أخبار دولية

“الوجود الإسرائيلي في فلسطين مبارك”… سفيرٌ جديدٌ لواشنطن لدى تل أبيب

“الوجود الإسرائيلي في فلسطين مبارك”… سفيرٌ جديدٌ لواشنطن لدى تل أبيب

صادق مجلس الشيوخ الأميركي، يوم الأربعاء، على تعيين القس الإنجيلي مايك هاكابي سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل، في خطوة أثارت تفاعلًا واسعًا نظرًا لمواقف هاكابي المؤيدة علنًا لما يعتبره “الحق الإلهي لإسرائيل” في الضفة الغربية.

ويُعد هاكابي، وهو حاكم سابق لولاية أركنسو ومرشح رئاسي جمهوري سابق، من أشد المؤيدين للتيار المسيحي الإنجيلي الداعم لإسرائيل، حيث لطالما دافع عن ضم الضفة الغربية، واعتبر أن الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية “مبارك من الرب”، على حد تعبيره في مقابلات سابقة.

وسيتوجه هاكابي لمباشرة مهامه من السفارة الأميركية في القدس، في وقت تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، والتي أدّت إلى استيلاء واسع على مناطق جديدة ضمن الحملة التي تلقى دعمًا صريحًا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقد أُقرّ تعيين هاكابي بأغلبية 53 صوتًا مقابل معارضة 47، في تصويت جاء بمعظمه على أساس حزبي، حيث صوت الجمهوريون لصالحه، مع تأييد ديمقراطي واحد هو السناتور جون فاترمان.

وعقب التصويت، سارع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى الاتصال بهاكابي لتهنئته، واصفًا إياه في بيان رسمي بأنه “صديق حقيقي للدولة اليهودية”، بحسب ما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية.

من جهته، نشر وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش منشورًا على منصة “إكس”، قال فيه إنه يتطلع للعمل مع هاكابي “لدفع قيمنا وأهدافنا المشتركة”، في إشارة إلى أجندات الاستيطان والضم.

وفي تعليق سريع، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب هاكابي بـ”السفير العظيم”، مضيفًا: “أنا واثق أنه سينجح في مهمته ويُعبّر بقوة عن التزام أميركا بأمن إسرائيل وازدهارها”، وفق تصريحه للصحافيين بعد التصويت.

وكان هاكابي قد زار المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية عدة مرات خلال السنوات الماضية، وظهر في مناسبات مع قادة استيطانيين، ما جعله محل جدل واسع داخل الأوساط الأميركية والدولية، وخصوصًا بين المدافعين عن حل الدولتين الذين يعتبرون تعيينه تخليًا أميركيًا جديدًا عن حياد الوساطة في الملف الفلسطيني الإسرائيلي.

يمثّل مايك هاكابي امتدادًا لنفوذ التيار المسيحي الإنجيلي في السياسة الأميركية الخارجية، لا سيما في العلاقة مع إسرائيل. ويُقدّر عدد الإنجيليين المؤيدين لإسرائيل في الولايات المتحدة بالملايين، ويشكّلون كتلة تصويتية وازنة، خصوصًا في ولايات الجنوب الأميركي.

وقد عمّق دونالد ترامب خلال ولايته الأولى هذا التحالف، فاعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها، وأوقف التمويل عن وكالة الأونروا، كما اعترف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، وهي خطوات لطالما اعتُبرت انسجامًا مع أجندة الإنجيليين واليمين الإسرائيلي.

ويأتي تعيين هاكابي في لحظة سياسية حرجة، حيث يتزامن مع تصعيد عسكري إسرائيلي واسع في غزة، واستمرار التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مستقبل الدور الأميركي في المنطقة كوسيط نزيه، وفق ما عبّر عنه محللون سياسيون ودبلوماسيون سابقون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce