أخبار دولية

يشكّكون ببوتين… “صقور ترامب” يضغطون لتشديد القبضة على موسكو

يشكّكون ببوتين… “صقور ترامب” يضغطون لتشديد القبضة على موسكو

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنّ مجموعة من كبار مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدفع باتجاه انتهاج سياسة أكثر صرامة تجاه روسيا، في وقت تشهد فيه الساحة الأوكرانية تصعيدًا عسكريًا متسارعًا واشتدادًا في المواجهات بين موسكو وكييف.

وبحسب الصحيفة، فإن هذه المجموعة تضغط على ترامب لاتخاذ موقف أكثر تشككًا حيال نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبرة أنّ الكرملين لم يُبدِ حتى اللحظة أي إشارات جدية على رغبته في إنهاء الحرب المستمرة منذ شباط 2022.

وتضمّ المجموعة التي تدعو إلى التشدد كلاً من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، والمبعوث الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ، اللذين نصحا باتباع نهج أكثر حذرًا تجاه موسكو، رافضين تقديم أي تنازلات تتعلق بالسيادة الإقليمية لكييف، كما تطالب روسيا في مفاوضاتها غير المباشرة.

في المقابل، لا يزال ترامب منخرطًا في مقاربة توصف بأنها “انفتاحية” حيال موسكو، مدعومًا بتقديرات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي يؤكد أنّ الرئيس الروسي أبدى استعدادًا للسلام، في ضوء لقائين عقدا مؤخرًا بين الرجلين في موسكو.

ويأتي هذا التباين داخل الفريق الرئاسي الأميركي في لحظة بالغة الحساسية، بعد الهجوم الباليستي الروسي على مدينة سومي الأوكرانية يوم الأحد، والذي أدّى إلى استشهاد 34 مدنيًا وإصابة أكثر من 100 آخرين، في واحدة من أعنف الضربات التي تنفّذها روسيا منذ بداية هذا العام. وقد أعاد الهجوم تسليط الضوء على الانقسام الحاد بين صقور الإدارة الأميركية، المطالبين بسياسة ردع متقدمة، والدبلوماسيين الذين يفضلون إحياء مسارات الحوار.

ويؤكد المقرّبون من ترامب أن الهدف المشترك بين جميع مكونات الفريق هو إنهاء الحرب، إلّا أن الخلاف يتمحور حول سبل الوصول إلى هذا الهدف، في ظل تصاعد القلق من تداعيات الصراع على التوازنات الجيوسياسية في أوروبا والعالم.

منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا في شباط 2022، تسببت المعارك المتواصلة في استشهاد وإصابة مئات آلاف المدنيين والعسكريين، فضلًا عن نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخل أوكرانيا وخارجها. كما أدّت الحرب إلى توترات متزايدة بين روسيا والغرب، وتسببت بعقوبات غير مسبوقة فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على موسكو، شملت قطاعات الطاقة والمصارف والتكنولوجيا.

وعلى الرغم من الدعم العسكري الكبير الذي قدمته واشنطن وعواصم أوروبية لكييف، يواجه هذا الدعم اليوم تحديات جدية، سواء على مستوى التمويل أو الإمدادات، وسط تصاعد الأصوات في الكونغرس الأميركي المطالبة بإعادة النظر في مدى انخراط واشنطن في هذه الحرب، خاصة مع دخولها عامها الرابع دون أفق واضح للحسم.

وخلال الأشهر الأخيرة، واصلت روسيا شنّ هجمات بالصواريخ والمسيّرات على البنى التحتية المدنية الأوكرانية، في وقت تطالب فيه كييف بمزيد من الأنظمة الدفاعية المتقدمة والطائرات المقاتلة، خصوصًا في ظل تفوق موسكو الجوي وتجدد زخم قواتها البرية على عدة محاور.

وفي الوقت الذي تستمر فيه موسكو في الدفع نحو مطالب تتعلق بإعادة ترسيم حدود أوكرانيا الشرقية، ترفض كييف، مدعومة من شركائها الغربيين، أي تسوية تُفضي إلى تنازل عن أراضٍ، وتصرّ على استعادة كامل سيادتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce