل تستعد لضرب إيران!

“دون تنسيق مع واشنطن”… إسرائيل تستعد لضرب إيران!

يرى مسؤولون إسرائيليون أن إسرائيل قادرة على توجيه ضربة مستقلة لمنشآت إيران النووية دون الحاجة إلى موافقة أميركية، مشيرين إلى أن الفرصة لتحقيق ذلك تتضاءل بسرعة. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أفاد مسؤولون أمنيون في تل أبيب أن المؤسسة العسكرية باتت تمتلك القدرة العملياتية لتنفيذ هذه الضربة، رغم التحذيرات من أن النجاح الكامل يتطلب التنسيق مع الولايات المتحدة.

الصحيفة نقلت عن أوساط سياسية وأمنية في إسرائيل أن الضربة العسكرية لا تستهدف فقط وقف البرنامج النووي الإيراني، بل قد تؤدي أيضًا إلى انهيار النظام الإيراني في طهران. في هذا السياق، ترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن إيران تمر حاليًا بأضعف حالاتها داخليًا، لكنها باتت تقترب أكثر من أي وقت مضى من امتلاك السلاح النووي، وهو ما يستدعي، وفقًا للتقديرات الإسرائيلية، عملاً عسكريًا حاسمًا في الأشهر القليلة القادمة.

وتكشف الصحيفة أن إسرائيل قد أعدت خطة شاملة تشمل غارات جوية وتنسيقًا مع القيادة الأميركية المركزية، فضلاً عن دعم سيبراني واستخباراتي. إلا أن تنفيذ هذه الخطة توقف بعدما استخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب حق الفيتو، مفضلاً إعطاء الفرصة للمفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران، التي بدأت في مسقط بوساطة عمانية.

وفي هذا الإطار، يقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول إقناع ترامب بتغيير موقفه خلال لقائهما الأخير في واشنطن، لكن من دون الحصول على تعهدات واضحة. كما أبدى مسؤولون إسرائيليون خيبة أملهم من أن الإدارة الأميركية لا تمتلك تصورًا واضحًا بشأن ما تريد تحقيقه من المفاوضات، حيث اقتصرت أهدافها على منع إيران من إنتاج قنبلة نووية، دون السعي لتفكيك البرنامج النووي بشكل كامل.

في تل أبيب، يزداد القلق من أن يسعى ترامب إلى التوصل إلى اتفاق مع إيران يجمّد برنامجها النووي مؤقتًا مقابل رفع بعض العقوبات، وهو ما تعتبره إسرائيل “تنازلاً خطيرًا”، خاصة إذا تم الترويج لهذا الاتفاق كإنجاز دبلوماسي قبيل الزيارة المرتقبة لترامب إلى الشرق الأوسط.

ويطالب القادة الإسرائيليون بأن يتضمن أي اتفاق تفكيكًا كاملاً للبنية النووية الإيرانية، بما في ذلك أجهزة الطرد المركزي، مفاعل الماء الثقيل، ووقف تطوير الرؤوس النووية، بالإضافة إلى إخراج كامل لمخزون اليورانيوم المخصب خارج إيران.

وفي ظل تعطل الخيار العسكري، بدأت إسرائيل في إعادة تقييم بدائل أقل كلفة، مثل شن هجمات إلكترونية تستهدف البنية النووية الإيرانية، على غرار عملية “ستاكسنت” السابقة. وقد ناقش مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية هذا الخيار خلال زيارته الأخيرة إلى إسرائيل، وسط حديث عن تحضير هجوم سيبراني مشترك.

لكن المحللين يرون أن هذه العمليات قد تؤخر البرنامج النووي الإيراني لبعض الوقت دون القضاء عليه بشكل كامل، مما يعزز من اعتقاد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن الضربة العسكرية الشاملة تظل الخيار الوحيد الفعال.

تقديرات استخباراتية تشير إلى أن إيران تمتلك حاليًا ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لصنع عدة رؤوس نووية، وقد تقترب من العتبة النهائية خلال أسابيع، ما يجعل أي هجوم لاحق مكلفًا وغير مضمون.

بينما يطمح ترامب إلى تحقيق اختراق دبلوماسي مزدوج يشمل وقف التهديد النووي الإيراني وتوسيع اتفاقات التطبيع، تشكك إسرائيل في جدوى هذا الطموح إذا لم يشمل تفكيكًا كاملاً لقدرات إيران النووية والصاروخية.

في هذه الأثناء، تستعد واشنطن عسكريًا، حيث نشرت قوات بحرية وجوية ضخمة في المنطقة، بما في ذلك قاذفات “بي-2” القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات، وهي قدرات لا تملكها إسرائيل. ورغم أن هذا الانتشار يُستخدم كورقة ضغط على طهران، فإن إسرائيل تخشى أن يُسحب تدريجيًا إذا استمرت المفاوضات دون تحقيق نتائج.

إسرائيل لا تخفي أن هدفها الاستراتيجي يتجاوز تدمير البرنامج النووي الإيراني، بل يمتد إلى إسقاط النظام الإيراني نفسه. وتعتبر أن أي اتفاق لا يحقق هذا الهدف هو مجرد تأجيل للأزمة، محذرة من أن إضاعة الفرصة الحالية، في ظل ضعف النظام الإيراني، ستكون خطأ استراتيجيًا يصعب تداركه في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce